Tuesday 19th November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الحزب الشيوعي الصيني يحتفل بمئويته النضالية .. (القسم الثاني)

منذ 4 سنوات في 24/فبراير/2021

شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

الحزب الشيوعي الصيني يحتفل بمئويته النضالية
(القسم الثاني)
د.كاوه محمود 
وجَّه دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني مجموعة من الاسئلة بمناسبة الذكرى المئوية للحزب الشيوعي الصيني الذي يصادف هذه السنة الى الرفيق كاوه محمود سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوردستاني ـ العراق. وفيما يلي أجوبة الرفيق كاوه محمود حول تلك الاسئلة.
3ـ يلتزم الحزب الشيوعي الصيني بالربط بين النظرية والتطبيق ويستمر في اكتشاف طريق الثورة والتنمية الذي يتناسب مع الظروف الوطنية الصينية حتى بلورة بالتتابع أفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ وأفكار “التمثيلات الثلاثة” المهمة ومفهوم التنمية العلمية وأفكار شي جين بينغ للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد. كيف تقيمون جهود الحزب الشيوعي الصيني في التمسك بالإبداع النظري واكتشاف الطريق التنموي بشكل مستقل؟
الجواب/ جسًد الحزب الشيوعي حول حيوية الماركسية وعلميتها، من خلال ربط الممارسة بالتنظير، والأفعال بالأقوال
تشير التجارب التي خاضتها الشعوب من أجل بناء الاشتراكية، الناجحة منها والمستمرة، وتلك التي أصابت بانهيار، الى دور الحزب الشيوعي في قيادة التحولات في مسيرة بناء الاشتراكية. ولكي يتمكن الحزب أن يلعب دوره الطليعي في قيادة هذه التحولات، لا بد أن يتبنى نظرية ثورية مبنية على البحث عن الحقيقة من الوقائع. فالاساس الاول لوجود الحزب الثوري هو النظرية الثورية. وفي حالة غياب هذه النظرية يصبح الحزب مجرد تجمع لاعداد من الناس بشكل عفوي وفي اطار تجريبي وضمن مصالح الطبقات المستغِلة، وتهيمن عليه عقلية البرجوازية الصغيرة وطرائق عملها. وسيكون في نهاية المطاف متناقضا مع مسيرة النضال من أجل التغيير والتقدم الاجتماعي، وبناء الاشتراكية.
فالنظرية بالنسبة للشيوعيين جزء عضوي من العمل النضالي، وكما قال لينين” لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية, والنظرية لا تفرض بشكل قسري على العمل الثوري غير ان العمل الحزبي بمعزل عن النظرية الثورية غير مثمر. ان العمل والنضال من أجل الثورة والتغيير الاجتماعي و بناء الاشتراكية نشاط واع. والنظرية لا تعني الجعجعة الفارغة وغير المثمرة، ولا يقتصر الجهد النظري على العمل الاكاديمي و دروس الفلسفة، بل هو أوسع بكثير من ذلك. ان التجربة النضالية للشعوب المناضلة من أجل العدالة الاجتماعية ومن أجل بناء الاشتراكية، جزء أساسي من الجهود النظرية. ان الحديث عن النظرية من منظور ماركسي يعني دراسة الواقع والتطور الحاصل فيه ودراسة التناقضات والصراعات الدائرة فيه بعمق، لكي نطرح البديل الأكثر انسانية، ألا وهو الاشتراكية!
وانطلاقا من هذه الوجهة لا بد من التأكيد على الاسهامات النظرية وتطورها في الحزب الشيوعي الصيني، والتي اعتمدت على التمسك بالماركسية كأداة معرفية ورفدها باسهامات نظرية تعتمد على واقع المجتمع الصيني وتطوراته. ومن هنا نشأ مفهوم صيننة الماركسية.
لقد اجاب الحزب الشيوعي الصيني خلال مسيرته الطويلة التي استمرت منذ تأسيسه ولحد الآن بالنفي على سؤال تشكيكي يطرحه الكثيرون حول انتهاء الماركسية!
