بعد حوالي نصف عام من تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بتحقيق “حياد الكربون” للبلاد قبل عام 2060، أصبحت خارطة الطريق لتحقيق الهدف أكثر وضوحا مع تكثيف السلطات والصناعات لجهودها سعيا للتنمية الخضراء.
أعلن شي في جلسة المناقشات العامة للدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة عبر الفيديو في سبتمبر الماضي، أن الصين تهدف إلى أن يبلغ انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ذروته قبل عام 2030 وتحقيق “حياد الكربون” قبل عام 2060. ومنذ ذلك الحين، تم اتخاذ سلسلة من السياسات على أساس الجهود المبذولة في التنمية الخضراء.
وبالإضافة إلى ذلك، اتخذت المزيد من الشركات في مجالات مثل الصلب والألمنيوم والبتروكيميائيات، إجراءات معنية. وقامت شركة جينلينغ البتروكيميائية في مدينة نانجينغ شرقي الصين، مؤخرا بتشغيل مجموعة من منشآت استرداد الكبريت التي لا توجد بها انبعاثات تقريبا. وهي المجموعة الأولى من هذه المرافق التي يتم استخدامها في هذه الصناعة في البلاد.
وباستخدام تقنية إزالة الكبريت المطورة ذاتيا، يمكن للمنشآت تخفيض استهلاك الطاقة بحوالي 40% مقارنة بتقنيات المعالجة التقليدية.
وقال لو بنغ يوي، مدير الشؤون الأمنية للشركة: “خلال فترة الخطة الخمسية الـ14 للصين (2021-2025)، سنبني مؤسستنا لتصبح مؤسسة صديقة للبيئة الطبيعية في المنطقة الصناعية بأكملها، ونحاول تحقيق هدف “صفر انبعاثات”، وذلك لمساعدة البلاد على تحقيق الهدف المتمثل في تخفيض الانبعاثات في أسرع وقت ممكن”.
لا ينفصل إنشاء نظام اقتصادي منخفض الكربون وتعزيز التحول الأخضر للتنمية الاقتصادية عن تحول أسلوب حياة المواطنين. وفي المركز الإداري لبلدية بكين، كان تطبيق نظام تكييف الهواء بالطاقة الحرارية الجوفية مثالا جيدا عن ذلك.
وقال شيه دونغ هوي، نائب رئيس معهد بكين لبحوث الطاقة الحرارية الجوفية: “بالمقارنة مع أنظمة تكييف الهواء التي تعمل بالطاقة التقليدية، يمكن لنظام تكييف الهواء بالطاقة الحرارية الجوفية توفير حوالي 12 مليون متر مكعب من الغاز كل عام. وفي الوقت نفسه، يمكن للنظام أن يخفض من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 40 ألف طن سنويا، وهو ما يكون له نفس تأثير زراعة 100 ألف شجرة”.
تم إدراج هدفي بلوغ الانبعاثات ذروتها وحياد الكربون في خطة الصين الشاملة للحفاظ على البيئة الطبيعية. وتتخذ البلاد بالفعل إجراءات قوية على الصعيد الوطني. كما تعهدت بعض الأماكن في الصين بلعب دور رائد في تحقيق حياد الكربون.
وقال سون تشن، نائب مدير إدارة معالجة تغير المناخ بوزارة البيئة الإيكولوجية الصينية: “إن الصين باعتبارها مختلفة عن العديد من البلدان المتقدمة، ستحقق هدف بلوغ الانبعاثات ذروتها في ظل التنمية غير المتوازنة وغير الكافية. وبعد ذلك، ستحقق حياد الكربون في وقت وجيز. وسيكون هذا تحديا كبيرا للصين في فترة زمنية طويلة، ولكنه أيضا الطريق الوحيد لتحقيق الهدف العظيم المتمثل في التحديث الاشتراكي”.
*المصدر: سي جي تي إن العربية.