CGTN العربية/
منذ بدء تفشي فيروس كورونا الجديد، أصبح العالم في حالة مواجهة معه، رأى البعض الولايات المتحدة تسقط من على “قمة الهرم”. في الواقع، ليست الولايات المتحدة القوة التي لا نظير لها كما يعتقد البعض، ولا الدولة العظمى التي تفتخر بنفسها.
اختيار “التغيب” في مواجهة الأزمة العالمية
في مايو من العام الجاري، وعندما كان هناك أكثر من 250 ألف حالة وفاة حول العالم، شارك قادة العالم في مؤتمر مرئي عبر شبكة الإنترنت لبحث سبل التعاون المشترك لإيجاد لقاح فعال وتمويل إنتاجه. دعا الاتحاد الأوروبي لعقد هذا المؤتمر، وتعهد زعماء العالم حينها بالعمل سويا للتعامل مع فيروس لا مفر لجميع شعوب العالم من مواجهته. طالما حلمنا بهذا الشكل من تظافر الجهود العالمية لمعالجة الأزمات الكبرى، ولكن كان هناك حقيقة ادهشت الجميع وهي أن: الولايات المتحدة، أغنى وأقوى دولة في العالم كانت غائبة عن المؤتمر. في مواجهة هذا النوع من الأزمات العالمية، تعتمد معظم دول العالم عادة على واشنطن للعب “الدور القيادي”، ولكن هذه المرة كان مقعد “القيادة” الخاص بالولايات المتحدة فارغا.
فكان فشل إدارة ترامب في تكوين تحالف دولي لمكافحة وباء فيروس كورونا الجديد هو في الواقع مؤشر بارز لفشل أعمق وربما طويل الأمد. في الواقع، إذا نظرنا لنهج السياسة الخارجية للولايات المتحدة في عهد ترامب، فسنجد أنه لم يكن هناك شيء أضر بموقف أمريكا ونفوذها وقوتها في العالم أكثر من إضعاف نظام الاتفاقيات والتحالفات التي بنتها الولايات المتحدة واعتمدت عليها لعقود.
منذ توليه الرئاسة، تخلى ترامب عن العديد من المعاهدات والاتفاقيات، مما أدى إلى إضعاف مصداقية التزامات الدفاع الأمريكية، كما هدد الحلفاء، وتحالف مع الديكتاتوريين الذين يهددون الحلفاء والولايات المتحدة. نتيجة لتلك السياسات، تلقى الاحترام العالمي للولايات المتحدة “ضربة قوية”.
التحالفات تتضرر بشدة
تفعيل دور التحالفات والمؤسسات الدولية، ليس فقط محل اهتمام النخبة. فيعتقد الأمريكيون كذلك أن الحلفاء والشركاء يجب أن يتقاسموا المسؤوليات للمساعدة في مواجهة التحديات العالمية والحفاظ على الأمن العالمي. أظهرت الاستطلاعات الأخيرة أن ما يقرب من 70% من الأمريكيين يعتقدون أن الولايات المتحدة يجب أن “تشارك بقوة في القضايا العالمية”. وفي الوقت نفسه، يعتقد أكثر من 70% من الأمريكيين أن التحالفات العسكرية بين الولايات المتحدة وغيرها من الدول الأخرى أمر هام لأمن الولايات المتحدة. كما نبهنا وباء كوفيد – 19 إلى أن خسائر الولايات المتحدة من حرب أو هجوم إرهابي أو وباء أو كارثة طبيعية أو مواجهة نووية قد تتجاوز بكثير كل استثماراتها في الحفاظ على تلك التحالفات والشراكات التي قد تساعد في منع حدوث مثل هذه المآسي أو حتى تخفيف آثارها.
ومع ذلك، وفي أقل من أربع سنوات، تسببت سياسات ترامب في ضرر غير مسبوق للتحالفات والاتفاقيات التي استغرق الأمر من الولايات المتحدة عقودا لتأسيسها. لقد أوضح المرشح الرئاسي للحزب الديمقراطي جو بايدن أن إحدى مهامه الأولى بعد توليه منصبه هي تجنب هذا المصير وإصلاح الضرر الهائل الذي ألحقه ترامب بالاتفاقيات والتحالفات الدولية للولايات المتحدة.