شبكة طريق الحرير الإخبارية/ CGTN/
أحرزت الصين تقدما كبيرا في مجال حماية البيئة الطبيعية خلال السنوات العشر الماضية، مما أوجد تعايشا متناغما بين الإنسان والطبيعة.
مع استمرار تحسين البيئة الطبيعية، زاد عدد الأفيال الآسيوية البرية التي تعد حيوانا يخضع لحماية رفيعة المستوى في الصين ويشكل جزءا مهما من النظم البيئية للغابات المطيرة في مقاطعة يوننان بجنوب غربي البلاد، بما يقرب من 100 فيل، ليصل العدد الإجمالي إلى أكثر من 300.
وتم زراعة أكثر من 4000 شجرة من أشجار شوح بيشانزوي، نوع من أنواع التنوب، في ظل ظروف طبيعية، مما يمثل تقدما ملحوظا في جهود الصين لحماية هذا النبات المهدد بالانقراض والذي انخفض عدده إلى ثلاثة فقط في الماضي. وتم بناء ما يقرب من 30 ألف منتزه صغير في جميع أنحاء البلاد، مما يمكن الناس من الاستمتاع بأنفسهم في المدن الأكثر ملاءمة للعيش.
وقالت داي جين، إحدى سكان مدينة تشنغدو بجنوب غربي الصين “أصبحت البيئة الطبيعية جيدة. ويمكننا أن نتنفس هواء أنقى. وأصبحت المدينة صالحة للعيش ويستمتع الأطفال أيضا”.
على الرغم من أنه يمكن ملاحظة التعايش المتناغم بشكل متكرر في الصين اليوم، كان من الصعب مشاهدة مثل هذه الصور قبل 10 سنوات عندما وصلت الموارد الطبيعية للبلاد وقدراتها الاستيعابية إلى نقطة الانهيار بسبب أساليب التنمية التقليدية. وأدركت الصين أنها تدين بالكثير للبيئة الطبيعية، وإذا لم تقم بأعمال خضراء قوية، فستدفع ثمنا أعلى في المستقبل.
ومسترشدة بمفهوم أن “البيئة الطبيعية الجيدة تعد كنزا حقيقيا”، طبقت الصين حماية شاملة وحوكمة منظمة لجبالها وأنهارها وغاباتها وحقولها وبحيراتها ومراعيها وصحاريها. وتجلب هذه #التنمية_الخضراء أيضا تحولات في الكفاءة. ونما استهلاك الطاقة للصين بمعدل سنوي متوسط قدره 3% لدعم نمو اقتصادي سنوي متوسط قدره 6.5%.
وانخفضت كثافة طاقتها بنسبة 26.2% خلال العقد الماضي. وانخفضت نسبة الفحم في استهلاك الطاقة الأولية من 68.5% إلى 56%. وزادت القدرة المركبة لتوليد الطاقة المتجددة بمقدار 2.1 ضعف، وظل نطاق التطوير والاستخدام الأكبر في العالم. ويأتي ثلثا الزيادة في استهلاك الطاقة من الطاقة النظيفة.
ونفذت الصين سياسات مثل “حظر الصيد لمدة 10 سنوات” في مناطق المياه الرئيسية في نهر اليانغتسي، أطول نهر للبلاد، وعينت “رؤساء الأنهار والبحيرات والغابات”، وساعدت بشكل كبير في تحسين جودة النظم البيئية للأنهار والبحيرات. كما حققت الصين إنجازات ملحوظة في مكافحة التصحر، حيث أدى التوسع المستمر في التشجير إلى وقف التصحر.
وسارعت الصين في بناء نظام محميات طبيعية مع المنتزهات الوطنية كعنصر رئيسي، وتم حماية 90% من النظم البيئية الأرضية و74% من مجموعات الحيوانات والنباتات البرية بشكل فعال.
وقال فان جيه، مدير مركز التنمية المستدامة بالأكاديمية الصينية للعلوم “في السنوات العشر الماضية، قمنا بتحويل طريقة التنمية الاقتصادية على حساب الموارد والبيئة الطبيعية، واتبعنا بحزم طريق التنمية الخضراء، بحيث يمكن أن تكون البيئة الطبيعية الجيدة التي أنشأناها ميزة كبيرة للتنمية الخضراء المستدامة في المستقبل”.
في عام 2021، انخفض متوسط تركيز الجسيمات الدقيقة العالقة (PM2.5) في المدن الصينية بنسبة 34.8% مقارنة بعام 2015، وتم إضافة ما معدله 23 يوما من جودة الهواء الجيدة سنويا لكل مدينة. وشهدت جودة الهواء للصين تحولا تاريخيا، وأصبحت الدولة الأسرع تحسنا في العالم.
وارتفعت نسبة المسطحات المائية ذات جودة المياه الجيدة للصين إلى 84.9%، بزيادة قدرها 23.2 نقطة مئوية عن عام 2012. وشهدت جودة البيئة المائية للبلاد تحولا مع ضمان سلامة مياه الشرب بشكل فعال. واعتبارا من عام 2021، بلغ متوسط الغطاء الحرجي الوطني 24.02%، مع استمرار نمو مساحة الغابات ومخزونها.
وأصبحت الصين الآن مشاركا ومساهما ورائدا مهما في بناء الحضارة البيئية العالمية.