CGTN العربية/
أثر فيروس كورونا الجديد بشكل كبير على الاقتصاد العالمي. ففي سياق القيود العامة على تجارة البضائع العالمية والانخفاض الحاد في الحجم الإجمالي، زادت واردات وصادرات الصين من السلع في يوليو بنسبة 6.5% على أساس سنوي. وأظهرت إحصاءات الإدارة العامة للجمارك الصينية أن الصادرات والواردات في يوليو ارتفعت بنسبة 10.4% و 1.6% على التوالي، وبلغ حجم التجارة الخارجية 2.93 تريليون يوان في ذلك الشهر، وبلغ الفائض التجاري 442.23 مليار يوان، وهو أمر جيد للغاية.
ولعل سبب الانتعاش السريع للتجارة الخارجية الصينية هو أن الحكومة اتخذت بشكل حاسم سلسلة من التدابير لتحفيز الواردات والصادرات استجابة للأزمة، بما في ذلك تخفيض الضرائب واسترداد سلع التصدير، وتوسيع قروض التجارة الخارجية، وتعزيز دعم تأمين قروض التصدير، وتحويل الصادرات إلى مبيعات محلية.
في النصف الأول من العام، زادت صادرات المنسوجات بما في ذلك الكمامات بنسبة 32.4%، وزادت صادرات المواد الطبية والأدوية والأجهزة والمعدات الطبية بنسبة 23.6% و46.4% على التوالي. في الوقت نفسه، من أجل الوقاية من الأوبئة ومكافحتها، تم دفع استهلاك “اقتصاد البقاء في المنزل” أيضا. “اقتصاد البقاء في المنزل” هو مصطلح جديد ظهر مع تطور الإنترنت وزيادة عدد العاملين في المنزل، وارتفعت صادرات أجهزة الكمبيوتر المحمولة ذات الصلة بنسبة 9.1% في النصف الأول من العام.
والمثير للإعجاب أن التجارة الخارجية للصين مرت بتحول سريع تحت تأثير الأزمة، واستمرت اتجاهات النمو الجديدة في التبلور. أولا، تستمر نسبة الشركات الخاصة الحساسة للتغيرات في التجارة الخارجية في الازدياد. بعد اندلاع أزمة فيروس كورونا الجديد، كان هذا النوع من الشركات هو القوة الدافعة وراء انتعاش التجارة الخارجية. في النصف الأول من العام، أصبحت الشركات الخاصة أكبر اللاعبين في التجارة الخارجية، حيث زادت وارداتها وصادراتها بنسبة 4.9% لتصل إلى 6.42 تريليون يوان، وهو ما يمثل نحو نصف إجمالي التجارة الخارجية للصين (45.1%).
كما نمت التجارة الدولية عبر الإنترنت بشكل كبير. وأصبح هذا النشاط التجاري القائم على عمليات الشراء عبر الإنترنت والتسليم بدون تلامس وتبسيط السلسلة التجارية في الواقع قسما تجاريا جديدا. ووفقا للإحصاءات، في النصف الأول من هذا العام زادت التجارة الخارجية لمنصات التجارة الإلكترونية (مثل شركة “علي بابا”) بنسبة 26.2%، حيث زادت الصادرات بنسبة 28.7% وزادت الواردات بنسبة 24.4%.
وقد حولت الصين سوق التجارة الخارجية بسرعة من الدول المتقدمة المتضررة من الوباء إلى البلدان النامية، مما عزز أيضا انتعاش التجارة الخارجية. ووفقا للإحصاءات الصادرة عن الإدارة العامة للجمارك، بلغ حجم التجارة بين الصين ودول الآسيان 2.09 تريليون يوان في النصف الأول من العام، بزيادة قدرها 5.6%. حيث يمثل هذا المبلغ 14.7% من إجمالي التجارة الخارجية للصين. وحلت الآسيان محل الاتحاد الأوروبي كأكبر شريك تجاري للصين في الربع الأول من هذا العام.
هذا الخريف، ستستضيف الصين الدورة الجديدة من معرض الصين الدولي للاستيراد. وأصبح هذا الحدث منصة تقليدية للصين لتطوير التجارة الخارجية، وحتى فيروس كورونا الجديد لا يمكنه إعاقة زخمها الإيجابي المستمر.