CGTN العربية/
قرية شيا ما لينغ بمحافظة منتوقو، هي قرية نائية تبعد عن وسط مدينة بكين بأكثر من 70 كم، يندرج أكثر من ثلث الأسر بها تحت فئة محدودي الدخل. في أبريل من عام 2019، تم تعيين جيان باو جيانغ كأمين لجنة الحزب للقرية، ليبدأ الوضع في القرى الفقيرة المحيطة يتغير يوما تلو الآخر.
يعد جيان باو جيانغ واحد من الكوادر التي تتمتع بالكثير من الخبرات، فأحوال قرية شيا ما لينغ المتردية وفقرها جعله يشعر بمسؤولية كبيرة، لذلك، بدأ في رسم خطة لمساعدة القرية على التخلص من الفقر ولتحسين حياة القرويين، وخلال تنفيذ تلك الخطة، قام بالعديد من الإسهامات.
“خبير التفاح” الذي قاد القرويين للتخلص من الفقر
تعد زراعة أشجار التفاح أحد أهم مصادر الدخل في قرية شيا ما لينغ، على الرغم من جودة محاصيل التفاح إلا أنها لا يتم بيعها بأسعار مناسبة نظرا لموقع القرية النائي وقلة وعي القرويين.
بعدما عرف جيان هذا الموقف، عمل على التواصل مع شركات تجارة الفواكه وقاد سيارته الخاصة ومعه حمولة من محصول التفاح لنقلها إلى أسواق الفاكهة الرئيسية في بكين من أجل “التسويق” لها، كان يقطع مسافة تتجاوز الـ30 ألف كم في كل موسم لبيع المحصول … وبفضل جهوده بلغت مبيعات محصول التفاح الإجمالية في القرية في عام 2019 ما يقرب من 300000 يوان، بزيادة قدرها 400% عن عام 2018، ومنذ ذلك الحين، أطلق عليه القرويون لقب الأمين “خبير التفاح”.
أمين عام “بقلب كبير” يهتم بشتى التفاصيل
كان هناك أسرة في القرية تعاني من سوء الأحوال المعيشية، فأضطر الأبن الذي التحق بالجامعة العمل كنادل في إحدى المطاعم لكسب بعض المال لسداد الرسوم الدراسية، بعد أن عرف الأمين جيان ظروف هذه الأسرة، تقدم على الفور بطلب لإعطائهم معونة 5000 يوان من صندوق الإعانات الخاص بالقرية، ما ساعد في تحسين معيشة هذه الأسرة بشكل كبير.
هذا العام، شعر الأمين جيان بأنه يجب عليه بذل المزيد بسبب تفشي الوباء، فظل مرابطا في الجبهة الأمامية للوقاية والسيطرة على الوباء، حيث طبع اللافتات الارشادية والتوعوية على نفقته الخاصة، ونشرها في ربوع القرية. بالإضافة إلى ذلك، كان القرية تفتقر نسبيا إلى المواد الواقية في فترة بداية تفشي الوباء، حيث كان العديد من القرويين ليس لديهم كمامات ليرتدوها، فقام الأمين جيان بتوزيع كمامات على القرويين، كما قدم مساعدات للمزارعين الذين تم وضعهم تحت الحجر الصحي لمدة 14 يوما وفقا للوائح، فلم تكن تلك المساعدات تقتصر على شراء الوجبات الغذائية لهم ولكنه كان أيضا يطمئن عليهم هاتفيا بشكل شبه يومي، لذلك أطلق عليه الجميع الأمين العام صاحب “القلب الكبير”.
يسعى جاهدا لرفع مستوى معيشة القرويين
بينما كان جيان يساعد القرويين على التخلص من الفقر، حاول أيضا بذل قصارى جهده للحصول على المزيد من المزايا للقرويين، حيث عمل على نقل صورة حية لوضع القرية إلى الوحدات الإدارية ذات المستوى الأعلى والقادة المعنيين، وطرح خططا تفصيلية لتنميتها، آملا مساهمة المنظمات الاجتماعية لإنشاء صندوق خاص لتخفيف حدة الفقر لحل الصعوبات المعيشية التي يعاني منها القرويين.
وقد لاقت مقترحاته ترحيب من القادة المعنيين، حيث وقعت ثلاث منظمات اجتماعية اتفاقيات لمساعدة قرية شيا ما لينغ، وتم إنشاء صندوق خاص لتخفيف حدة الفقر في القرية بقيمة مليون يوان، ومن المخطط بناء دار لرعاية المسنين ومستشفى عام ومراكز للرعاية الصحية في القرية، بالإضافة إلى ذلك، يتم توزيع معونات عينية بشكل منتظم في كل عيد على أهل القرية، كما يحصل المسنون والأطفال على إعانات مادية، ما جعل القرويين يشعرون بالسعادة والامتنان، ويقولون أنه الأمين العام الذي غير معيشتنا للأفضل.
خلال أكثر من عام بعد توليه منصب الأمين بالقرية، عمل على إدخال 1.25 مليون يوان للقرية، ونظم العديد من الأنشطة والزيارات للقرويين، ووزع معونات لأسر المتوفيين بلغ مجموعها أكثر من 170 ألف يوان، بينما ساعد الكثير من الأسر على التخلص من الفقر، كما نجح في رفع مستوى معيشة الكثير منهم، وفي عام 2019، منحه قسم التنظيم في لجنة الحزب بمدينة بكين لقب “الأمين العام المتميز على مستوى القرى في بكين”.