خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
دكتورة كريمة الحفناوي*
*الكاتبة: عضو لجنة الدفاع عن الحق فى الصحة وعضو حملة الحريات النقابية وحقوق العمال في مصر، وصديقة مقربة iمن الأتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحلفاء #الصين وناشطة في صفوفه.
مع تفشى جائحة كورونا بدأت الدول والحكومات تضع خططا وتنتهج سياسات تساعد على مواجهة الفيروس اللعين صحيا مع ارتفاع عدد المصابين فى العالم وقت كتابة المقال إلى أكثر من 6,6 مليون واقتراب الوفيات إلى 400 ألف هذا بجانب مواجهة تداعياته الاقتصادية والاجتماعية والتى أشار الخبراء والمفكرين الاقتصاديين إلى أن العالم سيمر بأشد أزمة اقتصادية منذ أزمة ثلاثينيات القرن الماضى فلقد أشار الاقتصادى العالمى المصرى الدكتور محمد العريان إلى أن مايعانيه الاقتصاد فى العالم حاليا يمثل الصدمة الثالثة فى غضون 10 سنوات حيث الصدمة الأولى أزمة السياسات النيو ليبرالية التى سببت إبعاد وتهميش قطاعات من السكان وألقتها تحت حد الفقر، والثانية على يد رئيس أمريكا ترامب وانتهاجه الحرب التجارية بين أمريكا والصين، والثالثة بعد محنة تفشى فيروس كورونا فلابد بعد محنة الفيروس من العمل على تحفيز النمو والاعتماد على النمو الذاتى وتلبية المتطلبات المحلية ومطلوب تحسين الإنتاجية مع إعادة النظر فى الديون فى ظل الأزمة وبالذات فى البلدان الفقيرة المثقلة بالديون.
فى نفس الوقت حذرت منظمة العمل الدولية لأوربا الشرقية وأسيا الوسطى (على لسان أولجا كولايفا فى 29 مايو 2020) من أن أكثر من 300 مليون وظيفة بدوام كامل قد يفقدها الاقتصاد العالمى بسبب وباء فيروس كورونا وتضيف إن هذه أسوأ أزمة بعد الحرب العالمية الثانية.
وفى الوقت الذى يعانى العالم من الحظر الكلى والجزئى الذى فرضتة جائحة كورونا ويحاول رفع الحظر تدريجيا لتدور عجلة الاقتصاد (بالرغم من أن ذلك بالتأكيد من وجهة نظرى يكون على حساب الأرواح بل وزيادة تفشى الإصابات وخاصة مع نقص المستلزمات الوقائية فى معظم الدول) فى هذا الوقت العصيب الذى يعانى فيه العالم أزمة اقتصادية تضع اختيار البشر بين الموت جوعا أو الموت بفيروس كورونا وتداعيات اجتماعية تؤثر على الاستقرار الأسرى. نجد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لايعبأ بأولويات توفير مايحتاجه الشعب لمواجهة الفيروس ويتصرف بفردية من أجل الوصول إلى علاج أو لقاح للفيروس القاتل متحليا بأخلاق تجار الحروب الذين يستغلون المصائب والكوارث لعمل مجد شخصى أو جنى أكثر لللأرباح على حساب قيم الإنسانية وإفادة البشرية جمعاء.
