شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بقلم: أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي- كاتب ومحلل سياسي*
قادة أمريكا وأوروبا مصابون بمرض الكذب الإبداعي وأوهام بقاء هيمنتهم على المنطقة والعالم….
وهو مرض نفسي خطير جدا يصاب به الإنسان إما بالوراثة وإما يتم تناقله من خلال البيئة والمجمتع الذي يعيش به ذلك الإنسان، وفي هذه الأسطر لا نريد أن نخوض كثيرا بهذا المرض لأنه يحوي الكثير من الأمور، لكن لكشف حقيقة قادة أمريكا وأوروبا أمام شعوبهم وشعوب العالم وبالذات شعوب وقادة منطقتنا الذين ما زالوا يسيرون وراء الأكاذيب الأمريكية خاصة والغربية عامة ويراهنون على تلك الدول التي بنيت على الأكاذيب والأحلام الهستيرية والنبؤءات التلمودية المزورة الكاذبة والتي هي من فكر إنسان مصاب بمرض واوهام الكذب الإبداعي….
فأمريكا خاصة والغرب عامة بنى كل إمبراطورياته العظمى على الأكاذيب ليحققوا خططهم الإستراتيجية الممنهجة على شعوب الأرض كافة، ففتنهم بين الشعوب بنيت على آكاذيب وحروبهم بنيت على آكاذيب وإحتلالهم كذلك وللأسف الشديد أن شعوبنا وقادتنا كانوا وما زالوا يصدقون تلك الأكاذيب فسياسة أمريكا والغرب الصهيوني برمته إكذب ثم إكذب ثم إكذب حتى يصدقوا أنفسهم وينشرون كذبهم على العالم بأدلة كاذبة ومزورة حتى يصدقهم بعض ذلك العالم الغبي…
فما جرى في خط نورد ستريم من تفجير قبل عدة أشهر هو معروف لدى الجميع بأنه خطه مدروسة وممنهجة من قبل أجهزة إستخبارات أمريكية أوروبية مشتركة، وروسيا منذ البداية طالبت الأمم المتحدة بالمشاركة مع دول أخرى في التحقيقات الغربية لمعرفة الحقيقة الكاملة وكشف الفاعلين لكن لم تجد آذان صاغية، وهدف أمريكا والغرب عامة منذ التخطيط للتفجير كان لإتهام روسيا بالتفجير وكان الإتهام جاهزا منذ اللحظات الأولى من التفجير إلى روسيا لتشويه صورة روسيا أمام شعوب أوروبا كافة، ولتلجأ أوروبا إلى تغيير مصادر الطاقة وتأخذها من أمريكا ودول أخرى حليفة لأمريكا، ولكن روسيا نفت أية علاقة لها بالتفجير لأنه مصدر من مصادر الربح المالي لروسيا فكيف تقوم بتفجير ذلك الأنبوب الذي يدر على خزينتها المليارات من الأموال من دول أوروبا وطالبت بمجلس الأمن من إجراء تحقيق مستقل وبمشاركة روسيا ودول أخرى كالصين وغيرها لكن الفيتو الأمريكي الغربي كان جاهزا….