فخلال السنوات الماضية ركزت الدعاية البورجوازية المعادية للاشتراكية على ان الماركسية قد عفا عليها الزمن، وانها تدخل في مجال السفسطة أو الوعظ الاجتماعي وكونها لا تتسم بالعقلانية والمنهجية. غير أن الحزب الشيوعي الصيني و خلال تاريخه النضالي وفي مختلف الظروف، أكد على خطأ تلك التوجهات وكونها جزء من الحملة التخريبية ضد نضال الشيوعيين و أدواتهم المعرفية النضالية.
فقد اشار الرفيق ماوتسي تونغ الى علمية الماركسية قائلا “ان ما هو علمي لا يهاب النقد في أي وقت كان، اذ ان العلم هو الحقيقة فلا يهاب الدحض أبدا”.
وبيًن الرفيق دنغ شياو بينغ أهمية الماركسية كعلم عندما اشار الى ” ان عدد الناس الذين يوافقون على الماركسية في العالم سيزداد لأنها علم”.
ان الجواب الذي جسًده الحزب الشيوعي حول حيوية الماركسية وعلميتها، من خلال ربط الممارسة بالتنظير، والأفعال بالأقوال، يمثٍل تحدياَ كبيرا في ظل الظروف الراهنة حيث يهيمن فكر الليبرالية الجديدة على نمط الحياة الحزبية في الكثير من البلدان وتشرع القوانين لتنظيم هذا المجال ضمن السعي لأن تتمحور التعددية الحزبية في اطار الفكر الراسمالي، والتناقضات الثانوية للطبقات البرجوازية، وفي اطار اعادة انتاج الفكر الرجعي باشكال جديدة، لطرح الخيار الرأسمالي المعتمد على الاستغلال وتوظيف العولمة لمصالح الامبريالية العالمية، وزيادة بؤر التوتر والمضي بالانفاق العسكري على حساب تنمية الشعوب و تقدمه.
لقد اشار الحزب الشيوعي الصيني في دستور الحزب ومنذ بداية تأسيسه الى اتخاذ الماركسية اللينينية مرشدا للعمل، مؤكدا على ارتباطه بالموقف العملي الجدي الكفاحي. ولذا نجد الرفيق ماو تسي تونغ يشير الى أن ” السلاح الأمضى والأكثر فعالية بالنسبة الى البروليتاريا ليس سوى الموقف العلمي الجدي الكفاحي. ان الحزب الشيوعي يعيش لا على اخافة الناس بل على حقيقة الماركسية اللينينية، وعلى البحث عن الحقيقة من الوقائع”.
وشدد دستور الحزب الصادر عن المؤتمر التاسع عشر للحزب عام 2017 على التمسك بالماركسية اللينينية والاسهامات النظرية الاخرى التي أغنت مصادر الحزب الفكرية وتستند كلها على المنهج الماركسي في قراءة الواقع، مرشدا للعمل.
وجاء في هذا الدستور” يتخذ الحزب الشيوعي الصيني الماركسية اللينينية، وأفكار ماوتسي تونغ، ونظرية دنغ شياو بينغ، وأفكار”التمثيلات الثلاث”، ومفهوم التنمية العلمية، وأفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد مرشداَ للعمل”.
لقد جرت الدعوة الى” تحرير العقول والبحث عن الحقيقة من الوقائع وتحويل مركز ثقل أعمال الحزب كلها صوب البناء الاقتصادي وتنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح على العالم الخارجي، واستهلوا مرحلة جديدة لتطوير قضية الاشتراكية، تبلور فيها بالتدريج الخط والمبادئ والسياسات الخاصة ببناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وأوضحوا المسألة الأساسية الخاصة ببناء الاشتراكية وتوطيدها وتطويرها في الصين، وابتكروا نظرية دنغ شياو بينغ”.
