وفقا للبيانات الصادرة عن الإدارة العامة للجمارك الصينية في 14 يناير الماضي، بلغ إجمالي قيمة الواردات والصادرات الصينية من تجارة السلع 32.16 تريليون يوان صيني (نحو 4.96تريليون دولار أمريكي )في عام 2020، بزيادة قدرها 1.9% عن عام 2019، وسجل رقما قياسيا. ومن بينها، بلغت الصادرات 17.93 تريليون يوان صيني، بزيادة قدرها 4%، وبلغت الواردات 14.23 تريليون يوان صيني ، بانخفاض قدرها 0.7%، والفائض التجاري 3.7 تريليون يوان صيني ، بزيادة قدرها 27.4%.
الجدير بالذكر أنه تم الحصول على نتائج التجارة الخارجية هذه في سياق وباء فيروس كورونا الجديد والقمع المستمر للصادرات الصينية من قبل الولايات المتحدة.
قال المحللون إن مرونة الصين الاقتصادية قد تجاوزت خيال العديد من الناس وقدمت دعما قويا لمكافحة الوباء في أنحاء العالم.
تعتبر الصين نقطة ارتكاز مهمة في سلسلة التوريد العالمية
وفقا لوكالة رويترز، نمت صادرات الصين عكس الاتجاه الاقتصادي العالمي على مدار العام، حيث سجل إجمالي الواردات والصادرات أرقاما قياسية، ومن بينها، ساهم تصدير المواد لمكافحة الوباء و اقتصاد “البقاء في المنزل” فيه كثيرا.
استعراض عام 2020، فقد استقرت التجارة الخارجية الصينية بسرعة بعد تعرضها لاضطراب حاد في الربع الأول، وزاد حجم الواردات والصادرات ربعا تلو الآخر.
“أخذت الصين زمام المبادرة في التعافي من أزمة الوباء. عندما كان لدى الولايات المتحدة ودول أخرى طلب كبير على المنتجات المرتبطة بالوباء، بدأت الصين في العمل.” ونقلت شبكة “سي إن إن” عن لويس كويجس، مدير بحوث اقتصادات آسيا لدى أكسفورد إيكونوميكس، القول إنه مع بدء الناس في جميع أنحاء العالم العمل في المنزل، يزداد طلب الناس على معدات الحماية والمنتجات الإلكترونية، وقد استفادت الصين من ذلك.
كما أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن وباء فيروس كورونا الجديد لعام 2020 يضر بالتجارة العالمية، لكنه لم يؤثر على التجارة الخارجية للصين.
وصلت صادرات الصين إلى أعلى مستوى تم تسجيله، مما ساعد الصين على أن تصبح الاقتصاد الرئيسي الوحيد في العالم الذي حقق نموا في عام 2020.
قالت وكالة بلومبرغ، إن العام الماضي سلط الضوء على دور الصين كنقطة ارتكاز لسلسلة التوريد العالمية.
إنجازات الصين الاقتصادية تنبع من الاحتواء الناجح للوباء
تعتقد وسائل الإعلام الدولية عموما، أن إنجازات التجارة الخارجية للصين تستفيد من الوقاية الفعّالة من الوباء والسيطرة عليه وإجراءات استئناف العمل والإنتاج.
“تعد هذه الإنجازات دليلا على نجاح الصين في احتواء وباء فيروس كورونا الجديد وإحياء حيوية المؤسسات”. كتبت صحيفة وول ستريت جورنال في مقال في الـ15 من الشهر الجاري.
كما أعطى التعافي المستمر للاقتصاد الصيني الأمل للعديد من البلدان التي لا تزال تكافح الوباء. وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، تعد الصين نقطة مضيئة نادرة عندما تضرر اقتصاد دول أخرى من العالم بشدة. يشير المقال إلى أن المستثمرين حريصون أيضا على استثمار الأموال في الصين، أو على الأقل في الاستثمارات المرتبطة باليوان الصيني.
كما أشارت رويترز إلى أنه على الرغم من أن الوباء لا يزال يتفشى في جميع أنحاء العالم، لا تزال الصين تحافظ بثبات على نظام التجارة متعدد الأطراف. أكد المقال على أهمية كبيرة لتوقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (RCEP)، ووصف اتفاقية الاستثمار بين الصين والاتحاد الأوروبي التي توصل الجانبان اليها بمرور سبع سنوات بأنها “مفاجأة” قدمتها الصين للعالم في نهاية العام. في الوقت نفسه، تفكر الصين بنشاط في الانضمام إلى اتفاقية الشراكة الشاملة والمتقدمة عبر المحيط الهادئ (CPTPP).
الصين ترتبط بالعالم ارتباطا وثيقا بشكل متزايد
دفع نمو التجارة الخارجية الصينية حصة الصين في السوق الدولية إلى مستوى قياسي.
وفقا للبيانات التي نشرتها منظمة التجارة العالمية ودول أخرى، في الأشهر العشرة الأولى من عام 2020، بلغت حصة واردات وصادرات الصين في السوق الدولية 12.8%.
حققت حصة الولايات المتحدة في السوق العالمية تزيد عن 12% في عام 1968فقط في التاريخ. قال الخبراء إنه من المتوقع أن تصبح الصين الدولة ذات أعلى حصة سوقية في التجارة الدولية تاريخيا. في سياق تفشي الوباء وقمع الولايات المتحدة لصادرات الصين، ليس من السهل تحقيق مثل هذا النمو القوي للتجارة الخارجية.
المصدر: سي جي تي إن العربية.