في الآونة الأخيرة، جذب حادث اصطدام الغواصة الأمريكية النووية “يو إس إس كونيتيكت” في بحر الصين الجنوبي اهتماما كبيرا من المجتمع الدولي. خلال هذا الحادث، لم يكن الضرر الناجم عن حادث اصطدام الغواصة بحد ذاته مقلقا فحسب، بل تسبب تأخر الولايات المتحدة في الكشف عن معلومات الحادث في شك واسع النطاق أيضا.
أكثر من 20 يوما قد مضت، وفقا لتقرير صدر عن موقع أكاديمية البحرية الأمريكية، ولا تزال الولايات المتحدة غير متأكدة من الجسم الذي اصطدمت به الغواصة تحت الماء في بحر الصين الجنوبي. أداء للولايات المتحدة غير متسق لا يسعه إلا أن يجعل الناس يتساءلون، ما الذي تحاول التستر عليه بالضبط؟ ما مدى موثوقية المعلومات التي تنشرها الولايات المتحدة؟
منذ فترة طويلة، أظهر الجيش الأمريكي دائما أسلحته ومعداته لغرض عرض العضلات، وغالبا ما اتهم العديد من الدول بما في ذلك الصين، بـ”غير شفافة في شؤونها العسكرية”. لكن المزيد من الدول أدركت أن الولايات المتحدة هي الدولة الأقل انفتاحا والأكثر غموضا حول المعلومات العسكرية.
فيما يتعلق بفعاليات العسكرة البيولوجية وأمن المختبرات البيولوجية، فإن الولايات المتحدة التي لديها أكثر من 200 مختبر بيولوجي حول العالم، هي الدولة الوحيدة التي أعاقت المفاوضات بشأن ((بروتوكول التحقق لاتفاقية الأسلحة البيولوجية)) في السنوات الـ20 الماضية.
تدل هذه الأمثلة على أنه إذا مست مصالح الولايات المتحدة الخاصة، فلن تنظر الولايات المتحدة في أي شيء مفتوح وشفاف على الإطلاق. ما يسمى بـ”الانفتاح” و”الشفافية” للوضع العسكري التي تدعيه الولايات المتحدة ما هي إلا ستار لخداع المجتمع الدولي وقمع دول أخرى.
لم تدخر الولايات المتحدة أي جهد في التستر على أفعالها البغيضة وإخفاء الحقيقة؛ في مجال الاتصالات الدولية، تلاعبت الولايات المتحدة بشكل متكرر بالرأي العام واستبدلت الصواب بالخطأ. من ما يسمى بقضية الأسلحة الكيميائية السورية إلى ما يسمى بـ”الإبادة الجماعية” ضد الصين منذ وقت ليس ببعيد، وأكاذيب تعقب مصدر فيروس “كوفيد-19″، تواصل الولايات المتحدة تكرار حيلها لتشويه سمعة دول أخرى.
تتوقف الأكاذيب عند الحق، والعدل في نفوس العامة. عندما يتم كشف الأكاذيب المنسوجة بعناية واحدة تلو الأخرى، ويتم تفكيك الحيل الخادعة واحدة تلو الأخرى أيضا، فإن “هالة” الرأي العام التي تنسجها الولايات المتحدة تتلاشى، وسيتجلى نفاقها وطبيعتها المهيمنة في النهاية.
*سي جي تي إن العربية