الجزائر-جريدة الشروق/
بقلم: إلهام علييف القائم بأعمال سفارة أذربيجان بالجزائر
يحتفل الشعب الأذربيجاني يوم 28 ماي من كل عام بالعيد الوطني لجمهورية أذربيجان، وذلك لأنه قد تم اعلان الجمهورية الأذربيجانية الديمقراطية كأولى الجمهوريات الديمقراطية في الشرق، فى مثل هذا اليوم من عام 1918، حيث قامت هذه الجمهورية لمدة 23 شهراً فقط.
خلال 70 سنة كانت أذربيجان إحدى الجمهوريات السوفيتية السابقة، أعلنت عن إعادة استقلالها في عام 1991، استطاعت خلال فترة وجيزة فى تحقيق الكثير من الإنجازات في مختلف مجالات الحياة السياسية، والاقتصادية والاجتماعية، وأصبحت بلدا متقدما يتمتع بمكانة عالية دوليا، تتميز بتطورها السريع وهذا ما ساهم في انتعاش اقتصاد الوطن، وانخفاض نسبة البطالة من 56 بالمئة إلى 06 بالمئة في مدة قياسية تقدر بـ17 سنة.
تلعب أذربيجان دورا هاما محوريا في تنفيذ المشاريع الاقتصادية الكبرى ذات الأهمية الدولية، وفي عام 2013 تم إطلاق أول قمر صناعي أذربيجاني إلى الفضاء الكوني.
لن ينسى الشعب الأذربيجاني الدور المحوري لزعيمه القومي حيدر علييف في تأسيس أذربيجان المعاصرة المزهرة والقوية، والذي يعد واحدا من السياسيين البارزين ليس فقط للاتحاد السوفيتي السابق، بل للعالم كله، كان من أهم قياديي الحكومة السوفيتية السابقة، انتخب في عام 1993 رئيسا لجمهورية أذربيجان لمدة خمس سنوات، نتيجة انتخابات حرة مباشرة تلاها انتخابه لفترة رئاسية اخرى.
كان حيدر علييف يؤمن بانتماء أذربيجان إلى العالم الإسلامي، وسعى إلى تعزيز العلاقات بين أذربيجان ومنظمة التعاون الإسلامي، كلمته التي ألقاها أمام القمة الاسلامية المنعقدة في الدار البيضاء عام 1994 لفت الأنظار إلى قضايا العالم الإسلامي، حيث أشار إلى ضرورة التضامن والوحدة بين بلدان العالم الإسلامي، وبذل جهودا لتوسيع العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين جمهورية أذربيجان والدول العربية والإسلامية.
يواصل الرئيس الحالي لجمهورية أذربيجان السيد إلهام علييف سياسة والده حيدر علييف الحكيمة بنجاح كبير، حيث يتم تنفيذ المنجزات الجديدة التي تخدم مصلحة البلد والشعب، وذلك بقيادته الحكيمة، ويثق الشعب الأذربيجاني برئيسه ثقة تامة.
والعالم شهد مؤخرا الأحداث العدوانية التي قامت بها القوات المسلحة لأرمينيا في 27 سبتمبر 2020، واستهدفت السكان المدنيين والمنازل الخاصة والبنية التحتية المدنية في أذربيجان بطريقة مدروسة وواسعة النطاق ومنهجية، وأطلق الجيش الأذربيجاني عملية لتحرير أراضيه المحتلة في إقليم “قره باغ”.
كان هذا العدوان جريمة حرب عظيمة، انتهك بشكل صارخ كل التزاماته بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف لعام 1949، وبروتوكولاته الإضافية.
وبعد معارك ضارية استمرت 44 يوما، تم توقيع البيان الثلاثي في 10 نوفمبر 2020، بين روسيا وأذربيجان وأرمينيا حول وقف إطلاق النار، والذي يحتوي على استسلام أرمينيا، واحترام السيادة والوحدة الترابية لجمهورية أذربيجان المعترف بها دوليا، حيث احتلت أرمينيا الأراضي الأذربيجانية في بداية التسعينيات عند استقلال أذربيجان الفتية، واستمر هذا الاحتلال حوالي 30 سنة، رغم قرارات الأمم المتحدة، وغيرها من المنظمات الدولية بخصوص الانسحاب الفوري للقوات المسلحة لأرمينيا من هذه الأراضي الأذربيجانية.
الفظائع التي ارتكبتها أرمينيا في أراضي أذربيجان واضحة، دمرت بشكل وحشي ومتعمد كل التراث الديني والثقافي والتاريخي إلى جانب البنايات السكنية والاجتماعية، والبنية التحتية لهذه المناطق، بما فيه تهديم المساجد والمقابر بطرق مجردة من الإنسانية، وتحويلها لزريبة للخنازير.
حاليا، تجري أعمال إعادة إعمار ضخمة في هذه المناطق المسترجعة، بما في ذلك إنشاء البنية التحتية من الطرق الجديدة والمطارات والمحطات الكهربائية وغيرها، وترميم التراث التاريخي والثقافي والديني، الذي دمر خلال عقود من الاحتلال الأرميني.
يتم ترميم المساجد والآثار التاريخية والأضرحة والمتاحف المنزلية وكذلك كنيسة غازانشي كجزء من أعمال إعادة الإعمار واسعة النطاق في شوشا، مع احترام الطراز المعماري الأصلي من أجل استعادة الصورة التاريخية لشوشا.
أرسى الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف والسيدة الأولى مهربان علييف في 12 ماي 2021 حجر الأساس لمسجد جديد في مدينة شوشا، وسينجز المسجد في أعلى نقطة في شوشا للسيطرة على منظر المدينة.
للأسف الشديد، أرمينيا وبعض القوى الأجنبية الداعمة لها غير قادرة على قبول النصر العادل لأذربيجان في الحرب الوطنية، حيث تواصل حملاتها الكاذبة التي لا أساس لها، ضد جمهورية أذربيجان.
الاحتفال بالعيد الوطني في جمهورية اذربيجان لهذه السنة مشهود، لأنه يتميز بفخر وشرف كل الشعب الأذربيجاني لاستعادة وحدة الأراضي الترابية، والسيادة لجمهوريتهم المعترف بها دوليا