شبكة طريق الحرير الإخبارية/
استمرار الإرهاب البيئي في كاراباخ على خلفية صمت قوات حفظ السلام
بقلم: سليمان إسماعيل بيلي
*رئيس الاتحاد العام لـ “تحالف التعاون الإعلامي التركي العالمي”
قام ممثلو المجتمع المدني الأذربيجاني منذ عدة أيام بتنظيم احتجاجًا سلميًا تحت شعار “لا للإرهاب البيئي في كاراباخ” على طريق خانكيندي – لاتشين.
بدأ كل شيء عندما ذهب جنود حفظ السلام الروس المتمركزون في كاراباخ، وكذلك أرمن كاراباخ، وبشكل أدق، الانفصاليون إلى ما هو أبعد من ذلك. لقد نسيت قوات حفظ السلام مهمتها تمامًا وأبدت بشكل علني دعمها للانفصاليين الأرمن، وتغاضت عن تسليحهم غير القانوني، ونقل الأسلحة والذخيرة إلى الانفصاليين عبر طريق خانكيندي – لاتشين، وفي نفس الوقت وصول ورحيل مواطني أرمينيا وإيران وفرنسا إلى كاراباخ بشكل غير قانوني. بينما كانوا يفتشون كل زاوية وركن للمركبات الأذربيجانية التي تمر عبر مناطق المراقبة، بنفس الوقت لم يرغبوا حتى في ملاحظة ما كانت تحمله المركبات الأرمينية على طول طريق خانكيندي – لاتشين. أخيرا، أعاقت قوات حفظ السلام محاولة ممثلي الحكومة الأذربيجانية القيام بمراقبة المنطقة من أجل منع الإرهاب البيئي الذي قام به الأرمن في كاراباخ، مما أدى الى فرغ صبرنا ونتيجة لذلك اصبح من الضروري إغلاق طريق خانكيندي – لاتشين وقيام ممثلونا من المجتمع المدني باحتجاج سلمي.
تجدر الإشارة إلى أنه نتيجة للمناقشات التي جرت مع قيادة وحدة حفظ السلام الروسية يومي 3 و 7 ديسمبر 2022، كان من المفترض أن يقوم الوفد المكوّن من خبراء من وزارة الاقتصاد ووزارة البيئة والموارد الطبيعية ودائرة الدولة للشؤون العقارية تحت إشراف وزارة الاقتصاد وشركة “آذر جولد” المساهمة المغلقة لجمهورية اذربيجان بمراقبة أولية للاستغلال غير القانوني للرواسب المعدنية في الاراضي الاذربيجانية، حيث تتمركز وحدة حفظ السلام الروسية مؤقتًا، بالإضافة إلى ما نتج عن ذلك من آثار بيئية وعواقب أخرى. ولكن بسبب عدم نشاط قوات حفظ السلام، ما كانت المراقبة. بإصرار من الانفصاليين الأرمن، تمنع قوات حفظ السلام من مراقبة ممثلي الحكومة الأذربيجانية. ونتيجة لذلك، أدى الاحتجاج السلمي إلى إغلاق طريق خانكيندي – لاتشين، مما أدى إلى انقطاع علاقات الانفصاليين مع أرمينيا. هذا لا يعني أن إغلاق الطريق متعلق فقط بالاحتجاج السلمي لممثلي المجتمع المدني لأذربيجان. في الواقع، يعود إغلاق الطريق المذكور إلى عدم نشاط قوات حفظ السلام الروسية، فضلاً عن إحضارها معدات وحاويات شحن إضافية إلى محيط منطقة الاحتجاج.
وهكذا، أدى إغلاق المنطقة من قبل قوات حفظ السلام بمعدات إضافية إلى إغلاق طريق خانكيندي – لاتشين. كما ترون، فإن قوات حفظ السلام الروسية ليست مهتمة في الواقع بحل المشكلة وفتح الطريق. إذا كانوا مهتمين بها، فإنهم على الأقل يؤدون إثنين من واجباتهم: أولاً، تهيئة الظروف لممثلي الحكومة الأذربيجانية لإجراء المراقبة في أراضينا، وثانيًا، خدمة السلام والأمن حقا من خلال تنظيم آلية تنظيمية في أنشطتهم.
إن خطوة قوات حفظ السلام هذه هي عدم احترام رئيسهم فلاديمير بوتين، الذي وقّع على البيان الثلاثي. إذا احترمت قوات حفظ السلام وقائدها فولكوف توقيع رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين، فلم نكن نشهد العمليات التي أدت إلى إغلاق طريق خانكيندي – لاتشين، وانقطاع علاقات أرمن كاراباخ بأرمينيا.
أما بالنسبة لعلاقات أرمن كاراباخ بأرمينيا، فإن أذربيجان تبدي نزعة إنسانية في هذا الشأن كما هو الحال دائما. وهكذا، يُسمح للأرمن في كاراباخ الذين يذهبون إلى أرمينيا لإجراء فحص طبي من خانكيندي بعبور الطريق لهذه الأغراض. حتى الأرمن المقيمين في كاراباخ الذين يريدون الذهاب إلى أرمينيا لإجراء الفحص الطبي والعملية، تم الاعلان لهم بوضوح أنه تقدر اذربيجان على تقديم الخدمات الطبية في أحدث المراكز الصحية في شوشا نفسها، وكذلك في المناطق المحيطة بها.
يأتي دعم من كل زاوية ومنطقة البلاد للاحتاج السلمي في شوشا ويأتي كل يوم المواطنون الأذربيجانيون اكثر فأكثر من الجنود الروس والمعدات العسكرية الإضافية التي جمعتها قوات حفظ السلام والتي تشعر بالقلق من الوضع الحالي في المنطقة وإنهم ينادون إلى إنهاء الإرهاب البيئي، ويعبرون عن مطالبهم، وينصحون قيادة قوات حفظ السلام بالتصرف بشكل صحيح.
باختصار، على خلفية صمت قيادة قوات حفظ السلام، يستمرّ الاحتجاج السلمي لممثلي المجتمع المدني الأذربيجاني للمطالبة بانهاء الإرهاب البيئي للأرمن في كاراباخ.
في هذه الأيام، ينبض قلب كل مواطن أذربيجاني في شوشا، كما كان خلال الحرب الوطنية التي استمرت 44 يومًا.