خاص بشبكة طريق الحرير الإخبارية/
إعداد: وو فو قوي / عبد الكريم
*مستشرق وعضو مجمع الكتاب الثقافي الصيني الدولي
*عضو معهد العلوم والتقاليد الصينية للثقافية الدولية
*كاتب من الصين/ واحد من أهم الخبراء في شؤون الشرق الأوسط الصيني
*كبير مستشاري الشؤون الثقافية في مركز الشرق الأوسط للدراسات و التنمية
كما تعلمون، فقد اختتمت مساء يوم الإثنين الماضي (06/07/2020م) في العاصمة الأردنية عمّان، الدورة التاسعة عبر تقنية الفيديو لمنتدى التعاون الصيني – العربي، وبرغم ان الاجتماع جرى في ظروف دولية غير عادية، إلا أنه إتسم ببالغ الأهمية والنجاح الشامل.
في هذه الدورة العالمية، توحّدت الصين و الدول العربية في لاتخاذر قرار تاريخي بشأن استجابتنا الجماعية لمكافحة جائحة كوفيد-19، وفي الاتفاق على كل نقاط البحث والنقاش السياسية الاخرى، وضمنها إعلان عمّان.
لقد شهدنا في الاجتماع تضامنا غير مسبوق، إذ تقاطر رؤساء الحكومات من جميع أنحاء العالم العربي و الدول العربية إلى اللقاء عبر تقنية التواصل عن بُعد، لمناقشة الدروس والتحديات والخطوات الجماعية المقبلة للتصدي لكل الجوائح.
عقد الاجتماع برئاسة وانغ يي عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ومشاركة وزراء خارجية الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية، والأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط.
مَن شاهد اللقاء عبر الفيديو، انبهر ليس بإبداع المشاركين وطاقاتهم وإيجابيتهم فحسب، بل أيضًا بما أبدوه من انفتاح في مناقشة ما تعلموه من دروس.
نجح الاجتماع في تعظيم مستوى الصداقة الصينية العربية، ودفع الشراكة الاستراتيجية الصينية ـ العربية للأمام خطوات كبرى، فضلاً عن مناقشة القضايا الاخرى التي تهم العالم والصين أيضاً، مثل القضية الفلسطينية وتلبية الحقوق العادلة والكاملة للشعب الفلسطيني.
في كلمته في الدورة، دعا عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي، الصين والدول العربية إلى الدعم المتبادل والدفاع عن العدالة بشكل ثابت، مؤكداً أن الصين ستقف بشكل ثابت مع الدول النامية على الجانب الصحيح من التقدم البشري.
وعبر وانغ يي عن شكره للموقف العادل التي اتخذه الجانب العربي بشأن السياسة الداخلية للصين، مؤكدا أن مناطق هونغ كونغ وشينجيانغ وتايوان كلها جزء من الصين وتعارض الصين استخدام شؤون هونغ كونغ وشينجيانغ وتايوان للتدخل في الشؤون الداخلية للصين.
وأضاف وانغ أنه بغض النظر عن تغير الوضع الدولي، ستتمسك الصين بطريق التنمية السلمية وتحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك مع دول العالم.
وأضاف وانغ يي، أن الصين ستتذكر دائما الدعم الثمين الذي قدمته الدول العربية للصين في مكافحة الوباء. كما اتخذت الصين إجراءات لمساعدة الجانب العربي في شراء المواد المضادة للوباء من الصين، وقدمت المساعدة المادية للجانب العربي، وعقدت مؤتمرات الخبراء عبر تقنية الفيديو، وأرسالت فرق خبراء لمساعدة الدول العربية على مكافحة الوباء..
وأكد وانغ يي أنه بعد اختبار الوباء هذه المرة، من المؤكد أن تتعمق الصداقة التقليدية بين الصين وللدول العربية، وسيصل التعاون الاستراتيجي العربي الصيني إلى مستوى جديد.
وبيّن، أنه في وجه جائحة فيروس كورونا المستجد التي تركت تداعيات على العالم بما فيه الصين والدول العربية، خاض الجانبان الصيني والعربي معركة مشتركة بالتضامن والتساند، مما ساهم في تعميق العلاقات بين الجانبين والارتقاء بها إلى مستوى جديد.
