(شينخوا)/ تبادل السوريون وأصدقاؤهم الصينيون في مطعم صيني في قلب العاصمة دمشق، التهاني بحلول السنة الصينية الجديدة، وقد امتلأت الأجواء بالفرح، وارتسمت الابتسامات على وجوه الجالسين وهم يتناولون الطعام الصيني اللذيذ.
وتحول هذا المطعم إلى مكان يجتمع فيه الصينيون المقيمون في سوريا، مع أصدقائهم السوريين، الذين تعلموا بضعة كلمات صينية التقطوها من أصدقائهم، بالإضافة إلى اكتسابهم الكثير من المعلومات حول عادات وثقافات الصين.
وبات بمقدور كل الموجودين تقريبا، أن يقولوا عبارة “شين نيان كواي له “والتي تعني “سنة جديدة سعيدة” باللغة الصينية، واختار الجميع عدة أصناف من الطعام الصيني الشعبي، ولا سيما أطباق Jiaozi و Baozi التي كانت الأكثر طلبا في تلك الليلة.
وبدى الانسجام واضحا بين السوريين والصينيين، والاختلافات الثقافية كانت سببا لجعل الصداقة قوية بين الجانبين، إذ يتعرفون على بعضهم ويستفسرون عن عدة مسائل لها علاقة بالعادات والتقاليد.
ويؤكد الكثير من السوريين الذين حضروا احتفالية رأس السنة الصينية الجديدة، بأنهم يحتفلون كل سنة بعيد الربيع مع أصدقائهم الصينيين، إذ بات الأمر يُشبه التقليد السوري، ويسعى هؤلاء السوريون لارتداء ملابس جديدة، ومنح أطفالهم بعض النقود كوسيلة للاحتفال وإدخال الفرح إلى قلوبهم بمناسبة العيد.
وتابع الحضور برنامج “Chun Wan” الأسم المختصر لحفل عيد الربيع الصيني الشهير على التليفزيون، في الوقت الذي كانوا يتمنون لبعضهم البعض السعادة وعام جديد من النجاح.
وعبر شيا كوي مدير مطعم السلام الصيني في دمشق، لوكالة أنباء ((شينخوا)) عن سعادته بدعوة الصينيين الذين يعملون في سوريا، مقدرا أنهم بسبب مسؤوليات عملهم، لم يتمكنوا من الاحتفال مع عائلاتهم في الصين، إلا أنه حاول أن يخلق أجواء مشابهة ويحتفل بهم جميعا.
ويقول “اليوم هو عيد الربيع وهو مهرجان صيني تقليدي. هناك بعض الصينيين الذين يصرون على العمل في هذا البلد الذي مزقته الحرب خلال العيد الصيني، وبسبب عملهم، لا يستطيعون العودة إلى وطنهم الأم والاحتفال مع أفراد أسرهم، لذلك تمت دعوتهم إلى مطعمنا، كي نجلس معا للاحتفال بالمهرجان الصيني التقليدي”.
وأضاف صاحب المطعم الذي كان يرحب بجميع الحاضرين “دعوت بعض الأصدقاء السوريين المهتمين بالثقافة الصينية التقليدية في عيد الربيع، والمهتمين بمشاهدة”Chun Wan” ، للاحتفال بالعام الصيني الجديد مع الأصدقاء الصينيين “.
ومن بين الحاضرين، كان مدير شركة ” جيانشو” المتخصصة بالأجهزة الكهربائية بمدينة فوشان الصينية، والذي عبر عن سعادته باحتفاله هذا العام مع أصدقائه السوريين، وقال “أنا سعيد جدا لوجودي هنا للاحتفال بالعام الصيني الجديد مع العديد من الأصدقاء السوريين، أشعر بالأمان مع الدعم الذي تقدمه السفارة الصينية في سوريا وبما أن الصين أصبحت أقوى في الوقت الحاضر، فإننا نحظى بمزيد من الاحترام والمساعدة خارج بلدنا “.
بالمقابل، كان من بين الحضور السوريين، الصيدلانية عبير خرفان، والتي تحدثت عن تجربتها الأولى للاحتفال بالعام الصيني الجديد مع صديقاتها الصينيات في دمشق، وأشارت إلى أن الاحتفال كان مؤثرا للغاية، وأن التقاليد الصينية الشعبية تشبه التقاليد العربية.
وقالت “كان اليوم احتفالي الأول بالعام الصيني الجديد، وكانت تجربة جميلة، حيث شاركت أصدقائي الصينيين في احتفالهم واكتشفت أننا متشابهون في الطريقة التي نحتفل بها مثل ارتداء لون معين من الملابس وتناول طعام لذيذ أثناء الاحتفال مع الأصدقاء والعائلات، لذا كان الجو رائعا للغاية “.
ويوافق صديقها عامر بكداش على ما قالته، ولا سيما أنه زار الصين عدة مرات، وتحدث عن التقارب الكبير بين الشعبين الصيني والسوري، وبكداش هو عضو مجلس رجال الأعمال السوري – الصيني، ويقول “أحب العادات المشتركة بين الصينيين والسوريين، ولا سيما طريقة تقديم المال بظرف أحمر للأصدقاء، واللباس الأحمر، وأطباق الطعام Jiaozi وأتمنى سنة سعيدة لأصدقائي الصينيين، أو كما يقولون شين نيان كواي له”.
ومن بين الحاضرين أيضاً كان رجل الأعمال السوري، هيثم قهوجي، والذي كان سعيدا أيضاً بهذه الاحتفالية التي تقام في دمشق، وقال “نحن سعداء بالاحتفال هنا في دمشق والشعب الصيني حقا أناس طيبون للغاية ونتعرف على ثقافتهم عن قرب وهم حقا أصحاب كرم وعطاء “.
واستقطب الاحتفال بمهرجان الربيع العديد من محطات الإعلام المحلية السورية، مثل قناة سما، التي بثت مقتطفات من مهرجان الربيع الصيني “Chun Wan” على شاشتها ليتابعها السوريون، وصرح حسام حسن، رئيس قسم الأخبار في المحطة، لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن قناته مهتمة بتغطية مهرجان الربيع، وتحاول أن تكون نافذة تعرف من خلالها بالثقافة الصينية.
وقال “اهتمامنا بالاحتفال هذه السنة من باب حرصنا على تعريف الشعب السوري بثقافة المجتمع الصيني، واتخذ القرار ببث بعض أجزاء من الاحتفال لأنه سيكون إضافة نوعية لقناتنا التلفزيونية، وإضافة ثقافية للشارع السوري”.
وأضاف في حديثه” تعتبر هذه الاحتفالية مناسبة لتعريف الشعب السوري على جزء من الثقافة الصينية وكيفية احتفالهم بأفراحهم”.