كانت قرية يو هاو التابعة لمقاطعة جيلين شمال شرقي الصين قرية فقيرة يعتمد سكانها على إنتاج المزروعات التقليدية. ومن أجل تحقيق أهداف بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل في القرية، تم تغيير أساليب التنمية والهيكلة الزراعية على الصعيد الحكومي والشعبي، الأمر الذي ساهم في فتح طريق مميز لتحقيق الازدهار والرخاء.
تقع قرية يو هاو بين أحضان الجبال الأخضر والأنهار الجميلة، وتقع أقرب مدينة لها على بعد 15 كيلومترا، ولكن الكثير من الناس لا يعرفون هذه القرية من قبل. يبلغ العدد الإجمالي لعائلات القرية 548 عائلة، ويمتلك كل ساكن منهم حوالي ألف وثلاثمائة متر مربع من الأرض الزراعية فقط، وكانت حياتهم تزداد صعوبة يوما بعد يوم، خاصة مع وجود كوارث طبيعية. وعلى الرغم من أن القرية تتمتع بمزايا جغرافية فريدة، لم يجد السكان سابقا طريقة مناسبة لتعزيز التنمية الذاتية. وبعد وقت طويل من الدراسات والاستماع إلى الاقتراحات، قررت الحكومة المحلية تطوير القطاع السياحي باستخدام المزايا الجغرافية والموارد الطبيعية التي تتمتع بها القرية.
قالت لو هونغ، نائبة رئيسة مصلحة القطاع الزراعي والقرية التابعة لمقاطعة جيلين:” يتناسب موقع قرية يو هاو مع مقاييس وخصائص الدائرة الاقتصادية التي يمكن للمواصلات أن تصل الى كل أنحاءها. وفي ظل التطور السريع للسياحة الأيكولوجية، دارت في أذهاننا فكرة إبداعية لتطوير السياحة القروية.”
في البداية، كان من الصعب لبعض القرويين قبول فكرة زراعة الأزهار التي لا تأتيهم بمداخل ثابثة مثل مداخيل زراعة الذرة. لذلك قررت الحكومة المحلية توقيع اتفاقية استئجار الأرض مدتها 9 سنوات من القرويين المشاركين، حيث أن مبلغ استئجار الأرض 11300 يوانا صينيا سنويا، الأمر الذي ساهم في توفير ضمانات قوية للقرويين لكي تتجاوز نفقة استئجار الأرض مداخل زراعة الحبوب. ثم بعد ذلك، بدأت الحكومة المحلية بالتعاون المكثف مع الشركات المتخصصة للأزهار لبناء مشروع “بحر الأزهار الملونة” الذي جذب أكثر من 400 قروي لزراعة الأزهار، وليتحصل كل واحد منهم على 3000 يوان صيني تقريبا كمدخول شهري.
وفي الصيف، تتفتح الأزهار الملونة التي يبلغ عدد بذورها أكثر من 20 نوع في الأراضي على مساحة أكثر من 3 كيلومترات مربعة، بما فيها زهور كوزموس وغيرها من الأزهار الجميلة الأخرى التي تشكل بحرا ملونا تحت السماء الزرقاء. وحسب الإحصائيات، يبلغ عدد السياح أكثر من 10 آلاف شخص يوما، الأمر الذي قد ضخ مزيدا من الحيوية لتنمية القطاعات المتعلقة بالأزهار، بما فيها الزيتون الزهري وغيرها.
أما في الوقت الحالي، فتسير عملية بناء المرافق الترفيهية في القرية بشكل سلس، الأمر الذي يوفر المزيد من الفرص للقرويين الذين سيشاركون في قطاع الفنادق والمطاعم وغيرها. وبذلك أدرك القرويون المعاني العميقة لمعنى “الجبال والأنهار الخضراء هي الكنوز الحقيقية ” من خلال هذه الحياة السعيدة.
*المصدر: سي جي تي إن العربية.