شبكة طريق الحرير الاخبارية/
بقلم: عبد القادر خليل- مدير تحرير شبكة طريق الحرير الإخبارية
في جولة استطلاعية لوفد ظم عددا كبيرا من الصحفيين والإعلاميين والكُتاب والحقوقيين والمدونين والمؤثرين الإجتماعيين إلى جمهورية أذربيجان، في فبراير 2022، للوقوف على ما خلفه المحتل الأرميني الغاشم من مجازر تفوق الخيال والوصف في حق الشعب الأذربيجاني وخاصة أهالي خوجالي، وكذا الدمار الوحشي للبنية التحتية وتدنيس المعالم الدينية والثقافية، وحتى المقابر لم تسلم من التنكيل والهدم، بعيدا عن القيم الإنسانية، ارتكبت في منطقة قره باغ الأذربيجانية التي احتلها الأرمن غصبا غداة انهيار الاتحاد السوفياتي، والتي بقيت تحت وطأة الاحتلال الغاشم على مدى ثلاثين عاما.
لكن وبفضل صلابة وجأش الجيش الأذربيجاني بقيادة القائد الفذ الرئيس إلهام علييف تم تحرير منطقة قره باغ واعادة أراضيها للوطن الأم، خلال معركة حاسمة دامت 44 يوما، ذكراها ستبقى خالدة في سجل التاريخ ومحفورة في ذاكرة كل مواطن أذربيجاني.
ففي مشهد موثر ، يُدمِع العيونَ، التقينا ببعض أهالي ضحايا مجزرة خوجالى، ممن كانوا شواهد على ما ارتكبه العدوان الأرميني، الذين لا يزالون تحت أثر صدمة المأساة التي عايشوها منذ ثلاثين سنة.
في ليلة 26 فبراير 1992، ارتكب الجيش الأرميني جريمة بشعة في حق المواطنين الاذربيجانيين الأبرياء، بل في حق البشرية جمعاء، كان ضحيتها أهالي مدينة خوجالى الأذربيجانية، أعمالا تأنف الوحوش نفسها ارتكابها، اعتداءات إجرامية دامية بلا رأفة بكل وحشية.
لقد هاجمت قوات الجيش الأرمني والوحدة العسكرية السوفييتية سكلن خوجالى و قتلت بكل وحشية وبدم بارد، جميع الأشخاص الذين لم يتمكنوا من مغادرة خوجالي والمناطق المحيطة بها.
وأسفر ذلك عن مقتل 613 شخصًا من بينهم 106 نساء و 63 طفلاً و 70 مسناً ، واحتجاز 1275 شخصًا كرهائن ، ولا يزال مصير 150 شخصًا مجهولاً. وخلال المأساة ، أصيب 487 من سكان خوجالي بإعاقة ، بينهم 76 قاصرا ، ودمرت 6 عائلات تماما ، وفقد 26 طفلا والديهم و 130 طفلا فقدوا أحد والديهم. من بين القتلى ، قُتل 56 منهم بوحشية ، وقطع رؤوسهم ، واقتُلعت أعينهم ، وحُرقوا أحياء ، و نزعوا للنساء الحوامل أطفالهم الذين لم يولدوا بعد.
“في كل ثانية وكل دقيقة نعيش هذه المأساة، ثلاثين سنة نتطلع للعودة الى بلدتنا حيث ولدنا وترعرعنا، امي انتظرت 30 سنة تحلم بالعودة إلى مسقط رأسها وأرضها خوجالى التي احتلها الأرمن عبر إبادة جماعية، اين قتل أبيها وزوجها وابنها، لكنها للأسف ماتت في باكو قبل ان يتحقق حلمها”.
كانت هذه الكلمات للسيدة خليلوفا تادجيرا، التي عايشت تفاصيل المذبحة، قالتها و علامات الحسرة والحزن بادية على وجها، وعيونها تكاد تذرف دموعا غزيرة.
اما السيد ممدوف ميرفت أوغلو … الذي عايش المجزرة وهو صغيراً، الذي فقد والده وثلاثة من اخوانه، كما أصيب هو برصاصة في رجله وأمه في كتفها، قال بأن الشعب الاذربيجاني لا يتمنى ابدأ ان يتعرض اي شعب لمثل ما تعرض له أهالي سكان خوجالى من عدوان وإبادة ، بل يتمنى لجميع شعوب العالم الأمن والاستقرار والسلام.
ادانت العديد من الجمعيات والمنظمات الدولية والبرلمات مأساة خوجالى واعتبرتها إبادة جماعية ضد شعب أذربيجاني،
ومع ذلك يتوجب تظافر الجهود وحشد التأييد الشعبي والمنظماتي الدولي للمطالبة بإجراء تحقيق العدالة لخوجالى، وإدانة المدبحة-الجريمة في حق الإنسانية.