في الصين اليوم، وفي الوقت الذي تواصل فيه القطارات فائقة السرعة في المناطق الحضرية رفع سرعتها، لا تزال القطارات الخضراء منخفضة السرعة تنقل المسافرين عبر المناطق الجبلية بجنوب غربي البلاد، حيث يعيش أبناء عرقية يي، لتنفيذ مهام الحد من الفقر الجارية هناك.

ولأكثر من نصف قرن، كان المحليون يزورون أقاربهم وأصدقائهم، أو يذهبون إلى المدارس والعمل، أو يبيعون المنتجات الزراعية في المدن. وبالنسبة لهذه القطارات التي تبلغ سرعتها 40 كيلومترا في الساعة وبحد أدنى لسعر التذكرة 2 يوان (0.31 دولار أمريكي) فقط، تم إزالة صفين من المقاعد في نصف عرباتها، من أجل إتاحة المساحة لنقل المزيد من المنتجات.

وتعد القطارات منخفضة السرعة التي تسير في أعماق الجبال مثالا للمناطق الريفية في الصين التي تستقل “القطار السريع” للتخلص من الفقر. وبفضل ثمانية أعوام من العمل المتواصل، تخلص نحو 100 مليون شخص من الفقر، جميعهم من أبناء الريف  الفقراء، وانتشلت جميع المحافظات الـ832 الفقيرة من دائرة الفقر. حققت الصين نصرا حاسما في معركة القضاء على الفقر.

وتسمح الإستراتيجية الأساسية المتمثلة في القضاء على الفقر من خلال تدابير دقيقة وهادفة، والتي اقترحتها الصين، لكل من كانوا تحت خط الفقر باستكشاف طريقهم الخاص للقضاء على الفقر:

— بعد الانتقال من “القرية الواقعة على الجرف”، افتتح القروي موسه ووها أعماله لتقديم خدمات ترفيهية للسياح في مزرعته، وشاركت زوجته في الدورة التدريبية التي نظمتها الحكومة المحلية وحصلت على فرصة عمل؛

— بدعم أحد مسؤولي مكتب التخفيف من حدة الفقر الذي كان مقيما في القرية، اخترع عبد السلام من شينجيانغ آلة زراعية متعددة الاستخدامات، وأصبح دخله السنوي أكثر من 700 ألف يوان (108.4 ألف دولار أمريكي)؛

— في الصوبة الزراعية الخاصة بالقروية أيي تورسون، يتعلم جيرانها كيفية زراعة الزهور، وستصبح تلك الحرفة وسيلة فعالة لزيادة دخلهم في الربيع القادم.

حققت الصين الأهداف التي حددتها أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة قبل الموعد المقرر بعشرة أعوام، لكن القضاء على الفقر لا يزال أحد أكبر التحديات العالمية التي يواجها العالم اليوم. ومن بلد تلقى المساعدات إلى بلد يقدم المساعدات، فإن الصين مستعدة للعمل مع دول العالم لدفع الحد من الفقر عالميا وتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. وترحب بجميع الدول لاستقلال “القطار السريع” للتنمية الصينية.

وتم اليوم الخميس إسدال الستار عن المكتب الوطني الصيني للنهوض بالأرياف، والذي تم تأسيسه بعد إصلاح مكتب التخفيف من حدة الفقر التابع لمجلس الدولة الذي تأسس قبل 35 عاما. ويعد التعزيز الشامل للنهوض بالأرياف بعد الفوز بمعركة القضاء على الفقر تحولا تاريخيا في تركيز الأعمال حول الشؤون الريفية.

وفي المستقبل، ستعمل الصين على تحسين جودة الزراعة وكفاءتها وقدرتها التنافسية، وتنفيذ إجراءات البناء الريفي، وتعميق الإصلاحات الريفية، وتحقيق الارتباط بين توطيد إنجازات التخفيف من حدة الفقر والنهوض بالأرياف.

وفي اليوم نفسه، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطابه خلال مراسم الاحتفال بإنجازات البلاد في القضاء على الفقر، أن النهوض بالأرياف يعد مهمة رئيسية لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية. ويتعين اتخاذ تدابير أقوى وتجميع قوى أكبر لتسريع وتيرة التحديث الزراعي والريفي، وتعزيز الزراعة عالية الجودة والكفاءة، والمناطق الريفية الصالحة للمعيشة والعمل، ورفع مستوى معيشة الفلاحين.

إن “القطار السريع” لتنمية الصين قد وصل إلى محطة “القضاء على الفقر”، وسيواصل رحلته نحو المحطة التالية وهي “النهوض بالأرياف”.

*المصدر: سي جي تي إن العربية.