وأشار إلى أنه لا يُصقل الذهب الخالص إلا بالنار، ولا تُعرف الصداقة الخاصة إلا في الشدائد. لما كانت الصين في أصعب أوقاتها في مكافحة الجائحة، أعرب قادة الدول العربية عن تضامنهم وتعاطفهم لها من خلال بعث الرسائل والبرقيات والمكالمات الهاتفية، تعبيراً عن الدعم السياسي القوي للجهود الصينية في مكافحة الجائحة. وأصدرت الدورة الـ53 لاجتماع مجلس وزراء الصحة للدول العربية بيانا يدعم الجهود الصينية في مكافحة الجائحة. و تبرعت الدول العربية لنا بأكثر من 10 ملايين كمامة وغيرها من المواد الطبية التي كنا نحتاج إليها بشدة. وتم إضاءة برج خليفة الإماراتي وهو أعلى المباني في العالم بكلمات مشجعة “شد حيلك يا ووهان”، وتم إضاءة الأهرام المصرية بلون العلم الوطني الصيني في “عرض الضوء” الرائع، كان الأصدقاء العرب يبادرون إلى تشجيع الصين بتصوير مقاطع الفيديو وإرسال تسجيلات الأغاني. كانت هذه الأعمال الحسنة تؤثر أبناء الشعب الصيني البالغ عددهم 1,4 مليار نسمة.
وقال، ظلت الصين تدعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، ووضعت ترتيبات خاصة لمساعدة الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الجائحة. حيث قدمت له معونات مادية وأرسلت فريق الخبراء الطبيين الخاص، وتبرعت بالأموال إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى.
واستطرد، تفكر وتتحرك الصين والدول العربية كرجل واحد في مكافحة الجائحة. تشترك الصين والدول العربية في نفس الرؤية حول سبل الوقاية والسيطرة على الجائحة في العالم. ودعا الرئيس شي جينبينغ في الجلسة الافتتاحية للدورة الـ73 لجمعية الصحة العالمية دول العالم إلى تضافر الجهود لمواجهة الجائحة وتفعيل الدور القيادي لمنظمة الصحة العالمية وتحسين الحوكمة العالمية في مجال الصحة العامة. كما دعا قادة الدول العربية ومجلس وزراء الصحة للدول العربية جميع الدول إلى تعزيز التعاون مع منظمة الصحة العالمية. ورفض الجانبان تسييس الجائحة ووضع علامة جغرافية عليها، مما قدم مساهمات مهمة في حشد القوة العالمية لمكافحة الجائحة.
ونوّه إلى أنه يجب على الجانبين الصيني والعربي أن يكونا صديقين حقيقيين يعززان التضامن والتعاون في تجاوز الصعوبات جراء الجائحة. يجب على الجانبين الصيني والعربي مواصلة الوقوف كتفا بكتف وتبادل الدعم والمساعدة في المعركة ضد الجائحة، ويجب مواصلة رفض تسييس الجائحة أو وضع علامة جغرافية عليها، ودعم الدور القيادي والحاسم لمنظمة الصحة العالمية في معركة العالم ضد الجائحة، وتقديم مساهمة مشتركة في قضية الصحة العامة العالمية.
وشدّد الوزير الصيني على:
* يجب على الجانبين الصيني والعربي أن يكونا مساهمين في السلام الدائم والأمن السائد. يجب علينا الدفاع عن تعددية الأطراف والقواعد الأساسية للعلاقات الدولية، وبذل جهود مشتركة لإيجاد حل سياسي للقضايا الساخنة في المنطقة واستعادة السلام والأمن إلى الشرق الأوسط في يوم مبكر. سيقف الجانب الصيني بكل ثبات إلى جانب الشعب الفلسطيني وتقديم له الدعم والمساعدة كالمعتاد.
* يجب على الجانبين الصيني والعربي أن يكونا شريكين حميمين يحققان التنمية المشتركة بالتعاون والكسب المشترك. يجب علينا مواصلة بناء “الحزام والطريق” وتوسيع التعاون في مجالات البنية التحتية والطاقة والاتصالات والفضاء، خاصة توظيف إمكانية كامنة للتعاون في الأشكال الجديدة من الأعمال والمجالات الناشئة جراء الجائحة، ومواصلة إثراء واستكمال آليات منتدى التعاون الصيني العربي.