وبعد عدة أشهر من الحادث لم تظهر نتائج التحقيقات أمام روسيا والعالم لأن قادة أمريكا وأوروبا وأجهزة إستخباراتهم يعلمون جيدا أنهم الفاعلون، وكانت هناك تصريحات كثيرة وتقارير صحفية تؤكد تورط أمريكا وألمانيا وبريطانيا وأوكرانيا بتلك العملية ولكن لم يأخذ أحدا بها وبقيت الأمور كما هي إلى أن صدر تصريح أو تقرير الكاتب الصحفي الأمريكي الكبير سيمون هيرش والذي أكد بأن أمريكا وبعض الدول الأوروبية هي من فجر ذلك الإنبوب نورد ستريم وهو قال الحقيقة ومن مصادر أمريكية كبرى قد تكون من قادة الحزب الجمهوري، وهو أكد بذلك تصريحات القادة الروس عن تورط أمريكا وبعض الدول الأوروبية بذلك التفجير، وقد تعرض سيمون هيرش لهجمة شرسة وإتهامات له بأنه خرف من الصحافة الغربية وتلك الهجمة والإتهامات كانت منسقة بين كل أجهزة المخابرات الأمريكية والأوروبية وصحافتهم الكاذبة، وبعد عدة أسابيع من تقرير الكاتب سيمون هيرش قامت أمريكا وأوروبا بنسج روايات هوليودية كاذبة وأعدوا سيناريو كاذب غير مكتمل لا يصدقه إلا الأغبياء أو أتباع أمريكا ونشرت الصحافة الملونة تقارير أمريكية غربية عن تفجير نورد ستريم وهي قصص وروايات هوليودية من أجهزة المخابرات الأمريكية والألمانية بالذات وبعض الدول الغربية حتى لا تقوم الشعوب الأوروبية على قادتهم الذين تآمروا مع أمريكا على مصادر الطاقة التي هم بأمس الحاجة لها في هذه الأجواء الباردة، وحتى لا تطالبهم روسيا والشركات الروسية الأخرى بدفع تعويضات كبرى عن ذلك التفجير وكمية الغاز الذي ذهب هدرا في المياه…
هذه هي أمريكا واوروبا دولا تحمل عقلية العصابات واللصوص والشياطين يخططون وينفذون وعندما تكشف حقيقة أفعالهم الشيطانية أمام شعوبهم والعالم يعملون ليلا ونهارا للتنصل من جريمتهم ويخترعون قصصا وهمية ممنهجة ويتهمون غيرهم دون تحديد لأسمائهم وصفاتهم ولأية جهة تابعون فهل أربعة رجال وإمراءة أوكرانيين أشخاص عاديين قاموا بهذا العمل لوحدهم ودون علم من المسؤولين في أمريكا وأوروبا وأوكرانيا وكيف إستطاعوا عمل ذلك التفجير والذي يحتاج لخبرات وفنيبن ومهندسين وغيرهم، وقادة أمريكا والغرب يتبادلون الأدوار بينهم فمنهم من يطلب التأني لحين ظهور نتائج التحقيقات كمسؤلين ألمانيا وأمريكا رأس الأفعى تقول أنها غير متأكدة من هذه التقارير وكانها ليست هي وإستخباراتها وبالتنسيق مع دول غربية أخرى إرتكبوا تلك الجريمة بحق شعوب أوروبا، وما نشر في صحافتهم من تقارير كاذبة وقصص خيالية جاءت في هذا الوقت لتشتيت الرأي العام الأوروبي والأمريكي والعالمي حتى لا يعرف من هو الفاعل الحقيقي، وللتنصل من جريمتهم التي أرتكبت بحق شعوب أوروبا ولإبعاد التهمة عنهم وإلصاقها بعدة أشخاص عاديين سوف يجندونهم ليظهروا أمام العالم عبر قنواتهم الإعلامية الكاذبة ويعترفوا كذبا بأنهم هم الفاعلون دون علم أحد وقد يطلقون عليهم إسم مجموعة إرهابية جديدة حتى تصدق شعوبهم وشعوب العالم أكاذيبهم الإبداعية والتي أصبحت مكشوفة لدى شعوب العالم وبالذات شعوب منطقتنا….
