عملت الصين على زيادة تنفيذ إستراتيجيتها الوطنية لمعالجة شيخوخة السكان وتعزيز الشعور بالارتياح والسعادة والأمان لدى كبار السن في عام 2021، الذي يصادف العام الأول من خطتها الخمسية الـ14 (2021-2025).
خلال جولة تفقدية في مدينة تشنغده بشمالي الصين في أغسطس الماضي، شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ على أن السلطات على جميع المستويات يجب أن تولي أهمية كبيرة للعمل المتعلق بكبار السن، مشيرا إلى ضرورة اتخاذ تدابير شاملة لضمان تمتعهم بحياة سعيدة في سنواتهم الأخيرة.
وتعد إزالة أنواع مختلفة من العقبات مفتاحا لضمان حياة سعيدة لكبار السن. وتظهر البيانات الرسمية أن الصين بدأت في الأشهر الـ11 الأولى من العام الماضي إعادة بناء وتجديد 54.7 ألف مجمع سكني حضري قديم.
ويتم تنظيم أنشطة مختلفة في جميع أنحاء البلاد لمساعدة كبار السن على سد “الفجوة الرقمية”. وتبادل مطار جينان الدولي بشرقي الصين معلومات مع لجنة الصحة الوطنية وإدارات أخرى لمساعدة المسافرين المسنين في الحصول على شهادات صحية إلكترونية، الأمر الذي لا يضمن أعمال الوقاية من جائحة “كوفيد-19” ومكافحتها فحسب، بل وييسر سفر كبار السن وتنقلهم.
وقال دو هوان تشينغ، ساكن مسن محلي “يمكنني الحصول على الشهادة الصحية الإلكترونية ببطاقة هويتي ببساطة، ويمكنني الذهاب إلى أي مكان أريده”.
تشير الإحصاءات إلى أن نحو 90% من المسنين في الصين يفضلون الرعاية المنزلية. لذلك قامت الدولة بتحسين ظروف البنية التحتية لخدمات رعاية المسنين في المجمعات السكنية. وفي عام 2021، زاد عدد المؤسسات والمرافق في المجمعات السكنية بأكثر من عشرة آلاف مقارنة بالعام السابق. ووصلت خدمات رعاية المسنين إلى المسنين بشكل مباشر.
وقالت لي ون جينغ، ساكنة في مدينة كايفنغ بوسط الصين “قدمت لي السلطات المحلية هذا السرير مع منحدر قابل للتعديل. والآن أصبح من الملائم أكثر بالنسبة لي إطعام المسنة بالغذاء والدواء ومساعدتها على غسل وجهها”.
كما أدخلت الصين سياسات لدعم القروض الخاصة المستخدمة في بناء نظام الخدمات للمسنين. وفي عام 2021، خصصت وزارة الشؤون المدنية ووزارة المالية الصينية ما مجموعه 1.09 مليار يوان (171 مليون دولار أمريكي) من صناديق الرعاية العامة المركزية لتعزيز رعاية المسنين المنزلية والمجتمعية.
وقال لي بانغ هوا، نائب مدير مكتب خدمات رعاية المسنين بوزارة الشؤون المدنية الصينية “في عام 2021، تم إحراز تقدم كبير في جميع أنحاء البلاد في تنمية نظام خدمات رعاية المسنين في المناطق الريفية. وبلغت نسبة أسرّة التمريض في المؤسسات على مستوى المحافظة التي تقدم خدمات للذين يعيشون ظروفا صعبة 64%. وأصبحت الخدمات مثل المساعدة المتبادلة للمسنين ورعاية المسنين المتروكين وخدمات الوجبات للمسنين متوفرة على نطاق واسع”.
في عام 2021، تم تحسين نظام الدعم الصحي للمسنين أيضا. وفي محافظة آنيوان بشرقي الصين، تعاونت 13 دارا لرعاية المسنين مع المؤسسات الطبية المحلية لتمكين المسنين من زيارة طبيب دون مغادرة دار الرعاية.
وقال تشانغ لو قوي، ساكن مسن محلي يعيش في أحد دور رعاية المسنين المحلية “نشعر براحة شديدة هنا. ولدينا إمكانية الوصول إلى الرعاية الطبية”.
تعد زيادة مستوى مشاركة المسنين الاجتماعية إجراء مهما لمعالجة شيخوخة السكان أيضا. ويقدم المزيد من المسنين مساهمات لتعزيز التنمية الاقتصادية والوئام الاجتماعي، بما في ذلك الالتحاق بمدارس خاصة للمسنين.