ويشير دستور الحزب الى” إن هذه النظرية هي نتاج الدمج بين المبادئ الأساسية للماركسية اللينينية وممارسات الصين المعاصرة وسمات العصر، وهي وراثة وتطوير لأفكار ماو تسي تونغ في ظل الظروف التاريخية الجديدة، كما أنها بمثابة المرحلة الجديدة لتطور الماركسية في الصين، بل أنها الماركسية بالذات في الصين المعاصرة، وبلورة الحكمة الجماعية للحزب الشيوعي الصيني، فهي ترشد بلادنا لمواصلة دفع قضية التحديث الاشتراكي إلى الأمام”.
وفي المؤتمر السادس عشر للحزب الذي انعقد في عام (2002) جرت المصادقة على ” نظرية التمثيل الثلاثي ” التي طرحها الرئيس الصيني انذاك زيمين والتي تدور حول فكرة رئيسية قوامها أن يتحول الحزب الشيوعي الصيني إلى ” ممثل للقوى الرئيسية في البلاد وهي القوى الإنتاجية، والقوى الثقافية القومية، وقوى المصالح الجوهرية للغالبية العظمى من أبناء الشعب الصيني “.
وفي المؤتمر الثامن عشر للحزب جرى الاشارة الى مفهوم التنمية العلمية باعتبارها مرشدا للعمل ومصدراً فكرياً. فقد صدر قرار من المؤتمر الثامن عشر باعتبار التنمية العلمية مصدرا رابعا ومرشدا لعمل الحزب. وقد اشار الحزب الشيوعي الصيني لأول مرة الى هذا المفهوم بعد المؤتمر السادس عشر للحزب، ولكن لم يعتبر هذا المفهوم مصدرا من مصادر الهوية الفكرية للحزب في المؤتمرات السابقة. ويعود صياغة المفهوم الى قيادة هو جين تاو. وقد اشار دستور الحزب للمؤتمر الثامن عشر الى ان لب التنمية العلمية ” هو وضع الإنسان في المقام الأول، ومطلبه الرئيسي هو التنمية المستدامة والمتناسقة الشاملة، متخذين من “نظرية دنغ شياو بينغ” وافكار التمثيلات الثلاث مرشدا، ووفقا لمتطلبات التنمية الجديدة.
وأكد المؤتمرين الثامن عشر و التاسع عشر للحزب “بإن مفهوم التنمية العلمية هو نظرية علمية تنحدر من نفس أصل الماركسية اللينينية وأفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ وأفكار “التمثيلات الثلاثة” الهامة وتتقدم مع تطور العصر، كما أنه تجسيد ممركز لوجهة النظر إلى العالم والميثودولوجيا الماركسية حول التنمية، وهو إنجاز هام لصيننة الماركسية، وبلورة للحكمة الجماعية للحزب الشيوعي الصيني، وفكرة مرشدة لا بد من التمسك بها لمدة طويلة في تطوير الاشتراكية ذات الخصائص الصينية”.
لقد ارتبطت الهوية الفكرية للحزب بالهوية الطبقية وبقضية بناء الاشتراكية التي اضافة الى الخصوصية في البناء، تحمل طابعا عالمياً وتهدف الى تحقيق الشيوعية.
وفيما يخص الهوية الطبقية للحزب والمنسجمة مع الهوية الفكرية يشير دستور الحزب ( النظام الداخلي ) الصادر عن المؤتمر السابع عشر/أكتوبر2007 وكذلك الصادر عن المؤتمر الثامن عشر عام ٢٠١٢ والمؤتمر التاسع عشر عام 2017 الى هوية الحزب الطبقية كون” الحزب الشيوعي الصيني هو طليعة الطبقة العاملة الصينية، وهو كذلك طليعة الشعب الصيني والأمة الصينية، والنواة القيادية لقضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وإنه يمثل متطلبات تطور القوى المنتجة المتقدمة الصينية، ويمثل اتجاه التقدم للثقافة المتقدمة الصينية ويمثل المصالح الأساسية للغالبية الساحقة من الشعب الصيني. والمثل العليا والهدف النهائي للحزب هما تحقيق الشيوعية”.