وفى الوقت الذى تتجه فيه دول العالم للتوافق والتعاون مع بعضها وتتجه أيضا فيه الحكومات فى الداخل للتعاون مع منظمات المجتمع المدنى لمواجهة فيروس كورونا وبينما تذهب (الصين وروسيا وكوبا ودول عديدة) تذهب أقصى ما تستطيعه فى مساعدة الدول والشعوب المحتاجة تتصرف الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها كقاطع طريق وقرصان تصادر وتسرق وتحجب أبسط المساعدات على أقرب حلفائها واصدقائها. ولنتذكر معا عزيزى القارىء وعزيزتى القارئة تصرفات ترامب المتغطرسة والضارة بأمريكا والعالم منذ بداية الجائحة فى بدايات عام 2020 فلقد أعلن ترامب سلسلة من الأكاذيب هربا من تحمل مسئولياته تجاة شعبه لمواجهة الجائحة وتصرفاته وقراراته التى تضع مصلحته الشخصية فى تعبئة الناخبين لإعادة انتخابه لمرحلة ثانية فى نوفمبر من هذا العام على حساب استقرار الشعب الأمريكى. فمنذ بداية معرفته بانتشار الفيروس فى 3 يناير 2020 تعامل بلا مبالاة وتأخر فى أخذ الاجراءت الاحترازية لمواجهة الفيروس ولم يمد يد العون لحلفائه من أجل توفير الاحتياجات الوقائية أو لانتشار الفيروس وإصابة الشعب الأمريكى بأكثر من ربع الإصابات فى العالم وتعامل الرئيس الأمريكى بغباء مع الحقائق العلمية والطبية وانفرد باتخاذ قرارات تضر بالشعب الأمريكى صحيا، وهربا من تحمل المسئولية ألقى باللوم على الصين وباتهامها بتخليق الفيروس وأيضا باتهام منظمة الصحة العالمية بأن قراراتها متأخرة وغير شفافة وانسحب من المنظمة وقطع التمويل عنهافى وقت تحتاج فيه المنظمة لكل دعم علمى ومادى من كل الدول وواجهت الصين هذه الاتهامات بتفنيدها وبيان كذبها وأيضا بالتعاون مع مايقرب من 100 دولة وإرسال معونات مجانية طبية لها والتعاون مع المراكز البحثية بإرسال المعلومات عن الفيروس بكل شفافية وذلك اتساقا مع مبادئها للتعاون مع الدول من أجل المنفعة المشتركة والمتبادلة دون التدخل فى شئون الدول وسيادتها مما وضع أمام العالم نموذجا لإعلاء القيم الإنسانية عكس علاقة الدول الرأسمالية المتوحشة وعلى رأسها أمريكا التى تقوم على نهب ثروات الدول والإبقاء على الأنظمة التابعة لها لتحقيق مصالحها على حساب دول وشعوب العالم.
ولم يكتف السيد التاجر الجالس فى البيت الأبيض بذلك ولكن يستكمل المخطط الصهيو أمريكى ضاربا عرض الحائط لكل الأعراف والاتفاقيات والشرعية الدولية معلنا دعمه الكيان الصهيونى لضم غور الأردن ومستوطنات الضفة الغربية فى الأول من يوليو إلى دولة إسرائيل المزعومة رغم تحذير عدد كبير من دول العالم من هذه الخطوة التى تقوض الأمن فى الشرق الأوسط ورغم تخوف بعض الصهاينة من اندلاع انتفاضة فلسطينية كبرى تقضى على حلم الدولة القومية اليهودية من نهر الأردن للبحر المتوسط وطبعا هذه الخطوة أقدم ترامب عليها من أجل ضمان أصوات اللوبى الصهيونى الأمريكى فى الانتخابات القادمة. لم يكتف ترامب بالحصار والعقوبات الاقتصادية على كل من إيران وفنزويلا بل أوقف أى قرض من صندوق النقد الدولى لهما للمساعدة على مواجهة جائحة الفيروس مما يعتبر جريمة فى حق الإنسانية. واستمر التاجر الأمريكى فى حربه التجارية ضد الصين رافعا شعار “أمريكا أولا” لكسب أصوات الأمريكيين وهدد بمعاقبة الصين عن طريق فرض رسوم جمركية على واردتها بقيمة تريليون دولار كتعويض عن الخسائر الاقصادية الناجمة عن اجراءات الإغلاق المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا. وهذا بالطبع يضر باقتصاد العالم ككل.ويهدد ترامب أيضا بمزيد من الحصار على سوريا مما يزيد الوضع صعوبة داخل سوريا ومنطقة الشرق الأوسط كله. ورغم اهتزاز الأرض من تحت قدمى ترامب يحاول جاهدا استمرار سياساته فى محاولة يائسة لاستمرار بقاء أمريكا كقطب واحد يسيطر ويهيمن على العالم.
وهاهى واقعة مقتل جورج فلويد الأمريكى من أصل أفريقى على يد شرطى أبيض فى مدينة مينيا بوليس بولاية مينيسوتا تهدم مقولة أمريكا واحة الديمقراطية وتبرز العنصرية الأمريكية ضد الملونين والعرب والمسلمين والأمريكيين من أصل أفريقى والعديد من العرقيات وتبرز غطرسة واستعلاء الجنس الأنجلو ساكسون والذى ينحدر منه ترامب الذى أشعل بتصرفاته فتيل الأزمة وخرج عشرات الآلاف فى أكثر من 80 مدينة أمريكية لليوم العاشر على التوالى فى تحد لحظر التجوال احتجاجا على خطابات ترامب العنصرية ورفضا لتهديداته بنزول الجيش لمواجهة الشعب.وهذا بالطبع أدى لاستقالة مستشار وزير الدفاع اعتراضا على استخدام القوة المفرطة لتفريق المتظاهرين. كما رفض وزير الدفاع نزول الجيش، وندد المرشح الديمقراطى للرئاسة الأمريكية جو بايدن باستخدام الجيش لتهديد المتظاهرين واستخدام القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطى لفض المظاهرات وأدان خلط ترامب بين حملته الانتخابية ومصلحة أمريكا العليا. واستمراراً لرفض سياسات ترامب العنصرية نددت الأمم المتحدة بالعنصرية البنيوية والاعتداء غير المسبوق على الصحفيين. وندد أيضا رجال الدين الكاثوليك والبروتستانت باستغلال ترامب للدين سياسيا حينما حمل الإنجيل أمام كنيسة القديس بولس الثانى ليحمى نفسه وراء الدين قائلا أنه يحمى نفسه وشعبه من الشيطان وقالوا إنه “تاجر حرب يهدد شعبه”.
