شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/
الأنباط/
يلينا نيدوغينا
تحت عنوان “مُحَافِظ إربد يُطلع السفير الأذري على الفرص الاستثمارية في المُحَافَظَة”، نَشرت “الأنباط” الإلكترونيّة، يوم الإثنين الماضي، الموافق للعشرين من أيلول، خبرًا مُطوَّلًا عن لقاء السيد محافظ إربد، رضوان العتوم، بحضور رئيسي غرفتي صناعة وتجارة إربد، السفير الأذربيجاني لدى الأردن، إيلدار سليموف، الذي أَعْلَمَ السفير على الواقع الاستثماري في المُحَافَظَة، والفرص الواعدة لزيادة أحجام التبادل الاستثماري والتجاري بين الأردن وأذربيجان الشقيقة.
نقرأ في كلمة مُحَافِظ إربد، إشادته بالعُروةِ الوثقَى القويَّة التي تربط البلدين بمختلف المجالات، “خصوصًا السياسية، والثقافية، والعِلمية.. وشَدَّدَ على أهمية تعزيز الروابط بين الدولتين وتطويرها، وفتح الآفاق أمامها، خصوصًا لتوَافُرِ العديد من الاتفاقيات المُبرَمة بينهما في المجالات الاقتصادية والاستثمارية المختلفة”، وبيّن أن محافظة إربد “تتمتع ببيئة جاذبة للاستثمار، وتتوافر فيها مناطق صناعية وتنموية مؤهلة”، ودعا “القطاع الخاص في البلدين للعمل بتشاركية لزيادة حجم الاستثمار المتبادل، خدمةً لأغراض التنمية، وتوليد فرص عمل جديدة”.
جَزَمَ سعادة السفير سليموف في كلمة له نقلها التلفزيون الأردني، أن حكومة أذربيجان “مهتمة بتطوير آفاق التعاضد الاقتصادي والاستثماري مع الأردن في مختلف مكوِّناته الصناعية والتجارية والزراعية والخدمية، مشيرًا إلى زيادة أعداد الطلبة الأذريين الدارسين في المَملكة، إضافةً إلى المستوى المتقدم من التبادل الثقافي المُمَيَّز، وهو ما يجب استثماره لتعزيز وفتح آفاق أوسع للتعاون الاقتصادي”. بالنسبة إلَيَّ كاتبةِ هذه السطور، فأنا أرى شخصيًا بأنه من الضروري كذلك، اليوم قبل يوم غد، الشروع بمباشرة بناء جُسور التبادل والتضافر بهدف التفاعل اليومي بين المناطق الاقتصادية بالذات في أذربيجان والأُردن.
في التطلعات الثنائية لترجمة التمنيات إلى واقائع لتطوير حجم التبادلات المادية والثقافية بين الأردن وأذربيجان الشقيقة، يتطلَّب الأمر البدء فورًا بدعوة وفود تمتلك القُدرات واتخاذ القرارات بهذا الشأن بالاتجاهين، حرصًا على تقليص الزمن اللازم لتوسيع رقعة التبادلات الثنائية، وللبدء دون إبطاء بتحويلها إلى نتائج واقعية. ولهذا، أُثمِّن عاليًا دعوة رئيس غرفة التجارة محمد الشوحة إلى تبادل زيارات رجال الأعمال والمستثمرين في البلدين، كانطلاقة لتطوير الاتصالات الاقتصادية بينهما على نحو يُعزِّزُ تطلعاتهما في هذا المِضمار، ومساندةً للمشتركاتِ السياسية والتاريخية بينهما.
بالطبع، التواصلات السياسية الإيجابية والمُمتازة تاريخيًا التي تربط بين الأردن وأذربيجان، مؤهلة تمامًا للشروع الفوري للقفز خطوات شاسعة إلى الأمام، وننظُرُ إلى وصول فرقة الفنون الشعبية الأذربيجانية إلى المَملكة للمشاركة في فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون، على أنها خطوة رَحبَة هادفة لتعريف الأُردنيين على الثقافة والوقائع الأذربيجانية، ولتقريب ثقافتي بلدينا من بعضهما بهدف صيانة تآخيهما، وهو ما سيَدفعُ بمزيدٍ من اهتمام مجتمعنا المحلي بدولة أذربيجان الشقيقة والمُسلمة، التي هي كالأردن عضو فاعل في “منظمة التعاون الإسلامي”، ذلك أن البلدين يضمنان حرية الأديان والكنائس والمسيحيين وشعائرهم على أرضهما، وبخاصةٍ لحَراَسَة أذربيجان منذ نشأتها القديمة المُوغِلة في التاريخ وصيانتها المتواصلة للمساجدِ والكنائسِ والصوامعِ الألبانية الأقدم والمسيحيين من مختلف الطوائف والنِحَل. وهنا يمكن لنا أيضًا، الدعوة إلى تآزر عَمَّان وباكو في مجال “الحوار بين أتباع الأديان”، ودراسة اقْتِراحنا بنشر مطبوعة خاصة باللغتين العربية والأذرية لترويج التنسيق في هذا المَنحى الهام جدًا، ولتبادل زيارات وأنشطة رجال الدين الإسلامي والمسيحي بينهما، وهو ما سيؤدي إلى توسيع تدريس العربية في المؤسسات التعليمية والثقافية العليا والوسطى وغيرها في أذربيجان، واللغة الأذرية في الأردن، مع الازدياد الحالي المَلحوظ بعددِ الطلبة الأردنيين الدارسين في أذربيجان.
في الأرقام، واستنادًا لِمَا عرضه رئيس غرفة الصناعة هاني أبو حسان، أن حجم الصادرات الأردنية إلى أذربيجان يزيد قليلًا عن مليوني دينار فيما مستورداته منها أقل من نصف مليون دينار، ما يؤشر إلى ضعف واضح في التبادل التجاري والاستثماري بين الطرفين. لذا، نحن نَحتاج إلى مزيدٍ من الجهد التشاركي من القطاعين العام والخاص في كِلتَا العاصمتين، للبحث في فرص واعدة تعزِّز هذا التبادل. ولفت إلى ضرورة البحث في كل المجالات لتفعيل الجَوَامِع الاستثمارية الثنائية، مشيرًا إلى أن أبرز مستوردات الأُردن من اذربيجان تتركز في مادتي السكر والكاكاو”.
تَجدُر الإشارة إلى الفكرة العملية والتي يمكن الشروع بها، والتي تقدَّمَ بها رئيس غرفة الصناعة الدكتور نضال الحاسي، ألا وهي “البناء على علاقات البلدين لزيادة حَجم الفرص الاستثمارية بينهما، وهو محل اهتمام من القطاع الصناعي في محافظة إربد على وجه التحديد”، بينما دعا رئيس غرفة التجارة محمد الشوحة، إلى “تبادل زيارات رجال الأعمال والمُستثمرين “كانطلاقة لتطوير التفعيلات الاقتصادية، ورحّب باستضافة رجال أعمال أذريين والعمل على مساعدتهم في البحث عن الفرص الاستثمارية الواعدة في إربد، وأكد أهمية المشاركة في المَعارض التجارية والصناعية والمؤتمرات الاقتصادية التي تُقامُ في الدولتين”.
مُختصر القول، إن هنالك إرادة سياسية ورغبة اقتصادية وثقافية وفي غيرها من الفضاءات، لتوسيع وتطوير التوافقات بين الأردن وأذربيجان، فهلمّوا إلى ترجمة كل التمنيات إلى حقائق يومية.
*كاتبة وإعلامية أردنية / روسية.