ولذا تؤكد الفقرة الأولى من المادة الثالثة للنظام الداخلي على ان من واجبات الاعضاء الحزبيين ” أن يدرسوا بجدية الماركسية اللينينية وأفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ وأفكار “التمثيلات الثلاثة” الهامة ومفهوم التنمية العلمية وأفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، وخطوط الحزب ومبادئه وسياساته وقراراته، والمعارف الأساسية حول الحزب والمعارف العلمية والثقافية والقانونية والمهنية، وأن يرفعوا بجد واجتهاد قدراتهم على خدمة الشعب”.
ان تطور المصادر الفكرية للحزب كما هو وارد في دساتير الحزب المختلفة والصادرة عن مؤتمراتها، والالتزام بالماركسية اللينينية كانتا طرفا المعادلة للاستمرار في صيننة الماركسية. وظل الالتزام بهاتين الوجهتين أساساً للربط الديالكتيكي بين مفهومي الصيننة والعالمية في الماركسية كطرفي معادلة واحدة تتم اغناءها المستمر من خلال الربط الديالكتيكي بين الفكر والواقع، وبين النظرية والممارسة.
تبين لنا تجارب بناء الاشتراكية والنضال من أجلها بان النظرية الثورية التي يمكن الاسترشاد بها للتغيير هي الماركسية، مما يستوجب الاعتماد عليها وتبنيها كأداة معرفية لدراسة الواقع وتحديد المرحلة التاريخية التي يمر المجتمع بها، مع الاخذ بنظر الاعتبار بان تاريخ البشرية في طور التغيير والتطور المستمرين، وان الرأسمالية في زمن ماركس ليست هي الراسمالية المعاصرة، وان التركيبة الطبقية في مجتمعنا في تغيير مستمر.
وضمن هذه الوجهة يؤكد التقرير السياسي الصادر عن المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني على ان” الممارسة العملية لا حدود لها، والابتكار النظري لا نهاية له أيضاَ، والعالم يتغيير كل لحظة”.
ان استمرارية الحزب السياسي الماركسي تتعلق بمدى التزامه بالماركسية. فالتخلي عن الايمان بالماركسية، والاعتقاد بالاشتراكية والشيوعية يفضي الى انهيار الحزب.
تمثل الماركسية بالنسبة للمناضلين من أجل بناء الاشتراكية ثلاث مجالات رئيسية. الأول: الوعي النظري، والثاني: الايمان السياسي، والثالث: الاسلوب العلمي للتفكير، وبما يمثل الروح السياسية للشيوعيين والدعامة الروحية لهم.
وللتأكيد على هذا التوجه اشار الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني شي جينغ بينغ الى” أن الماركسية هي الفكر المرشد لحزبنا والشيوعية عي المثل الأعلى السامي لحزبنا… ومن دون الايمان بالماركسية والمثل الشيوعية العليا السامية لما كان الحزب الشيوعي الصيني والاشتراكية ذات الخصائص الصينية… وان الحزب السياسي الماركسي ينهار بمجرد أن يتخلى عن الايمان بالماركسية والاعتقاد بالاشتراكية والشيوعية… وان الماركسية وعي نظري خالص، وايمان سياسي، وأسلوب علمي في التفكير”.
وترتب على اعتبار الماركسية اللينينة مرشدا للعمل في حياة الحزب الشيوعي الصيني، توجيه العمل الايديولوجي داخل الحزب والمجتمع والعمل على ترسيخ ذلك وفق هذا التوجه، والتعامل الانتقادي مع النظريات الرأسمالية والتوجهات التي تنفخ في بوق الايديولوجية الرأسمالية دون وعي، وتلك التي تحاول أن تقول بأن ما يجري في الصين ليست الماركسية.
*تعريف بالكاتب: #د_كاوه_محمود. سكرتير اللجنة المركزية للحزب #الشيوعي_الكوردستاني ـ العراق، كاتب وباحث، و وزير الثقافة السابق في إقليم #كردستان – العراق، وعضو متقدم في الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء #الصين.
بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *