شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بقلم: دكتورة كريمة الحفناوى.
*عضو الاتحاد الدولى للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين.
يستمر ويتقدم ويزدهر التعاون الصينى بدول القارة الإفريقية وفى القلب منها جمهورية مصر العربية التى يزداد التعاون بينها وبين جمهورية الصين الشعبية منذ بدء العلاقات الرسمية والدبلوماسية بينهما فى (30 مايو 1956) أى منذ أكثر من نصف قرن.
من أقدم وأثرى الحضارات فى العالم حضارة مصر وحضارة الصين، وتلاقت الحضارتان على مر العصور تجاريا وثقافيا. ومع قيام جمهورية الصين الشعبية 1949، وقيام ثورة يوليو 1952 تلاقت أفكار وتوجهات البلدين فى الدفاع عن قضايا العالم الثالث فى التحرر والاستقلال. ولقد زار رئيس وزراء الصين شو إن لاى مصر 3 مرات أثناء توليه المنصب، كما قام رؤساء مصر بعدة زيارات إلى الصين.
وتعتبر مصر أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، وتؤكد مصر دائما على أن هناك صين واحدة، كما تعارض استقلال تايوان. وتميزت العلاقات المصرية الصينية بالتطور فى كافة المجالات، ومنها السعى للسلام، وإقامة نظام سياسى واقتصادى منصف وعادل ،مع احترام سيادة الدول والتعاون على أساس المنفعة المتبادلة، وفى نفس الوقت تؤيد الصين الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى فى إقامة دولته على أساس الشرعية والقرارات الدولية، كما تؤيد الصين مبادرة جعل الشرق الأوسط خالٍ من أسلحة الدمار الشامل (النووية، والبيولوجية، والكيماوية) وخاصة الأسلحة النووية.
منذ نشأة منتدى التعاون الصينى – الإفريقى فى 2004 والعلاقات التجارية والاقتصادية بين الصين ودول إفريقيا وفى القلب منها مصر فى ازدياد وتطور، حيث زادت الاستثمارات الصينية فى مصر فى السنوات الأخيرة، فى عدد من المجالات والقطاعات الهامة منها قطاع البترول فى البحث والتنقيب، ومجال البيئة والتغير المناخى، ومجال الرى وإدارة الموارد المائية، ومجال الطاقة، ومجال النقل. وبالنسبة لمجال النقل فلقد تم فى بداية شهر يوليو 2022 افتتاح مشروع القطار الكهربائى الخفيف بالتعاون مع الصين.
لقد زادت الاستثمارات الصينية فى مصر فى المنطقة الاقتصادية الخاصة بشمال غرب قناة السويس ومنطقة جنوب مصر والبحر الأحمر، بجانب إنشاء قرية تكنولوجية بالاستعانة بالخبرات الصينية.
وبالنسبة لمجال العلم، والثقافة، والتكنولوجيا، أقامت جامعة قناة السويس المصرية فى الخامس عشر من أغسطس 2022 حفل تخرج للدفعة الأولى من طلاب “الكلية المصرية – الصينية للتكنولوجيا التطبيقية”. وتعد هذه الكلية أول كلية للتكنولوجيا التطبيقية فى الشرق الأوسط، وهى نموذج مماثل لكلية بكين لتكنولوجيا المعلومات فى الصين.
وفى مجال التعليم أيضا أكد سفير الصين لدى مصر لياو لى تشيانغ، خلال زيارته لورشة عمل لوبان الصينية، فى المدرسة الفنية المتقدمة لتكنولوجيا الصيانة بحى مدينة نصر بالقاهرة، أن التعاون بين الصين ومصر فى قطاع التعليم الفنى، والتعليم الصينى، والتعليم الرقمى، قد تعمق كثيرا وحقق نتائج مهمة، وهو نموذج للتعاون التعليمى العميق بين الصين وإفريقيا.
وينبغى الإشارة إلى أن التعاون بين مصر والصين تحت مظلة منتدى التعاون الصينى الإفريقى، يعد أحد أنجح صور التعاون، ولقد تولت مصر رئاسة المنتدى إلى جانب الصين كشريك 2006 – 2009، وتولت الصين رئاسة المنتدى إلى جانب مصر كشريك 2009 – 2012.
يقول الدكتور حيدر قاسم التميمى (باحث فى مؤسسة بيت الحكمة بالعراق) فى مقاله بمجلة الصين اليوم عدد شهر سبتمبر تحت عنوان”جمهورية الصين الشعبية – دولة من النهضة إلى الرؤية”، يقول فى فقرة من المقال “وفى جهة أخرى من العالم، فقد امتازت جمهورية الصين الشعبية بعلاقاتها العميقة والرصينة مع العديد من دول القارة الإفريقية، إذ مثلت العلاقات الصينية الإفريقية نموذجا يحتذى به للعلاقات فيما بين الدول فى العالم، ماكان له من مساهمات وتداعيات واسعة وبعيدة المدى، على تعددية الأقطاب العالمية والعولمة الاقتصادية. وإن تعزيز هذه العلاقات مع كافة الدول النامية كانت بمثابة المنطلق الأول والأخير للدبلوماسية الصينية، لأن هذه العلاقات قائمة على قاعدة المعاناة المتشابهة وأيام الشدة فى الماضى، ومبنية على أساس التطلعات والمصالح الاستراتيجية المشتركة فى الحاضر.”.
وفى نهاية المقال أود أن أشير إلى ما قاله السيد وزير خارجية الصين وانغ يى أثناء رئاسته للاجتماع الافتراضى للمنسقين بشأن تنفيذ إجراءات المتابعة للمؤتمر الوزارى الثامن لمنتدى التعاون الصينى الإفريقى ببكين فى الثامن عشر من أغسطس 2022 “ينبغى للصين وإفريقيا دفع بناء البنية التحتية إلى الأمام لتسهيل حملة التصنيع فى إفريقيا، والتعامل بشكل مشترك مع أزمة الغذاء العالمية وجائحة كورونا، ومتابعة التنمية المستدامة من خلال التعاون فى مجال الطاقة النظيفة، والاستجابة لتغير المناخ، وتعزيز السلام والاستقرار الأقليميين.”.