CGTN العربية/
تعقد قمة الصحة العالمية الثالثة عشر تحت عنوان “دروس من فيروس كورونا الجديد” في مدينة برلين الألمانية. وفي خطابه في حفل الافتتاح، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس “قومية اللقاحات” وتخزين اللقاحات، ودعا إلى التوزيع الرشيد للقاحات.
الموقع الرسمي لقمة الصحة العالمية
لم تتسبب الولايات المتحدة التي تمتلك التكنولوجيا الطبية الرائدة عالميا وقدرات البحث والتطوير في مجال إنتاج اللقاحات في حدوث مأساة لأكثر من 45.52 مليون حالة مؤكدة و730 ألف حالة وفاة في البلاد فحسب، بل مارست “قومية اللقاحات” خارجيًا أيضًا، الأمر الذي أعاق بشكل خطير التعاون العالمي لمكافحة الوباء.
صورة من الحساب الرسمي لمنظمة الصحة العالمية على إحدى مواقع التواصل الاجتماعي
لم يتم السيطرة على الوباء في الولايات المتحدة لفترة طويلة، بسبب عدم الرضا عن تدابير مكافحة الأوبئة، ما أثار غضب بعض الأمريكيين من العاملين في القطاع الصحي.
ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية مؤخرًا أن أكثر من نصف الولايات الأمريكية قد أدخلت لوائح جديدة لتقييد إجراءات الصحة العامة، بما في ذلك العزل والتطعيم وارتداء الكمامات. تعتقد التقارير أن هذا يضع الصحة العامة في الولايات المتحدة في أزمة.
صحيفة الجارديان البريطانية
أظهر تقرير التحقيق الذي نشرته صحيفة ((نيويورك تايمز)) مؤخرًا أن خروج الموظفين من وكالات الصحة العامة من المهنة في جميع أنحاء الولايات المتحدة أمر مروع، حيث ترك أكثر من 500 من كبار مسؤولي الصحة وظائفهم في الأشهر التسعة عشر الماضية. كثير من المواطنين مرهقون والمعنويات منخفضة، ويرجع ذلك أساسًا إلى عدم كفاية القوى العاملة وساعات العمل الطويلة، فضلاً عن التهديدات الصادرة من الأشخاص غير الراضين عن تدابير الوقاية من الوباء.
“قومية اللقاح”
عندما يتعلق الأمر بالأنانية، فليس من الصعب التفكير فيما تفعله الولايات المتحدة في مجال تخزين اللقاحات.
أفاد عدد من وسائل الإعلام الأمريكية أنه في الأشهر الأخيرة، اكتشف مسؤولو الصحة ومسؤولو المستشفيات في جنوب كاليفورنيا أن العديد من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا الجديد تقترب من تاريخ انتهاء صلاحيتها، كما انخفض الطلب المحلي على اللقاحات. نتيجة لذلك، استعدت مجموعة في مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا للتبرع بآلاف اللقاحات للمكسيك، حيث تزداد حدة الوباء. ومع ذلك، تم عرقلة هذا النهج من قبل فريق عمل اللقاحات بالبيت الأبيض، مما أدى إلى التخلي عن هذه اللقاحات في النهاية.
صحيفة واشنطن بوست
حدثت مواقف مماثلة ليس فقط في كاليفورنيا، ولكن أيضًا في أجزاء كثيرة من الولايات المتحدة.
حيث نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا بعنوان “الطلب العالمي مستمر، الولايات المتحدة تخلصت من ملايين الجرعات من لقاحات مضادة لفيروس كورونا الجديد” مؤخرا. وفقًا للتقرير، تظهر بيانات من المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) أنه بداية من شهر مارس إلى سبتمبر من هذا العام، تخلت الولايات المتحدة عن 15 مليون جرعة على الأقل من لقاح فيروس كورونا الجديد.
مجلة ((نيويوركر))
قال كريشنا أوداياكومار، مدير مركز الابتكار في مجال الصحة العالمية بجامعة ديوك الأمريكية في مجلة ((نيويوركر)) إن “قومية اللقاحات” في الولايات المتحدة تمثل “تهديدًا للأمن القومي”، وإلى حد كبير تعد ” قضية أنانية “. وأضاف: “علينا إخراج كل ما يتجاوز احتياجاتنا الحالية والتأكد من توصيله إلى الأماكن التي تحتاج إليها في العالم”..