واعتبر المتدخلون من مجاهدين وأساتذة مختصين في التاريخ الوطني في هذه الندوة التي نظمها المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة 1 نوفمبر 1954 بإشراف من وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، أن مجزرة ساقية سيدي يوسف التي وقعت يوم 8 فبراير 1958 هي محطة تعكس قيم التضحية والنضال المشترك حيث امتزج فيها الدم التونسي بالدم الجزائري وستظل احداثها محطة خالدة عبر التاريخ وعنوانا للأخوة والتضامن الفعال وفرصة للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية تخدم الشعبين.
وأكد الامين العام لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أن أحداث ساقية سيدي يوسف تعد “محطة جوهرية نستحضر من خلالها فصلا من فصول الصمود والتلاحم والاخوة الصادقة بين الشعبين الشقيقين الجزائري والتونسي”، معتبرا أن المجزرة بمثابة “عملية انتقامية يائسة من الجيش الفرنسي أمام شجاعة وإقدام المجاهدين الذين أعطوا دروسا للمستدمر الفرنسي بفضل عبقرية التنظيم وحنكة التنسيق في الكفاح والتضحية”.
وأشار ذات المصدر الى أن هذه الاحداث كانت “عربون النضال المشترك حيث امتزجت دماء الأبرياء من الشعبين لتساهم في تجديد المحبة والتضامن و التعاون والتآزر ووحدة الكفاح المشترك بين الشعبين” الجزائري و التونسي، مشيرا الى أن هذه الاحداث “غيرت كل المجريات وسمحت بتنسيق الجهود بين الشعوب المغاربية كما أفرزت تداعيات داخلية وخارجية على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والدبلوماسية”.
وفي معرض تناوله لدلالات هذه الذكرى، دعا السيد ربيقة الجيل الجديد الى “استلهام الدروس التي جسدتها الاحداث وهي التاريخ والمصير الواحد”، مبرزا أنه “من الواجب علينا الحفاظ على تاريخ النضال المشترك خاصة أمام التحديات التي يشهدها محيطنا الإقليمي الذي يملك من القدرات ما يؤهله لتحقيق مزيد من التكامل والارتقاء بعلاقة البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة وذلك استجابة للإرادة الطيبة لقادة البلدين لكسب رهانات المرحلة لاسيما على مستويات تحقيق التنمية والازدهار والأمن والاستقرار والتصدي بكل حزم لآفة الإرهاب العابر للحدود”.
حقيقة ذكرى خالدة وعزيزة على الشعبين وقد تجلى فيها التلاحم بين شعبين شقيقين لمجابهة استدمار غاشم مغتصب ارتكب جرائم كبيرة ضد شعب اعزل ومن بين هذه الجرائم هذه المجزرة مجزرة ساقية سيدي يوسف اين اختلط دم الاشقاء الشعب التونسي والشعب الجزائري …. المجد والخلود للشهداء وتحيا الاخوة الجزائرية التونسية