شبكة طريق الحرير الإخبارية/
الاحتِلالُ الأرميِني دمِّر المَساجِد و.. الكَنَائِس أيضاً!
الأكاديمي مروان سوداح
ـ مؤسس ورئيس اللوبي (العربأذري) الدولي للإعلاميين وأصحاب القلم.
استَمعتُ مؤخراً وبتوتر، لشروحات موثقة وحقائق مذهلة كشف عنها المؤرخ الأذربيجاني الشهير جانبيك أخرانوف، وذلك في لقاء مُطوّل أجرته معه محطة تلفزيون “سي. بي. سي. أذربيجان” المعروفة الناطقة باللغة الروسية. ملخص القول، أن البرنامج فضح الاستعماريين الأرمينيين أمام كل العالم، وأوردَ العديد من الحوادث المؤلمة التي ملخصها تدمير الجيش الأرميني وميليشيات أرمينيا بيوتات الصلاة للديانتين المسيحية والإسلامية، ما يُفضي إلى استنتاج موضوعي واحد، مفاده أن مَن قام بهذا الأعمال الإجرامية إنَّمَا هو معادٍ تماماً لرسالات السماء، وبأنه قد حَجَزَ لنفسه مكاناً حاراً بين ألسنة اللهب في جهنم أبدية، لا خروج له منها إطلاقاً مهما توسَّل العلي العظيم بالرحمة، فالأبالسة تبقى كذلك أبالسة سوداء تعشق الخطيئة إلى حين يصل بها الأمر للنهاية، والنهاية هي الفناء الروحي التام بعد الجسدي الذي سبقه، لتكن هذه الروح كما لو أنها لم تدب على وجه الكرة الأرضية، وكأن أمهاتهم اللواتي يندبن حظوظهن مع أبناء أبالسة لم يلدنهم.
وكَمَثَلٍ على تزوير الوقائع دعماً للشقيق الاستعماري الأرميني، جاء في أحد “الأخبار” غير الموثقة بمراجع إعلامية أو رسمية أو غيرها، اطلقتها وسيلة إعلامية فرنسية معروفة، أن الأرمن “وبعد أن اضطروا إلى الانسحاب من ناغورني “قرة باغ”، بمقتضى الاتفاق الموقع مع أذربيجان، يُبْدُونَ تخوّفهم بشأن المحافظة على تراثهم.. وتم تداول صور كنائس وتماثيل مدمرة على وسائل التواصل الاجتماعي!
في الحقيقة البارزة، أن الأرمن هم مَن قاموا عبر سنين طويلة من احتلالهم أراضي أذربيجان، وسيطرتهم على عشرات ألوف بيوت المواطنين الأذربيجانيين، بتخريب بيوتات الصلاة على أرض أذربيجان، والتي منها “قره باغ”، التي لم تكن يوماً تابعة لأرمينيا، بشهادة الوثائق المحكّمة، والاعترافات الدولية الشاملة بأن “قره باغ” إنَّمَا هي أرض أذربيجانية أَبًا عَنْ جَدٍّ.
تأكيداً على ما ذهبنا إليه أعلاه، نشرت وكالة أنباء أذربيجان الرسمية “أذرتاج”، تصرحات الدكتور سالم بن محمـد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) والوفد المرافق له، الذين سبق وزاروا المناطق الاذربيجانية المحررة من الاحتلال الأرمني، وقد جاء فيها التالي: إن المَشهد الذي رأيناه هنا مأساوي في الحقيقة. أثناء جولتنا في الأراضي المحررة من الاحتلال شاهدنا أعمال التدمير والتخريب التي تعرَّضَت لها كل القرى والمناطق السكنية والآثار التاريخية والدينية فيها. تدمير المساجد والمعابد الدينية، وتدنيسها، وتعرِّضِها للاعمال الهمجية، هي أمور غير مقبولة. يجب احترام الأماكن الدينية وحمايتها. إني على يقين من أن كل الآثار الدينية الثقافية المدمَّرة في تلك الأراضي سيُعاد إنشاؤها. بالتأكيد، يجب احترام المعابد المنتمية إلى كل دين ومعتقد ديني للناس دون أي تمييز، ليس فقط على مستوى بلد ما أو إقليم أو منطقة فحسب، بل على مستوى العالم بأسره أيضاً. وختم بتأكيده بالتالي: للأسف، تخلّف الحرب دماراً وخراباً في الأراضي والمنشآت المختلفة. لكن رغم هذا، تدمير الأماكن الدينية الثقافية والتراث الثقافي غير مقبول.
وفي مجال مُشَابِه، سبق واتحد زعماء الطوائف الدينية في أذربيجان لمناشدة المجتمع الدولي بمناسبة “يوم الإبادة الجماعية للاذربيجانيين”، الذي يصادف اليوم الـ31 من مارس كل عام، وجاء في البيان – المناشدة، أن الشعب الأذربيجاني هو من الشعوب المعرضة لجرائم الإبادة الجماعية المأساوية، ويجب على المجتمع الدولي أن يَعرِف الطبيعة التاريخية لهذه الأحداث الرهيبة، وليتم تقييم ذلك تقييماً عادلاً وموضوعياً، فالخطوات التي اتخذها الأرمن الذين تم إسكانهم في القوقاز منذ أوائل القرن التاسع عشر، تم توظيفها من جانبهم لطرد الأذربيجانيين من أراضيهم القديمة، ولاقامة “أرمينيا الكبرى”، وهو ما أدَّى إلى مذابح وإبادة جماعية ضد الأذربيجانيين والشعوب الأخرى المُقِيمة في هذه الأراضي. بسبب ممارسة العدوان المتواصل والتطهير العرقي والإرهاب والتخريب على يد القوميين الأرمن المتعصبين ضد شعبنا لأكثر من قرنين، طُرد الأذربيجانيون من أراضيهم الأصلية الواقعة في أراضي أرمينيا الحالية. تتواصل المطالبات الإقليمية للمتطرفين الأرمن اليوم أيضاً ضد أذربيجان.
