إذاعة الصين الدولية أونلاين/
عُقدت الجلسات السنوية لأعلى سلطة وطنية وهيئة استشارية سياسية بالصين في بكين في مارس الجاري الذي يعتبر موعدا مقررا لها لكل عام. رغم أن حالات إصابات جديدة ناجمة عن فيروس كورونا المستجد لم تظهر في بكين منذ فبراير الماضي، لكن المندوبين والموظفين والصحفيين القادمين من أنحاء البلاد اجتمعوا في جلسات الدورتين، ما شكل اختبارا كبيرا لأعمال السيطرة على الوباء.
وأنا شخصيا، شاركت في تغطية فعاليات دورتي هذا العام، حيث وجدت العديد من الإجراءات والتدابير التي اتخذتها الأجهزة المعنية للوقاية من انتشار الوباء خلال انعقاد الجلسات، ما جعلني أشعر مرة أخرى بثقة الصين الدائمة في التغلب على الوباء منذ بداية انتشاره. وجاءت هذه الثقة من التنظيم الدقيق والفعال لجلسات الدورتين.
ومن المعتاد أن تعقد مؤتمرات صحفية عديدة خلال فترة انعقاد الدورتين كل عام، وتجلب دائما اهتمامات من الوسائل الإعلامية الصينية والأجنبية. وفي هذا العام، كانت كيفية ضمان إجراء المؤتمرات الصحفية بشكل سلس مع تقليل الاختلاط بين المشاركين في الجلسات تعتبر أمرا يثير الاهتمامات المشتركة لدى مختلف الأوساط.
ومثلما كان الحال عليه في العام الماضي، أقيمت المؤتمرات الصحفية في مكانين، أحدهما قاعة الشعب الكبرى التي كان فيها المتحدثون، والآخر هو المكان الذي كان فيه الصحفيون وهو قاعة المؤتمرات الصحفية للتلفزيون الصيني المركزي. وفي كل مكان منهما توجد شاشة كبيرة، والشاشتان مرتبطان بتقنية الجيل الخامس، حيث يطرح الصحفيون أسئلتهم في قاعة المؤتمرات، بينما يرد عليهم النواب أو الوزراء.
وبالإضافة إلى ذلك، كانت معظم اللقاءات الصحفية بين المراسلين والمندوبين المشاركين في دورتي هذا العام تجري عبر شبكة الانترنت أو الهواتف، ما أسهم في تعريف العامة بآخر الأخبار المتعلقة بجلسات الدورتين مع تقليل اللقاءات بين الناس وجها لوجه.
رغم أن المؤتمرات الصحفية والتفاعلات بين المندوبين والمراسلين اعتمدت على شبكة الانترنت، لكن استخدام تقنيات الاتصال الحديثة في تنظيم الدورتين أسهمت كثيرا في ضمان إجراء هذه الأعمال بشكل سلس جدا.
وخلال مشاركتي في المؤتمرات الصحفية، وجدت أنه لا تأخير أو تردد في الصورة أو في الصوت بين مكاني إقامة المؤتمرات خلال التفاعلات بين الصحفيين والمتحدثين، وكأنهم كانوا في مكان واحد، الأمر الذي أدهشني كثيرا. وأعتقد أن استخدام التقنيات الحديثة بشكل جيد يوفر ثقة البلاد في عقد الدورتين في موعدهما المقرر في ظل تفشي الوباء بنطاق العالم.
وبالإضافة إلى ذلك، وضعت الأجهزة المعنية تنظيما دقيقا للعديد من الأشياء الصغيرة، مثل وضع “خيط لكل متر واحد” و”منصات التطهير” التي يمكن رؤيتها في كل مكان، وتوضع فيها القفازات الوقائية ومواد تطهير اليدين…
وفي كل مؤتمر صحفي، كان هناك موظفون يعملون في نقل الميكروفون للمراسلين أثناء طرح أسئلتهم. وفي كل مرة يطرح المراسلون فيها أسئلتهم، يمسح الموظفون الميكروفون بمواد التطهير بشكل دقيق ويغيرون غطاء الميكروفون إلى غطاء جديد، من أجل ضمان السلامة والصحة في ظرف انتقال الميكروفون من شخص إلى آخر.
كما كان الصحفيون يرتدون الكمامات في المؤتمرات إلا أثناء طرح أسئلتهم. وكل هذه الإجراءات دقيقة ودافئة، وأسهمت كثيرا في ضمان إجراء مختلف المؤتمرات والجلسات بشكل سلس خلال دورتي هذا العام.
وتعتبر “الدورتان” طريقا مهما يتعرف عبره الشعب الصيني على السياسات الوطنية، وهما أيضًا نافذتان للعالم الخارجي لمعرفة الاستراتيجية الصينية في التنمية. ومن خلال هذه الإجراءات والتدابير المتخذة في جلساتهما، ليس من الصعب أن نتفهم على ثقة الشعب الصيني في التغلب على الوباء وقوة البلاد في السيطرة على الوباء