شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية*
بقلم: الدكتور حمزة الفضلي
مساعد الرئيس والمستشار الخاص لرئيس الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين للشؤون الصينية الداخلية. باحث متخصص أُردني في شؤون الصين.
مايجول في خاطري عندما أذكر اذاعة الصين الدولية أشبه بِ رجل مفكّر كان في وقته راعي تلعات العلم، وجامع أشتات الخبر والنظم، رأس الأعلام في زمانه، والمصنفين بحكم أقرانه.
طلعت أخبارها في المشارق والمغارب، طلوع النجم في الغياهب، وأفكارها أشهر المواضع، وأبهر المطالع، وأكثر من أن يستوفيها حدٌّ أو وصف، أو يوفي حقوقها نظم أو رصف.
انها صوت الحق الذي يَعلو ولا يُعلى عليه، لم ترَ العيون مثلها، ولا أنكرت الأعيان فضلها، وكيف تنكّر وهي المزن يحمد بكل لسان، وكيف تستر وهي الشمس التي لا تخفى بكل مكان.
فمذ تأسيس الإذاعة لقسم ناطق بالعربية في الثالث من نوفمبر عام 1957، وهي تعيش في أذهاننا وتسكن وسط أحضاننا، فهي فريدة دهرها، وقريعة عصرها، ولها نشاطات في العِلم والأدب، يَشهد لها جميع العالم بأعلى الرتب.
بعكس المآرب الزائفة والأجندات الهارفة التي تتشدق بها وسائل الإعلام الحاقدة ذات نيران الكراهية الواقدة، فقد جاءت إذاعة الصين الدولية لإحراز الفضائل، ولاحتواء المروءة والكمائل ولم سائر أنواع المناقب ومستفيدة من كل خبر ثاقب، كالينبوع للماء والزند للنار.
ان ولو لم يكن في الإحاطة بخصائصها والوقوف على مجاريها ومصارفها والتبحر في جلائها ودقائقها، إلا قوة اليقين في معرفة إعجاز إذاعة الصين، وزيادة البصيرة في إثبات قريحتها، فهي شجرة باسقة كفي جمهورها بَحْسُنُ أثرها، وبطيب ثمرها، فكيف وهي أهم إذاعة قد خصوها قادة الصين بكل إهتمام مطنب، يُكِلُّ أقلام الكتبة ويتعب أنامل الحسبة من وصفها وتعداد حسناتها .
ولِما شرّفها القادة الصينيين وعظَّمها، ورفع خطرها وكرَّمها، وجعلوها لسانَ ينطق بـِ 65 لغة، وخلفائها كالنقباء في البطحاء، نشاهد اليوم طاقم الإذاعة قد تركوا في خدمتها الشهوات وجابوا الفلوات ونادموا لاقتنائها الدفاتر وسامروا القماطر والمحابر، وكدّوا في حصر لغاتها طباعهم، وأشهروا في تقييد شواردها أجفانهم وأجالوا في نظم قلائدها أفكارهم، وأنفقوا على تخليد أخبارهم أعمارهم، فعظمت الفائدة وعمَّت المصلحة وتوفّرت العائدة لجميع العالم ومحبين هذه الإذاعة فأنني دائما اردد و أنشد:
هيهات لا يأتي الزمان بمثلك * إن الزمان بمثلك لَبَخيلُ.
وصف جميل تستحقه إذاعة الصين الدولية الناطقة باللغة العربية لمكانتها الكبيرة لدى مستمعيها ومتابعيها… كل التحايا لكاتبنا الكبير ولاذاعة الصين الدولية .