أكد اجتماع لقيادة الحزب الشيوعي الصيني على أهمية البناء على المكاسب التي تحققت في برنامج الدراسة النظرية لدى الحزب من أجل حشد قوة هائلة لبناء دولة قوية ودفع تجديد الشباب الوطني للأمة الصينية.
وألقى شي جين بينغ الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، كلمة مهمة أثناء ترؤسه اجتماع النقد والنقد الذاتي الذي عقده المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب يومي الخميس والجمعة.
كما تناوب أعضاء من المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب على الحديث خلال الاجتماع، إذ كانوا منفتحين وصريحين في تقييم سلوكهم وفقا للوائح المكتب السياسي بشأن التمسك بالقيادة المركزية والموحدة للجنة المركزية للحزب وتعزيز هذه القيادة، وإنفاذ قرار اللجنة المركزية للحزب المكون من ثماني نقاط بشأن السلوك.
وأشار الاجتماع إلى أن عام 2023 لم يكن فقط أول عام يشهد تنفيذ المبادئ التوجيهية للمؤتمر الوطني الـ20 للحزب، بل شهد أيضا تعافيا اقتصاديا بعد ثلاث سنوات من الاستجابة لجائحة كوفيد-19.
وعملت اللجنة المركزية للحزب، على قيادة الحزب بأكمله والشعب من جميع المجموعات القومية في دفع التعافي الاقتصادي والنمو قدما، وتحقيق الأهداف الرئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإحراز تقدم كبير تم تحقيقه بشق الأنفس في مجالات أخرى مثل إنتاج الحبوب والابتكار العلمي والتكنولوجي والإصلاح المؤسسي والانفتاح والدبلوماسية وحملات مكافحة الفساد، حسبما شدد الاجتماع.
وبالإجماع، أقر أعضاء المكتب السياسي بأن ترسيخ الوضع الأساسي للرفيق شي جين بينغ في القلب من اللجنة المركزية للحزب وفي الحزب بأكمله، وتأسيس الدور التوجيهي لفكر شي جين بينغ بشأن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، يشكلان أهمية حاسمة في معالجة مختلف المخاطر والتحديات ودفع التحديث صيني النمط.
كما حث أعضاء المكتب السياسي على ضرورة بذل جهود لتعميق الإصلاح والانفتاح في جميع المجالات، والارتقاء بالتطلعات الاجتماعية، وتعزيز زخم التعافي الاقتصادي والنمو.
وعلق شي على تصريحات التقييم الذاتي التي أدلى بها أعضاء المكتب السياسي واحدا تلو الآخر، وطرح المتطلبات الواجبة على كل منهم، وأدلى بملاحظات موجزة.
وشدد شي على ضرورة اضطلاع المكتب السياسي بدور قيادي في تعزيز إنجازات برنامج الدراسة النظرية والبناء عليها.
وقال شي إنه يتعين على المكتب السياسي أن يحسّن نفسه ويلعب دورا نموذجيا ورائدا في الحزب بأكمله.
ودعا أعضاء المكتب السياسي إلى لعب دور نموذجي ورائد في دراسة وتنفيذ فكر الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد.
وقال شي “من أجل التمسك بالقيادة المركزية والموحدة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، يتعين علينا أولا أن نتمسك بسلطة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني”.
ودعا شي أعضاء المكتب السياسي إلى أخذ زمام المبادرة في ممارسة المركزية الديمقراطية، وتعزيز الديمقراطية بجدية، وتشجيع المناقشات النشطة.
وأضاف شي أنه ينبغي الكشف فورا عن الأنشطة الخاطئة التي تنتهك المركزية الديمقراطية ومعالجتها بحزم.
ومشيرا إلى أهمية الحنكة السياسية، قال شي إنه يتعين على أعضاء المكتب السياسي التحلي بالمهارة في تحليل تطورات الوضع وتغيراته واتجاهاته من منظور سياسي.
وحث شي الأعضاء على الالتزام بالاتجاه السياسي الصحيح والوفاء بالمتطلبات السياسية الواجبة في عملية تخطيط الاستراتيجيات والسياسات والمهام الرئيسية.
وقال شي إنه ينبغي بذل الجهود لنزع فتيل المخاطر السياسية المحتملة في الوقت المناسب، ومنع المخاطر غير السياسية من التحول إلى مخاطر سياسية.
وطلب شي من أعضاء المكتب السياسي الأخذ بزمام المبادرة في التمسك بفلسفة التنمية الموجهة بشكل أساسي إلى خدمة الشعب، والسعي لتحقيق تنمية عالية الجودة، مشددا على أن السعي لتحقيق تنمية عالية الجودة هو المهمة الأساسية في بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل، ويجب أن يكون موضوعا رئيسيا يحرص كبار المسؤولين على فهم معنى أدائه على نحو جيد.
وفي إشارته إلى أن التحديث صيني النمط، وهو مهمة مشتركة لجميع الصينيين، سيواجه مخاطر وتحديات وسيتطلب عملا شاقا، حث شي أعضاء المكتب السياسي على توحيد كل ما يمكن توحيده، ودفع أعضاء الحزب والمسؤولين والشعب إلى تكريس أنفسهم لمصلحة قضية التحديث صيني النمط.
وقال شي إن أكبر ميزة سياسية يتمتع بها الحزب هي علاقاته الوثيقة مع الشعب، في حين أن أكبر خطر محتمل يواجهه كحزب حاكم هو الابتعاد عن الشعب، مشددا على أنه ينبغي بذل الجهود لضمان وتحسين الرعاية العامة والاستجابة لمطالب الشعب المحقة في الوقت المناسب.
وأثناء حديثه عن الشكليات والبيروقراطية، التي تسببت في قلق بالغ بين المسؤولين والجمهور، قال شي إن الجهود التي يتعين بذلها لمعالجة هذه المشكلات يجب أن تبدأ من السلطات القيادية والمسؤولين القياديين، في حين يتعين على أعضاء المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب أن يأخذوا زمام المبادرة في هذا الصدد.
وطلب شي أيضا من أعضاء المكتب السياسي أن يقدموا نموذجا مثاليا في البقاء مستقيمين وشرفاء ومنضبطين ذاتيا، من أجل تعزيز بيئة سياسية سليمة تتميز بالصدق والنزاهة.