*يجب على الجانبين الصيني والعربي أن يكونا رائدين للانفتاح والتسامح والاستفادة المتبادلة بين الحضارتين. يجب الدعوة بكل ثبات إلى إزالة سوء الفهم عبر الحوار ورفض ربط الإرهاب بعرق أو دين بعينه. ويجب توظيف إمكانية كامنة للدراسة والاستفادة المتبادلة بين الحضارتين الصينية والعربية على نحو معمق، وتعزيز التواصل الشعبي، وتشديد روابط الصداقة والتعاون بين الشعب الصيني والشعوب العربية.
* تضرب شجرة الصداقة الصينية العربية بجذورها في التربة الخصبة للاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك، وستظل راسخة أمام عواصف وأمطار مهما كانت. طالما تساند وتآزر الجانبان الصيني والعربي بروح الفريق الواحد، سيظل المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك متينا، وستقبل العلاقات الصينية العربية على مستقبل أجمل!
وفي كلمته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في كلمته في افتتاح المنتدى: إنه كان من المقرر عقد الاجتماع في المملكة الأردنية الهاشمية، إلا أن الظرف العالمي الراهن حال دون تحقيق ذلك، مؤكداً أن انعقاد هذا الاجتماع بالرغم من كافة التحديات يعكس الحرص الشديد للجانبين العربي والصيني على الالتزام بعقد اجتماعات منتدى التعاون العربي الصيني الذي تأسس عام 2004 بصورة منتظمة.
وأكد أبو الغيطـ، وفقاً لبيان صادر عن الأمانة العامة للجامعة، حرص الجانبين العربي والصيني على تعميق التعاون في إطار المنتدى ليصل إلى ما يزيد على 15 آلية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، خاصة وأن الصين أصبحت تعد ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين نحو 266.4 مليار دولار لعام 2019، بالإضافة إلى توقيع 19 دولة عربية اتفاقيات ثنائية مع الصين، في إطار مبادرة “الحزام والطريق” التي أطلقها الرئيس الصيني.
وثمن أبو الغيط دور جمهورية الصين الشعبية ومواقفها الداعمة للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية متطلعا إلى مزيد من الدعم الصيني حيال هذه القضية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في المحافل الدولية ومجلس الأمن.
وشدد على أهمية التوصل لحلول سياسية شاملة لتسوية مختلف الأزمات العربية سواء في سوريا أو اليمن أو ليبيا، معربا عن أمله في الارتقاء بالتعاون العربي الصيني لمستوى القمة من خلال عقد قمة عربية صينية بما يحقق نقلة نوعية في العلاقات بين الجانبين.
وأشار بيان الجامعة إلى أنه صدر عن المنتدى ثلاث وثائق مهمة وهي “إعلان عمّان”، و”البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون العربي الصيني بين عامي 2020 – 2022″، و”البيان المشترك لتضامن الصين والدول العربية في مكافحة وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا المستجد”، حيث تعكس هذه الوثائق التوافقات والرؤى المشتركة بين الجانبين العربي والصيني حول القضايا ذات الاهتمام المشترك لتعزيز التعاون بينهما.
من ناحيته قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الاردني أيمن الصفدي، ان هذه الوثائق تعكس التوافقات والرؤى المشتركة بين الجانبين العربي والصيني حول القضايا ذات الاهتمام المشترك لتعزيز التعاون بينهما.
وأضاف الصفدي، أن الأردن يتطلع مع الدول العربية للعمل مع الصين والمجتمع الدولي لتحقيق السلام العادل الذي يتحقق عبر إقامة دولة فلسطينية حرة مستقلة وعاصمتها القدس.
وأضاف، أن الأردن والصين متفقان على رفض مخطط الضم الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
يُشار، إلى أن المنتدى العربي – الصيني أكد رفضه بشدة لمخطط إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لضم أي جزء من أرض دولة فلسطين المحتلة، واعتبره “تصعيداً خطيراً لسياساتها وممارساتها العدوانية، وانتهاكا خطيرا بحق الشعب الفلسطيني، وانتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”.
وطالب المنتدى الحكومة الإسرائيلية وأي جهة تدعمها بوقف مخططات الضم غير القانونية، وذلك حفاظا على الأمن والسلم الدوليين.
