خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
نضال مضية*
• الرفيق #نضالمضية: نائب الأمين العام للحزب الشيوعي #الأردني، والمدير العربي للمركز الثقافي #السوفييتي في عمّان، وصديق مُقرّب وقديم من رئيس الاتحاد الدولي ومن #الاتحادالدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء #الصين؛ وخريج جامعات الاتحاد السوفييتي، ويعمل في القنصلية الروسية التابعة لسفارة روسيا الاتحادية في الأُردن.
*****
بعد مرور عام على اندلاع الاحتجاجات التي لم يكن هناك مبرر لاستمرارها بعد أن تجاوبت الرئيسة التنفيذية لمنطقة هونغ كونغ مع مطلب المحتجين بسحب مشروع قانون يقضي بتسليم المجرمين، اعتبرته شريحة من سكان هونغ كونغ أنه قد يفتح الباب أمام تسليم المتهمين الجنائيين الى السلطات المعنية في الدولة الأم، الصين، أقر مجلس نواب الشعب الصيني (البرلمان) مؤخراً قانون الأمن القومي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، الذي حظي أيضاً بمصادقة الرئيس الصيني شي جين بينغ.
ويقضي القانون بتجريم أي محاولة تقوض الدعائم السياسية والاجتماعية والقانونية لمبدأ “دولة واحدة ونظامان”، وتنتهك السيادة الوطنية وتخل بالأمن والاستقرار في الإقليم وتستنزف الطاقات والجهود التي يجب أن تنصب على تحقيق برامج التنمية وضمان العيش الرغيد للسكان في جميع المقاطعات الصينية. كما أمّن هذا القانون سد الثغرات القانونية الخاصة بالأمن الوطني في المنطقة الإدارية الخاصة، وقطع الطريق على محاولات اجترار تدخل غربي يكف يد الصين.
ومع أن إقرار الهيئة التشريعية الصينية للقانون جاء متوافقاً مع مبادئ السيادة الوطنية لجمهورية الصين الشعبية على كامل أراضيها ومتطابقاً مع أحكام دستور البلاد دون أن ينتهك القانون الأساس الذي يحكم الوضع الخاص لمنطقة هونغ كونغ، وبالرغم من أنه لم يسع لفرض توجهات اقتصادية – اجتماعية مغايرة لما هو سائد فيها منذ عام 1997، الاّ أن إدارة ترامب وانسجاماً مع نزوعها المتواصل للتدخل في الشؤون الداخلية للعديد من دول العالم التي لا تروق سياساتها ومواقفها لواشنطن، اتخذت جملة من التدابير تنم عن عداء صريح للصين وسعي لإسباغ توتر متصاعد على العلاقات معها، قضت بوقف تصدير معدات عسكرية حسّاسة الى هونغ كونغ وإلغاء المكانة التجارية الخاصة التي كانت تمنحها سابقاً للاقليم، علّ ذلك يسهم في تراجع مكانته ودوره الاقتصادي باعتباره أكبر مركز مالي وتجاري في آسيا، الأمر الذي ستكون له انعكاسات سلبية على دور الصين ككل في حركة التجارة والمال على الصعيد العالمي.
تحجيم دور الصين المتنامي على الصعيد الدولي، وتشويه سمعتها، وتبهيت النموذج الذي أصبحت تتطلع اليه العديد من شعوب العالم على حساب نمط الليبرالية الرأسمالية المتوحشة الذي باتت أزماته الخانقة تتسم بالاتساع والشمول، هو الهدف الذي تسعى الولايات المتحدة إدراكه بشتى الوسائل والسبل، التي بتنا نلحظها في عهد إدارة ترامب والتي تنقلت من وسائل الحرب التجارية والتدخل الفظ في منطقة تشيجيانغ (ذات الغالبية المسلمة) غوإصدار قانون حقوق الانسان والديمقراطية في هونغ كونغ، ووسائل أخرى متنوعة، يصب كلها في اطار التدخل الفظ في الشؤون الداخلية لجمهورية الصين الشعبية.
كما وتواصل الإدارة الامريكية وعدد من الحكومات الغربية تلفيق الاتهامات الباطلة للحكومة الصينية المليئة بالأكاذيب وانصاف الحقائق، من قبيل أن قانون الأمن القومي سيقوض الحريات العامة في مدينة هونغ كونغ، وينسف الأسس التي يستند اليها مبدأ “نظامان ودولة واحدة” ويتعارض مع الاعلان المشترك بين الصين وبريطانيا الصادر عام 1997، وينتقص الى حد بعيد من وضع الحكم الذاتي الذي تتمتع به المدينة.
لقد دأب المسؤولون الصينيون على دحض هذه الافتراءات وتفنيد هذه المزاعم، داعين الولايات المتحدة والدول الأوروبية الى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للصين، مع إبداء الاستعداد لمواصلة الحوار والنقاش حول جميع القضايا الاقتصادية والتجارية ذات الاهتمام المشترك.
إن هذه الإجراءات من جانب واشنطن وحلفائها الغربيين لم تأت كرد فعل على قرارات سيادية للحكومة الصينية او لمجلس نواب الشعب، كما يحلو للبعض تصوير الأمر، بل على العكس، تأتي التدابير الصينية كخطوات جوابية اضطرارية على سلوك للدول الغربية، مرصود ومثبت بالوقائع المادية الملموسة، يهدف لتغذية الميول الانفصالية لقطاعات معينة من سكان هونغ كونغ عبر التآمر والإرهاب والتدخل الخارجي. كما ترمي تدابير الحكومة الصينية المتوافقة مع الدستور والقانون لصيانة أمن البلاد واستقرارها، وضمان الأجواء الداخلية المناسبة لمعالجة الاختلالات والآثار السلبية التي خلفتها جائحة كورونا على الاقتصاد الصيني، بما يفضي استئناف تنفيذ البرامج الاقتصادية والاجتماعية التي أقرتها اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الرامية للانتهاء من ظاهرة الفقر في البلاد، وإشاعة العيش الرغيد لجميع فئات السكان.
………………………….
الاخ الاستاذ نضال مضية قائد حزب سياسي ومراكم لخبرات تاريخية ضخمة وسليل عائلة فلاسفة ومناضلين وكادر مهم في قنصلية روسيا بالاردن.. نضال اخ ورفيق وصديق طيب ومحترم جدا وخلوق وانسان انساني فعلا ويتمتع الهدوء والرصانة وروح وثابة..