وكالة السندباد الإخبارية/
بقلم/علي سليمان الحراسيس
الصين، وعلى طريقة مفاجآتها المدوية، التي تهزم الأساطير المكذوبة، قلبت الموازين كالعادة، وقدمت درسها لمن يريد أن يتعلم، وواجهت الخطر المحدق بشجاعة وتصميم وتعبئة وعلم وتكنولوجيا، واتخذت إجراءات غير مسبوقة، أغلقت المطارات والموانئ والمزارات السياحية الكبرى، وعزلت مناطق الخطر تماما، وألزمت عشرات الملايين بيوتهم، وقادت حملات تطهير وتعقيم مبهرة لمدن مكتظة بملايين الناس، وأنشأت مستشفيات على أرقى مستوى في أيام، وأعلنت من البداية، أن شهر آذار 2020 هو انحسارالوباء ،وهذا ما تحقق .
الصين .وبعدما تفوقت باجراءات التعامل مع كورونا والسيطرة عليه ،هاهي تلتفت الى ويلات دول العالم و ترسل فرق من الخبراء وحملت طائراتها مئات الاطنان من المواد الطبية والتجهيزات لمواجهة المرض في تلك الدول الأكثر تضررا مثل ايطاليا وايران والعراق لمساعدتهم على تطويق انتشار المرض والحد منه ،في وقت تخلت اوروبا وامريكا عن ايطاليا ، بل اتهمت امريكا ايطاليا انها خطرة على البنيان الصحي الامريكي .
الصين ترسل رسائل محبة للعالم وتصفع انظمة الرأسمالية الجشعة اللئيمة صفعة جامده انخفضت فيها قيمة البشر وعجزت كل قدراتهم الاقتصادية العظيمه عن التعامل مع المرض .
لم يخرج مسؤول صيني كما فعل ترامب ورئيس وزراء بريطانيا ومستشارة المانيا وغيرهم للحديث عن احتمالات موت الملايين من ابناء شعبهم ، بل عملوا بصمت ونهضوا كما نهض اقتصادهم وعلومهم وتقنياتهم ، واستطاعوا قهر المرض وعزله ، لم يتهافت الناس في الصين على المولات والمحال التجارية لتخزين الطعام والمياه ، ولم يتقاتلوا على ابوابها كما رأينا في امريكا وكندا وغيرها وهي التي تحوي ربع سكان العالم تقريبا ..
هل تذكرون دموع الرئيس الصيني حين اعلن عن تفشي المرض قبل شهرين ، فيما يتحدث زعماء الغرب عن وفيات الملايين دون ادنى مشاعر القلق !
إنها الصين … إنه الشرق الإنساني العظيم حيث تشرق الشمس وتمنح الدفء والحياة للكون.