الأنباط الأردنية/
بقلم: الأكاديمي مروان سوداح*
*متخصص بالشؤون الصينية والآسيوية، رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
حافظت الصين بفضل انضباطيتها الفولاذية وبُعد بصيرتها السياسية ولتمسّكها الأيديولوجي بعقيدتها ونهجها التاريخي ونمطها القيادي الرفيع، على مركزها الأول عالميًا كأكبر دولة صناعية لمدة 11 عامًا متتالية. كذلك، تحافظ بكين التي تتمسك بصداقة نقية مع دول وشعوب الأرض، على مكانتها كأول مُورّد للقاحات المجانية على شكل مساعدات فورية لمَن يَحتاجها لإنقاذ نفسه من كوفيد/19، ولتفويت الفرصة على العواصم المتربولية للعِبِ في مَلعبِ كورونا في الاتجاه المضاد من مَصَالِح الأُمم.
“لسبب في نفس يعقوب”، تَغاضت بعض وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الغربية والعربية عن مجريات المؤتمر الصحفي الأخير، الذي أعلن خلاله المسؤول عن وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية، عن أن الصين تمكّنت من تعزيز الحجم الكلي والقوة الشاملة لتطوير الصناعة والمعلوماتية بشكل أكبر من ذي قبل.
تتجاوب الصين فورًا مع قادة الأمم وحكوماتها التي ترى في اللقاحات الصينية منفعة لمجتمعاتها ومُنقِذةً لها، إذ أن مختلف الأنظمة السياسية تعمل الآن بأقصى طاقتها لتخليص شعوبها من كورونا، وتنظر صوب الصين بعيون مُمتلئة بالأمل للحفاظ سويًا على هِبة الحياة المقدّسة، لأن الصين هي في الواقع أهم دولة في مجالات كثيرة ضمنها التصنيع الآمن للقاحات التي حُقن بها شعب الصين بأكمله، وهو الأكثر عددًا، والذي عليه تعتمد الصين في بقائها “في مركز الصدارة” عالميًا لتحقيق آمانيها كرافعة إنسانية جبارة ضامنة إنتاجًا أمينًا للأدوية واللقاحات لنفسها وللآخرين، فهي لا تفرّق بين خصومها وأصدقاءها في هذه المهمة / القضية الإنسانية الكونية.
ولهذا، شاهدنا على شاشات المُبَاصَرة، كيف أن العديد من قادة الدول قد استقبلوا بكل مهابة اللقاحات الصينية في مطاراتهم، وأشرفوا بأنفسهم على مراسم تسلّمها. وبهذا، عرضوا بأنفسهم لثقتهم بنجاعة اللقاحات الصينية وأكدوا فعاليتها وأهليتها. تَغدو علوم تطوير اللقاحات وتوزيعها المجاني على الدول الفقيرة والمحدودة الموارد مهمة مُقدّسَة لمَن يَحترم القَدَاسَة. وفي المقابل من ذلك، تضع دول وشخصيات نافذة معينة نفسها في خانة العداء للبشرية برفضها إمداد الأُسرة الإنسانية بالمطاعيم مجانًا. وهنا نرى الرافضين يصطفون سويًا في صفوف الناقمين على حقوق الإنسان الأساسية، التي في مقدمتها حماية حق البشر في العيش الآمن، وفي سلام دائم، وفي التنمية المتوازنة للفَرْد والعائلة والمجتمع، وتقديم الخدمات الرئيسية لمَن يحتاجها دون مقابل، لكونها حق عام لكل كائن مَن كَان.
من المهم هنا أن أشير، إلى أنه وعلى مشارف احتفاء الصين الحليفة بالذكرى المئوية لتأسيس حزبها الشيوعي القائد الذي صَنَعَ دولة جبارة، أعلن الرئيس الأمين شي جين بينغ رسميًا الاحتفاء بإنجازات الصين في القضاء التام على “الفقر” في بلاده، وتحقيقها “انتصارًا كاملًا” في خواتيم معركتها الطويلة للتخلص منه، بعد أن كانت الأمة الصينية قد جَففَّت قبل ذلك “الفقر المُدقع” بانتشال نحو 100 مليون من فقراء الريف من براثن الفاقة، فتم بالتالي تحقيق الصين لخطة الأمم المتحدة للتنمية المُستدامة لعام 2030 قبل الموعد المُحَّدّد لها بعشر سنوات.
كما أكد الرئيس شي أن التخلص من الفقر ليس هو نهاية المطاف، بل نقطة البداية لحياة جديدة ومَسعى مُتجَدِّد، وستواصل بلاده حَل مشكلة التنمية غير المتوازنة وغير الكافية، وتضييق الفجوة بين التنمية الحضرية والريفية رغبةً بتحقيق التنمية الشاملة للشعب الصيني والازدهار المشترك للناطقين بكل لغات المَعمورة، من خلال التعاون الثنائي والشامل لتحقيق رغبات سائر الخلق. وبهذا، نشاهد بأعيننا قفزة صينية تاريخية غير مسبوقة في تاريخ الانسان والبلدان، حَقّقت حقوق الإنسان فعليًا من خلال توفير احتياجاته المعنوية والمادية والروحية.
الشمر للأسناذ مرزان سوداح على هذا المقال الرائع. بالفعل الآلة الإعلامية لحاجة غي نفس يعقوب لم تهتم بالإعلان الأخير عن القضاء على الفق ر إلى حانب عدم احتفائها بحفواة بالمنجز الصيني على مستوى اللقاح الطبي الناجح. ولكن الصين تظل أكبر من كل ما يحدث، وتبقى هي الرائدة لتحقيق العلاقات النقية بينها وبين الشعوب كافة.