CGTN العربية/

مع تجاوز الإصابات اليومية لفيروس كورونا الجديد 80 ألف وعودة ارتفاع عدد الوفيات في الولايات المتحدة، جاءت أنباء صادمة أن البيت الأبيض يحظر التمويل الفيدرالي إلى مركز السيطرة على الأمراض والذي تشتد الحاجة إليه لمكافحة هذا الوباء. تبدو مثل هذه الخطوة غريبة وغير بديهية، وقد وجهت ضربة قوية للأساطير الأمريكية التي دفعت أمريكا إلى الاعتقاد في استثنائها.

رائدة في الصحة العامة؟

الأسطورة الأولى هي أن الولايات المتحدة هي الرائدة في مجال الصحة العامة. الولايات المتحدة، باعتبارها أغنى دولة في العالم، لديها أفضل الموارد الطبية، والأكثر سطوعا من المهنيين الطبيين والبنية التحتية الأكثر تقدما للصحة العامة. لكن الأمر المحير هو أن الولايات المتحدة أصبحت الدولة الأكثر تضررا من وباء كوفيد – 19 في النهاية. عندما نراقب النظام الطبي الأمريكي بعناية، سنجد العديد من المشاكل.

قد أدى تفشي كوفيد – 19 إلى إصابات خطيرة في الآونة الأخيرة. قامت إدارة ترامب بقطع التمويل عن مركز السيطرة على الأمراض وألغت الموقف الخاص المخصص للاستجابة الوبائية داخل مجلس الأمن القومي، والتي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها تهدد الولايات المتحدة.

إن موقف المتفرج من قبل إدارة ترامب في الاستجابة للوباء جعل الوضع أسوأ. يحاول الرئيس الأمريكي ترامب نقل المسؤولية إلى حكومات الولايات ويحث الولايات على الحصول على الإمدادات الطبية بمفردها بدلاً من انتظار مساعدة الحكومة الفيدرالية. وتفتقر الحكومة الفيدرالية للقيادة، مما أدى إلى اتخاذ تدابير استجابة غير منسقة بين الولايات، وحتى أثار معركة فوضوية ضد الموارد الطبية النادرة.

رائدة في حقوق الإنسان؟

الأسطورة الثانية هي أن الولايات المتحدة هي الرائدة في مجال حقوق الإنسان. لقد كشف الوباء عن موقف الحكومات المختلفة تجاه الحياة. تُظهر الولايات المتحدة، بصفتها المدافع عن حقوق الإنسان الذي دائما ما يروج لهذا، القسوة واللامبالاة بحق الإنسان الأساسي في الحياة.

عندما تتخذ الحكومات الأخرى تدابير صارمة لإنقاذ الأرواح، ظهرت مناقشات باردة في الولايات المتحدة للتضحية بالشيخوخة من أجل الشباب، والتضحية بالحياة من أجل الحرية، والتضحية بالسلامة من أجل الاقتصاد. اندلعت احتجاجات مناهضة للإغلاق في جميع أنحاء الولايات المتحدة، والتي كان الرئيس ترامب مؤيدا لها. حتى أنه دعا إلى “تحرير” الدول التي يسيطر عليها الديمقراطيون. وبلا شك، إن الولايات التي شهدت احتجاجات عالية أكثر تضررا من تفشي كوفيد – 19.

في مواجهة الأزمات الثلاث من الوباء والركود الاقتصادي والتوترات العرقية، واجه احتمال إعادة انتخاب الرئيس ترامب شكوكا كبيرة. أظهرت الاستطلاعات أن الأمريكيين يشعرون بشكل متزايد بعدم الرضا عن استجابته مع الوباء. مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية أربعة أشهر فقط، فإن إدارة ترامب يائسة لإنقاذ حملة فاشلة.

لذلك، نفى ترامب شدة الفيروس مرارا وتكرارا، ورفض ارتداء الأقنعة، وشكك في الحاجة إلى إجراء اختبارات مكثفة، وهو يعتقد أن هذا هو سبب الأعداد الكبيرة من الإصابات في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى ذلك، شجع بقوة الانفتاح الكامل للاقتصاد.

رائدة في الحوكمة العالمية؟

الأسطورة الثالثة هي أن الولايات المتحدة هي الرائدة في الحوكمة العالمية. بصفتها أقوى دولة في العالم، اختارت الولايات المتحدة التنازل عن الدور القيادي في المعركة العالمية ضد تفشي كوفيد – 19.

بعد قرار الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، يقال إن إدارة ترامب تفكر في خفض الإنفاق على المساعدات الخارجية المتعلقة بكوفيد – 19 من قبل وزارة الخارجية ووزارة الدفاع. تقوض الولايات المتحدة أيضا الجهود العالمية لمكافحة الوباء بمهاجمة منظمة الصحة العالمية بادعاءات لا أساس لها ومنع الإجراءات المنسقة من قبل مجموعة السبع والأمم المتحدة. تشير استطلاعات الرأي في تفشي كوفيد – 19 إلى أن مكانة أمريكا قد انخفضت في جميع أنحاء العالم.

أثبتت التجارب الناجحة للعديد من الدول، من دول شرق آسيا إلى الدول الأوروبية، أنه طالما أظهرت الحكومة الإرادة وتتخذ إجراءات حقيقية، فمن الممكن الحد من فيروس كوفيد – 19 في بضعة أشهر وإعادة المجتمع إلى إعادة فتح آمنة. الآن الولايات المتحدة هي واحدة من الدول المتقدمة القليلة التي لا تزال تتعثر بسبب الوباء. وبهذا المعنى، فشلت الولايات المتحدة حتى في القيادة بالقدوة.