وروسيا وقادتها وأجهزة إستخباراتها وكل أجهزة إستخبارات العالم يعلمون جيدا بأن الفاعلين هم قادة أمريكا لانهم المستفيدون الوحيدون وبعض قادة أوروبا يعلمون لكنهم يدبلجون قصصا وهمية لإقناع دول العالم وشعوبها بأكاذيبهم والتي يعرفها الجميع كعملية تفجير البرجيين العالميين في أمريكا والتي كان مخطط لها ليجدوا مبررا لتنفيذ خططهم الهستيرية بإحتلال سبعة دول عربية وإسلامية ونهب خيراتها وسرقة نفطها وكل ثرواتها، فبدأت خططهم بإحتلال أفغانستان ومن ثم أسلحة الدمار الشامل الكاذبة في العراق لإحتلاله ونهب خيراته النفطية وأمواله بالمليارات وذهبه بآلاف الأطنان من البنك المركزي العراقي، ولولا أن ثبت الله المقاومة العراقية والتي لقنتهم دروسا في المقاومة لما هزموا وتحرر العراق منهم وإنسحبوا من العراق ولولا مقاومة الأفغان جميعهم لما إنسحبوا من أفغانستان مذلولين مهزوميين هاربيين كاللصوص، ولولا قوة الشعب العراقي البطل ومقاوميه وثبات الدول التي دعمت المقاومة العراقية كإيران وسورية لبقي الإحتلال الأمريكي الناتوي إلى يومنا الحالي، ولتمدد إستعمارهم الجديد وإحتلالهم للدول السبعة أو الثمانية التي كانوا يخططون لإحتلالها في منطقتنا وهي من دولنا العربية والإسلامية لكن خططهم ومشاريعهم فشلت…
وبعدها جاءت أكاذيبهم وفتنهم الطائفية وربيعهم الدموي والفوضى الخلاقة بعشرية النار عبر عصاباتهم الداعشية وبكل مسمياتها وأدواتهم التنفيذية الأخرى بكل أنواعها وألوانها وهزمت كل مشاريعهم ورميت في مزابل التاريخ العربي والإسلامي بالرغم من أننا ما زلنا نعاني من آثارها لغاية يومنا الحالي وما زال الأمريكان يحاولون تثبيت قواعد لهم في العراق وسورية إلا أن الأيام والأشهر القادمة سيتم إنسحابهم وهزيمتهم رغما عن أنوفهم من ضربات المقاومة العراقية والسورية والإتفاق الروسي السوري الإيراني التركي القادم لإنهاء الملف السوري وحل الأزمة برمتها سيكون صفعة قوية لأمريكا وستنتصر سورية النصر النهائي وهو نصر لكل الأمة، وروسيا وقادتها يسيرون لتحقيق النصر على أمريكا وحلفها الناتوي في أوكرانيا وستحرر باخموت وبعدها إذا لم يعلن الغرب الصهيوني وأدواتهم زيلنسكي وحاشيته هزيمتهم فإن أوكرانيا كاملة ستعود روسية أبى من أبى وقبل من قبل…
والمتغيرات الدولية قادمة والقطب الواحد إنتهى وأمريكا تعلم ذلك لكنها ما زالت تعيش في أكاذيبها الإبداعية ظنا منها أنها قد تعيد هيمنتها على المنطقة والعالم بأكاذيب إبداعية جديدة هنا وهناك لكن تلك الأكاذيب كشفت حتى أمام شعوبها وكل شعوب الغرب،
وهنا أقول لقادة الأمة العربية والإسلامية أن لا يراهنوا على هؤلاء الكاذبين الأمريكان والأوروبيين لأن الرهان عليهم خاسر، ويجب أن يلحقوا بمحور روسيا والصين وأمريكا الجنوبية وإيران وسورية والعراق واليمن وكل محور المقاومة العربي والإسلامي والعالمي والذي ستحكم أقطابه المتعددة المنطقة والعالم في المتغيرات الدولية القادمة….
*كاتب المقالة صديق للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين، وصديق قديم ومقرب من رئيس الاتحاد الدولي.
*ملاحظة المحرر: تعبر المقالة عن وجهة النظر الشخصية للكاتب ولا تعكس بالضرورة رأي شبكة طريق الحرير الإخبارية.