احتلت أرمينيا التي اتبعت سياسة عدوانية في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات 20% من أراضينا المعترف بها دولياً، وهي “قره باغ” الجبلية، وسبع مناطق مجاورة جراء لعمليات عسكرية واسعة النطاق، وطردت أكثر من مليون أذربيجاني من أراضيهم الأصلية. إن أعمال الإبادة الجماعية التي ارتكبتها القوات المسلحة الأرمينية في خوجالي وأغدابان ودشالتي في عام 1992 هي أمثلة مثيرة للاشمئزاز على فظائعها. شنَّت وحدات من الجيش الأرميني ليلة 25-26 فبراير 1992 هجوماً مسلحاً مفاجئاً على مدينة خوجالي، وارتكبت فيها مجزرة وحشية بحق المدنيين والعزل، راح ضحيتها 613 شخصاً، بينهم كبار السن، والأطفال، والنساء الحوامل. تُعدُ مأساة خوجالي التي يرافقها اختفاء 150 شخص، وأسر1275 شخص، وتعرضهم للتعذيب، واحدة من الجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك الهولوكوست، وهيرنيكا، وخاتين، وسريبرينيتشا، ورواندا، وينبغي أن يَعترف العالم بها كإبادة جماعية.
وسَجَّلَ البيان أيضاً للتوثيق التاريخي التالي: دَمَّر وأهان الجيش الأرميني الآلاف من آثارنا التاريخية والدينية والثقافية، والمزارات والمقابر والمعابد الإسلامية والمسيحية واليهودية، نتيجة ارتكابه أعمال التخريب في الأراضي الأذربيجانية المحتلة، ومن خلال القيام بأعمال هادفة تم القضاء على آثار التراث الديني الثقافية القديمة القائمة تاريخياً في “قره باغ”، والخاصة للألَبَان القوقازيين والمسلمين والأرثوذكس، أو تم استملاكها لتقديمها كتراث أرمني غريغورياني (!) بتزوير تاريخها وأصولها. وتم هدم 64 مسجداً من إجمالي 67 مسجداً فاعلاً في “قره باغ” وحدها خلال فترة الاحتلال الأرميني. ومع ذلك، فقد تم الحفاظ على الكنيسة والمكتبة الأرمنية في وسط باكو، عاصمة أذربيجان، طوال هذه السنوات، ويعيش عشرات الآلاف من مواطنينا من أصل أرمني في سلام وآمان في بلدنا.
نحن، كزعماء الجماعات الدينية التي تعيش في سلام وآمان في أذربيجان منذ قرون، نؤيد إقامة التفاهم المتبادل بين جميع شعوب جنوب القوقاز، بغض النظر عن الدين أو الجنسية، كما يأمرنا خالقنا القدير في كتبه المقدسة. يتمثل الخط السياسي للدولة الأذربيجانية في وضع حد لوقائع مثل الحروب، والمطالبات الإقليمية، والكراهية، والتمييز الديني والعرقي، والانتقام، وندعو للاستقرار بين الدول، وبذل الجهود من أجل التنمية الاقتصادية المُستدامة. وبحسب الإرادة السياسية لرئيس أذربيجان، يجب على جميع شعوب المنطقة، بما في ذلك مواطنو أذربيجان من أصل أرمني، أن تعيش معاً في علاقات حسن جوار مع حقوق متساوية.
يجب على جميع الطوائف الدينية في منطقتنا، وبخاصةٍ الكنيسة الرسولية الأرمنية، أن تعمل بنشاط في هذا الاتجاه لتعزيز السلام والحوار وليس الحرب. ولكن، لسوء الحظ، يدعم رجال الدين الأرمن العدوان على الدول المجاورة، ويحشدون موارد الأرمن في الشتات، ويضغطون في الخارج، ويحاولون الآن تبرير الأعمال الانتقامية والراديكالية والفاشية التي يرتكبها الإرهابيون والمتطرفون الأرمن، من أجل التستر على نواياهم العدوانية ومطالبتهم بأرضٍ أخرى، وبذلك فإنهم يُقدِّمون أنفسهم للعالم على أنهم ضحايا مظلومون، ويَبنون دعايتهم على التحيزات الدينية. وتحرِّض الكنيسة الأرمنية التي تمسك في يدها صليب وفي الأخرى سلاح، تروِّج في أوساط شعبها على حرب عدوانية وصراع بين الأديان، لذا، يجب عليها أن تُدرك أخيراً مسؤوليتها.
نناشد نحن الزعماء الدينيون في أذربيجان، وفي العالم، والبرلمانات، والمنظمات الدولية، أن يقدِّموا تقييماً سياسياً وقانونياً للمجازر التي ارتكبها المتطرفون الأرمن ضد الشعب الأذربيجاني في بلدنا، للاعتراف بالأحداث على أنها أعمال إبادة جماعية ضد الأمة الأذربيجانية بأكملها.
ليساعدنا الخالق تعالى جميعاً على اختيار الحق وأن نكون عادلين! آمين!”
وقَّعَ على النداء: رئيس إدارة مسلمي القوقاز شيخ الإسلام الله شكر باشازاده؛ و رئيس أساقفة باكو وأذربيجان ألكسندر؛ و رئيس مجتمع يهود الجبال في أذربيجان ميليه يفدايف؛ و رئيس الطائفة المسيحية الألبانية الأودية روبرت موبيلي؛ و رئيس جالية اليهود الأوروبيين في باكو الكسندر شاروفسكي.