ندد الملايين من الشعب الأمريكى بتكرار العنف على يد أفراد الشرطة وقال بعضهم أنهم خرجوا وشاركوا فى المظاهرات لأن الملايين موقوفين عن العمل حيث تجاوز عدد المتقدمين للحصول على إعانات بطالة حاجز 40 مليون شخص بجانب الإحباط والعنف الذى يواجهونه وأنه لابد من تغيير هذه السياسات ومنها انعدام العدالة والعنصرية تجاه الأقليات.
لقد خرج الشعب الأمريكى مملوءا بالغضب المتراكم ضد سياسات ترامب غير المسئولة تجاه جائحة الفيروس والتى أدت لجعل أمريكا الدولة الأولى عالميا فى عدد الأصابات والوفيات. وخرج الشعب الأمريكى حاملا شعارات (لاسلام بدون تحقيق العدل) وخرج الشعب رافعا آخر عبارة نطق بها الأمريكى من أصل أفريقى جورج فلويد قبل مقتله (لاأستطيع التنفس) لتنطلق صيحته فى العالم وتمتد المظاهرات فى بعض الدول هولندا واستراليا وبريطانيا وكندا ضد العنصرية الأمريكية الممنهجة ومن الجدير بالذكرأن العنصرية متأصلة منذ اكتشاف أمريكا فى نهاية القرن الخامس عشر الميلادى على يد المهاجرين الأوروبيين الآوائل الذين أبادوا السكان الأصليين (الهنود الحمر) وجلبوا بعد ذلك الأفارقة وقاموا باستغلالهم كعبيد فى العمل والزراعة والمناجم واستخراج الذهب. لقد كشف مقتل جورج فلويد عن الأكذوبة الأمريكية التى صدعتنا بها أمريكا بلد الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان ويتحمل دونالد ترامب الجزء الأكبر من المسئولية بتغريداته وأحاديثة التى تحمل التمييز العنصرى ضد الأقليات كما تحمل نظرة متخلفة ضد المرأة.
إن السياسات المرتبكة والاستعلائية والعنصرية والحمقاء للرئيس ترامب منذ مجيئه بانسحابه من معظم أو كل الاتفاقيات الدولية ومنها المناخ والاتفاق النووى الإيرانى ووكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الأونروا واتفاقيات الحد من التسلح وحظر الصواريخ متوسطة المدى واسحابه من منظمة الصحة العالمية ودعم الكيان الصهيونى فى الاستيلاء على غور الأردن وأراضى الضفة المحتلة وضمها للدولة اليهودية المزمع إقامتها بجانب نقل سفارة بلاده إلى القدس واعتبارها عاصمة أبدية لإسرائيل وضم الجولان المحتلة السورية للحفاظ على أمن إسرائيل. كل هذه السياسات تضر بمصالح الدول وتشعل الحروب والصراعات بالعالم وتؤثر على استقرار الشعوب وتحقيق العدل والنمو والرخاء فى وقت العالم أحوج إلى التكاتف والتعاون من أجل مواجهة محنة فيروس كورونا القاتل وتداعياته الاقتصادية والاجتماعية.
فعلا لقد تعامل الرئيس الأمريكي مع العالم بمنطق التاجر، وهو ما جعل منطق الربح والخسارة السائد في تعامل الولايات المتحدة مع العالم .. مقال رائع
امريكا وترامب بالذات مثل سيء لكل المعاني الإنسانية والأخلاقية وتخبطات ترامب في العديد من التصريحات والمواقف خير دليل اضافة الى متاجرته بأرواح الأمريكيين وعدم اتخاذ إجراءات سليمة لتجنيبهم الوباء دفعه إلى اتهامات باطلة ضد الصين ، يفكرون بطريقة التجار لكسب الاموال دون الاكتراث للاخلاق ومراعاة الفقير
امريكا العنصرية متجذرة فى طبيعة المنظومة الحاكمة و ترامب وقح كالعادة يتصرف بعنجهية وغباء ..
التغيير قادم لا محاله