واتفق المجتمعون على مواصلة التنسيق لدعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حق تقرير المصير، والاستقلال في دولة فلسطين على خطوط 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
وحثوا على تنفيذ قرار الجمعية العامة 10/20 (2018) بشأن حماية المدنيين الفلسطينيين، مؤكدين على وجوب حل قضية اللاجئين الفلسطينيين بشكل عادل، وفق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك قرار (194) لعام 1948، ورحب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بتمديد تفويض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” لثلاث سنوات.
وأعربوا عن قلقه العميق إزاء العجز المالي المزمن لوكالة الغوث، داعيين المجتمع الدولي إلى تأمين الموارد المالية المستدامة لميزانيتها وأنشطتها، بهدف تمكينها من مواصلة دورها وتفويضها تجاه اللاجئين الفلسطينيين.
وفي 7 يوليو 2020، عقد مدير إدارة غربي آسيا وشمالي إفريقيا لوزارة الخارجية وانغ دي مؤتمرا صحفيا لوسائل الإعلام الصينية والأجنبية لتقديم وضف ذي الصلة للدورة التاسعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي. شارك فيه أكثر من 10 وسائل إعلام صينية وأجنبية، بما في ذلك بلومبرج، أساهي شيمبون، الجزيرة، التلفزيون الصيني العربي، وكالة أنباء شينخوا، CCTV ، وتليفزيون فينيكس.
وقدم وانغ دي الخلفية والأحوال الرئيسية والإنجازات الهامة للاجتماع، مشيرا الي إنه في سياق التحديات العالمية التي جلبتها الجائحة الحالية، فإن عقد هذا الاجتماع الوزاري من قبل الجانبين الصيني والعربي في الموعد المحدد له أهمية كبيرة وتأثير بعيد المدى. بعث الرئيس شي جينبينغ برسالة تهنئة إلى الاجتماع، وطرح التوقعات والمتطلبات للتطور القادم للعلاقات الصينية العربية وتعزيز بناء مجتمع المصير المشترك بين الصين والدول العربية. ألقى عضو مجلس الدولة وانغ يي كلمة رئيسية، وضح فيها السياسات الصينية مثل تعزيز التضامن والتعاون ، وتعزيز الدعم المتبادل بين الصين والدول العربية، والالتزام بالتعددية، والعمل المشترك على بناء “الحزام والطريق”، وتعزيز الحوار السياسي، وطرح سلسلة من المقترحات الجديدة لتطوير المنتدى، داعيا الطرفين وضع بناء مجتمع المصير المشترك الصيني العربي موضع التنفيذ وبذل جهود متواصلة لبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية.
اعتمد الاجتماع” البيان المشترك لمكافحة الوباء “ و”إعلان عمان”و”البرنامج التنفيذي للمنتدى بين عامي 2020-2022، “ وتوصل إلى إجماع مهم بشأن التضامن الصيني العربي لمكافحة الجائحة، وإنشاء مجتمع المصير المشترك بين الصين والدول العربية، والقضايا الدولية والإقليمية الرئيسية، ومسار التقدم للتعاون في المجالات المختلفة خلال العامين المقبلين، أكدت الدول العربية من جديد دعمها القوي للصين في قضايا هونغ كونغ وتايوان وشينجيانغ وغيرها من القضايا التي تمس المصالح الأساسية للصين ومشاغلها الرئيسية. كما أجاب وانغ على أسئلة الصحفيين حول عقد القمة الصينية العربية، والتشارك الصيني العربي في بناء “الحزام والطريق”، ومكافحة الجائحة بالتعاون الصيني العربي، والتعاون في إعادة العمل والإنتاج.
أختتم مقالتي بالتأكيد مرة أخرى، أننا نعيش في عالم يرنو إلى الآمان. ولذا، فإن ضمان صحة جيدة للجميع هو الخيار الصحيح والذكي من الجميع وللجميع أيضاً.
مادة اخبارية مهمة تفيد كمرجع معلوماتي واقعي عن اجتماع الدور التاسعة لمنتدى التعاون العربي الصيني بمتابعة شخصية من لدن من الدكتور الصيني المستشر ق الشهير وو فو عبد الكريم المكرم