و تطرق متدخلون من أساتذة جامعيين وأدباء خلال أشغال الملتقى الذي نظم في افتتاح الطبعة الرابعة للمهرجان الثقافي للكتب و الأدب و الشعر إلى جوانب من البعد الوطني والديني التي يتميز بها شعر الأديب الراحل السائحي، ودوره من خلال أعماله الشعرية في نشر الوعي التحرري في المجتمعات العربية.
و في هذا الجانب تطرف المحاضر رابح دوب من جامعة الأمير عبد القادر (قسنطينة) إلى دور كتابات الشاعر و الإعلامي السائحي في نشر الوعي التحرري في المجتمعات العربية، وكيف صنع من الشعر رسالة من أجل التحرر و البناء الوطني.
كما استعرض المتدخل جوانب من النشاط العلمي و الفكري للشاعر الراحل في المهجر رفقة مجموعة من المهاجرين و دوره في زرع القيم الأخلاقية و التربوية لدى النشئ حيث يعتبر الأديب الراحل رائد أدب الطفل بالجزائر، وأيضا دعمه للمرأة و تشجيعها للكتابة و الشعر وفرض وجودها في الساحة الأدبية.
و من جهتها، تناولت الجامعية، مريم جبر فريحات، من الأردن في مداخلتها بعنوان “محمد الأخضر السائحي بين الريادة و الإبداع و الإلتزام في سيرته و شعره”، مكانته و ريادته في وطنه و إيمانه بدور الكلمة والقصيدة خاصة في التعبير عن هموم مجتمعه وأمته.
و تتواصل الأنشطة الأكاديمية المبرمجة ضمن فعاليات المهرجان التي تحتضنها المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية الشهيد التيجاني محمد، بتناول ثلة من الأدباء و الشعراء و الروائيين من الجزائر وخارجها ضمن ندوات ثقافية عديد القضايا الأدبية من بينها ذات الصلة بالنص الشعري الموجه للأطفال و حول الأدب الساخر وكذا الواقعية و الإلتزام و القيم الإجتماعية، بالإضافة إلى قراءات شعرية.
و يأتي تنظيم هذا المهرجان (27-29 ديسمبر) تحت شعار “ذاكرة المجد في أحضان الأدب” بعد غياب لفترة طويلة بسبب تفشي جائحة كورونا، ويهدف إلى إبراز دور الأدباء و المثقفين في الحفاظ على الثوابت الوطنية وإعادة الإعتبار لشخصيات ثقافية وأدبية ساهمت في إثراء المشهد الثقافي الوطني، كما أوضح محافظ المهرجان العيد جلولي.
و خصصت هذه الطبعة التي تنظم في إطار الإحتفالات بستينية الإستقلال لأدب الشاعر الراحل محمد الأخضر السائحي (1918-2005) تكريما لهذا الأديب الكبير الذي ساهم في إثراء الساحة الثقافية الوطنية.
ويقام على هامش هذه الفعاليات معرض الكتاب بمشاركة ثلاثين دور نشر من عديد ولايات الوطن، والتي تعرض عديد الإصدارات الأدبية والعناوين في شتى مجالات العلوم والمعرفة، حسب المنظمين.