التعاون الصيني الجزائري إستراتيجي الجوهر والأهداف
(الجزء الخامس)
بقلم / وو فو قوي / عبد الكريم*
*تعريف بالكاتب: مستشرق وعضو مجمع الكتاب الثقافي الصيني الدولي
عضو معهد العلوم والتقاليد الصينية للثقافية الدولية
كاتب من الصين/ واحد من أهم الخبراء في شؤون الشرق الأوسط الصيني
كبير مستشاري الشؤون الثقافية في مركز الشرق الأوسط للدراسات و التنمية
كبير مستشاري الشؤون الشرق الأوسط في دار نشر إنتركوننتننتال الصينية
في 7 فبراير 2015 قال مسؤولون من الصين، إن الصين والجزائر “تعتزمان العمل معاً لتحقيق المزيد من التقدم في العلاقات الثنائية”.
تشير المستندات التاريخية في الجزائر، إلى أن عضو مجلس الدولة الصيني الذي زار الجزائر، يانغ جيه تشي، أكد في اجتماع مع رئيس الوزراء الجزائري، عبد الملك سلال، إن الهدف من زيارته في ذلك التوقيت كان “لأجل تسهيل تنفيذ التوافق الذي توصل إليه قادة البلدين، ولتعزيز الحوار رفيع المستوى، وتطوير التعاون في شتى المجالات، من أجل زيادة إثراء الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والجزائر”.
واقترح يانغ، الذي خدم وزيراً للخارجية الصينية (سابقاً)، على الجانبين، توسيع الاتصالات رفيعة المستوى، والحفاظ على التنسيق والتعاون في القضايا الرئيسية فيما يتعلق بالسلام والتنمية العالميين. كما أكد عضو مجلس الدولة على ضرورة بذل الجهود لتمتين التعاون الثنائي في المجالات التقليدية، مثل الإنشاءات والاتصالات والنفط والغاز وكذا تعزيز التعاون في مجالات مثل الفضاء.
ومن جانبه، نوّه سلال، إلى إن الجزائر تولي اهتماماً كبيراً لعلاقاتها مع الصين وترغب في الارتقاء بمستوى علاقتها الاقتصادية بالصين، معرباً في الوقت نفسه عن أمله في استثمار المزيد من الاستثمارات الصينية في الجزائر.
وكان سلال قد أعرب عن رؤيته أنذاك، في أن البلدين يتقاسمان وجهات نظر مماثلة بشأن القضايا الإقليمية والعالمية، وأكد “استعداد بلاده للعمل مع الصين بشكل مشترك لتعزيز تنمية العلاقات الصينية – الأفريقية وصون العدالة الدولية”، في سبيل أن تصبح الصين شريكاً موثوقاً بها للجانب الجزائري في تنفيذ استراتيجية اقتصادية متعددة، ومساعدتها على رفع قدراتها الذاتية في التنمية الاقتصادية.
وجدير بالاشارة إلى أن الشركات الصينية كانت قد قدمت مساهمات كبيرة في التنمية الاقتصادية في الجزائر، وفي الوقت نفسه عملت الجزائر وما زالت تعمل على توسيع آفاق التعاون مع الصين في مجالات البُنية التحتية والطاقة النووية والفضاء وغيرها من المجالات.
وفى معرض الإشادة بالصداقة العميقة بين الصين والجزائر، أكد سلال حلال لقائه الوفد الصيني، على تأكيد الدولتين في أن العلاقات الثنائية بينهما كانت قد “دخلت مرحلة جديدة منذ إقامة شراكة استراتيجية شاملة بينهما فى عام 2014، وبأن الجزائر “راغبة في التعاون مع الصين في مجال الانتاجية والبنية الاساسية والطاقة النووية والفضاء ومجالات أخرى سعيا لتعزيز العلاقات الثنائية”.
وفي سبيل تفعيل وجهات النظر هذه وواقع الشراكة الاخوية بين الدولتين، إجتمع المبعوث الصيني يانغ مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وتعهدا في ذلك الوقت “ببذل الجهود لتوثيق العلاقات بين البلدين”. ولهذا أيضاً، التقى نائب وزير الخارجية تشانغ مينغ مع وفد مجموعة الصداقة الجزائرية الصينية للمجلس الشعبي الوطني الجزائري، الذي زار الصين آنذاك، وذلك في مبنى وزارة الخارجية، يوم 9 إبريل عام 2015، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر حول العلاقات الصينية الجزائرية والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك وعلاقاتهما وتطلعاتهما الاستراتيجية.
يتبع الجزء السادس..
البروفيسور / الاستاذ “وو” هو من اهم المتخصصين بالشأن العربي والعربية في الصين..
شكرا للاستاذ البروفيسور الشهير “وو” لتسليط الاضواء على العلاقات مع الجزائر.. الى الامام..