قالت وزارة الزراعة والشؤون الريفية يوم الأحد إن إنتاج الصين السنوي من الحبوب ظل فوق 650 مليون طن لسبع سنوات متتالية، محققا نموا مطردا على الرغم من جائحة “كوفيد-19” والكوارث الناجمة عن الطقس القاسي في أجزاء من البلاد.
ووفقا لمسح أجرته الوزارة، تم حصاد ما يقرب من 90% من حبوب الخريف في الصين، كخطوة على طريق تحقيق محصول وفير للعام الجاري.
وارتفع إنتاج جميع المواسم الثلاثة من الحبوب، حيث سجل موسم الحصاد الصيفي رقما قياسيا جديدا بلغ 145.8 مليون طن، بزيادة نحو ثلاثة ملايين طن عن العام الماضي. كما زاد محصول الأرز المبكر بمقدار 725 ألف طن ليصل إلى 28 مليون طن، ما يمثل نموا للسنة الثانية المتتالية. ومع حصاد معظم محاصيل الخريف، تتوقع الصين حصادا وفيرا آخر.
وفي الوقت الحاضر، حصد المزارعون في المناطق الرئيسية لإنتاج الحبوب في شمال الصين أكثر من 90% من حبوبهم. كما تم حصاد أكثر من 70% من الحبوب أيضا في الروافد الوسطى والسفلى لنهر اليانغتسي والمنطقة الجنوبية للبلاد.
ولضمان الاكتفاء الذاتي الغذائي والأمن الغذائي، تبنت الحكومة الصينية سلسلة من الإجراءات، منها إصدار مجموعة من السياسات لزيادة مساحة إنتاج الحبوب وحشد حماس المزارعين بالكامل.
وفي العام الجاري، ولأول مرة، تمت إضافة إنتاج الحبوب إلى هدف ضوابط الاقتصاد الكلي. وخصصت الحكومة المركزية 120.5 مليار يوان (18.8 مليار دولار أمريكي) كدعم لحماية خصوبة الأراضي الزراعية و20 مليار يوان (3.13 مليار دولار أمريكي) من الإعانات لمزارعي الحبوب لمواجهة تأثير ارتفاع أسعار المواد الزراعية.
كما رفعت الحكومة الصينية الحد الأدنى لأسعار شراء القمح وغيره، وقدمت 59.5 مليار يوان (9.3 مليار دولار أمريكي) لدعم منتجي الذرة وفول الصويا والأرز، مما شجع المزارعين بشكل كامل. وسجلت المساحة لكل من الأرز المبكر وحبوب الخريف نموا ثابتا، مما أرسى أساسا قويا لزيادة إنتاج الحبوب على مدار العام.
وقال لي جي باو، مزارع حبوب في مقاطعة آنهوي بشرقي الصين “استفادت كل أسرة من أراضيها الزراعية بالكامل لزراعة الحبوب. خذ عائلتي كمثال، لم أهدر أي قطعة من الحقول التي يمكن زراعة الحبوب فيها”.
بفضل تدابير الحماية الفعالة، شهد شمال شرقي الصين نموا كبيرا في محصول الحبوب في العام الجاري، وحافظ على دوره كأكبر مزود لمحاصيل حبوب الخريف في الصين.
وقال ليو يا جيون، نائب مدير محطة ترويج التكنولوجيا الزراعية في محافظة ليشو بشمال شرقي الصين “إن طبقات التربة هنا فضفاضة، ويمكن أن تضمن الطريقة الحالية للحراثة زيادة في المحصول بأكثر من 8% على الأقل، لتصل إلى 11 أو 12 طنا لكل هكتار، ويمثل أفضل سجل حققناه”.
تعد المنطقة الشمالية الشرقية للصين، واحدة من المناطق الرئيسية الثلاث للتربة السوداء في العالم، منطقة رئيسية لزراعة الذرة وفول الصويا، لكن انخفاض خصوبة التربة لا يزال يمثل مشكلة. وأدى الإفراط في استخدام الأسمدة إلى تدهور التربة، مما يهدد البيئة الطبيعية وإنتاج الحبوب. وشددت الصين على حماية التربة السوداء، مع تدابير مصممة لضمان الأمن الغذائي للبلاد.
وتم تخصيص تمويل مركزي بقيمة 8.9 مليار يوان (1.39 مليار دولار أمريكي) في العام الجاري لحماية التربة السوداء. ومن المتوقع أنه بحلول عام 2025، ستصل مساحة الحماية لأراضي التربة السوداء في شمال شرقي الصين إلى 9.33 مليون هكتار، ما يمثل حوالي 70% من إجمالي مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في شمال شرقي البلاد.
ولضمان إنتاج مستقر وعال، كثفت الحكومة المركزية جهودها لتنمية الأراضي الزراعية عالية المستوى في العام الجاري، وخصصت 78.8 مليار يوان (12.3 مليار دولار أمريكي) لدعم بناء 6.67 مليون هكتار من الأراضي الزراعية عالية المستوى.
وبحلول نهاية سبتمبر الماضي، تم تنمية 57.7 مليون هكتار من الأراضي الزراعية عالية المستوى على مستوى البلاد، مما أدى إلى زيادة قدرة إنتاج الحبوب بنسبة 10% إلى 20%، وتوفير التكاليف وزيادة الكفاءة بنحو 7500 يوان (1172 دولار أمريكي) للهكتار الواحد.
وسجل إنتاج جميع المواسم الثلاثة، وهي حبوب الصيف والأرز المبكر وحبوب الخريف، نموا كبيرا. وتصل نسبة مساهمة الأصناف المحسنة إلى 45%. وزادت نسبة مساحة القمح الخاص عالي الجودة، والذي يعاني من نقص المعروض في السوق، بمقدار 1.5 نقطة مئوية، وارتفعت نسبة مساحة الأرز المبكر عالي الجودة بمقدار أربع نقاط مئوية.
وفي الوقت الحالي، تجري زراعة القمح الشتوي على قدم وساق في جميع أنحاء الصين، حيث تم الانتهاء من أكثر من 70% من أعمال البذر.
*سي جي تي إن العربية.
