CGTN العربية/
قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في كلمة التهنئة بمناسبة حلول رأس السنة الجديدة 2020 إن عام 2020 يعتبر ذا مغزى تاريخي، حيث سننجز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، ونحقق أهداف المئوية الأولى”.
يعد “المجتمع رغيد الحياة ” حلما لطالما سعى إليه عامة الشعب الصيني منذ آلاف السنين.
إلا أن التفشي المفاجئ لكوفيد-19 أضاف الكثير من الضغوط إلى “المعركة الحاسمة” لعام 2020. فهل تستطيع الصين بناء مجتمع رغيد الحياة في الموعد المحدد؟ كيف ستواصل الصين العمل من أجل قضية معيشة الشعب وتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية متوازنة؟ لنستمع إلى آراء بعض النواب والأعضاء الذين يشاركون في الدورتين السنويتين هذا العام.
الثقة الكاملة في تحقيق بناء مجتمع رغيد الحياة
شهد التوظيف، الذي يعتبر أساس المعيشة، أكبر الضغوط بسبب الوباء.
قال لاي مينغ يونغ، عضو اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني وعضو الجمعية الديمقراطية الصينية لبناء الوطن: “نرى أن لجان الحزب الشيوعي والحكومات على جميع المستويات قد أدخلت سياسات وإجراءات مفصلة لمساعدة الشركات التي تواجه صعوبات، وتوفير الخدمات التنظيمية لخروج العمالة إلى العمل على نطاق واسع، وتحسين مستوى أجور العمالة الفقيرة. من ناحية أخرى، تقوم باستعادة سريعة للقنوات اللوجستية لنقل مواد الإنتاج الضرورية لزراعة العروة الربيعية إلى الأرياف ونقل المنتجات الزراعية إلى خارجها من أجل تحسين مستوى الدخل التشغيلي للأشخاص المحتاجين. كل هذه التدابير المفصلة والمدققة تجعل الناس يشعرون بالدفء والاطمئنان.”
قال لو تيانشي، نائب المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني ومدير إدارة الإسكان والتنمية الحضرية والريفية بمقاطعة جيانغشي إنه من خلال تنظيم التدريب المهني عبر الإنترنت، ومراقبة بيانات التوظيف الكبرى للعمالة الفقيرة، وتنظيم مركبات خاصة لنقل العمالة “من نقطة إلى نقطة أخرى”، قد حققت مقاطعة جيانغشي نقل 93.4 ألف عامل مهاجر لاستئناف الأعمال؛ وفي الوقت نفسه، تقوم المقاطعة بتشجيع التوظيف المحلي، من إعطاء الأولوية في توظيف القوى العاملة للأسر الفقيرة المتضررة من الوباء في تأسيس مشاريع التخفيف من حدة الفقر.
قال لونغ شياو هوا، نائب المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني ومحافظ ولاية شيانغشى ذاتية الحكم لقوميتي توجيا ومياو التابعة لمقاطعة هونان جنوب الصين، إنه من أجل مواجهة تأثير الوباء على قطاعي السياحة والاقتصاد الحقيقي، قامت الحكومة المحلية بالمساعدة على استئناف العمل للموظفين في قطاع السياحة وتشجيعهم في استغلال هذه الفترة لتحسين جودة السياحة، في الوقت نفسه ساعدت الحكومة المحلية الاقتصاد الحقيقي من خلال إعفاء الرسوم وغيرها، مما حقق نتائج إيجابية.
تحويل الأزمات إلى فرص وتحفيز القوة الدافعة من الداخل
يشكل الوباء تحديات للصين لتحقيق أهدافها ومهامها المعلنة، ومع ذلك، كلما واجهت تحديات صعبة، كلما ينبغي أن ينظر في التنمية بنظرة شاملة وطويلة المدى، ويجب خلق الفرص أثناء الأزمة.
قال وي لي هوا، نائب المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني ورئيس مجموعة جيون له باو للألبان، إنه على الرغم من الصعوبات العديدة، فإن الاقتصاد الصيني يمر بمرحلة الانتقال من التنمية عالية السرعة إلى التنمية عالية الجودة، ويمكن تعزيز الإصلاحات في جودة وكفاءة وطاقة التنمية الاقتصادية من خلال الإصلاحات المؤسسية والهيكلية والسوقية.
وأضاف وي لي هوا أنه في السنوات الأخيرة، ومن خلال تنفيذ مشاريع وصناعات التخفيف من حدة الفقر في ثلاث محافظات في مقاطعة خبي، ساعدت مجموعة جيون له باو للألبان أكثر من 5000 أسرة فقيرة بشكل مباشر على زيادة دخلها والتخلص من الفقر، ووفرت ما يقرب من 4000 وظيفة.
وقال لو تيانشي، إنه تحت تأثير الوباء، قامت معظم مشاريع التخفيف من وطأة الفقر في المناطق الريفية بتأجيل موعد استئناف العمل، إلا أنه لم يتبق من مهلة إنجاز مهمة التخلص من الفقر سوى نصف عام تقريبا. من أجل ضمان إكمال المهام المستهدفة في الموعد المحدد، يجب أن تكون الخطوة التالية للدوائر الحكومية تبسيط إجراءات الموافقة على مشروعات التخفيف من حدة الفقر، وفتح قنوات خاصة لتبسيط الإجراءات مثل المراجعة والمشتريات.
مواجهة المستقبل مع التركيز على جودة التطوير
أكد العديد من النواب والمستشارين السياسيين في المقابلات أنه سيتم استكمال بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل هذا العام كما هو مقرر، ومن الآن فصاعدا، يجب علينا التركيز على المستقبل لدفع المجتمع الاقتصادي للمضي قدما بشكل متوازن ومستمر من خلال التنمية الأكثر شمولا والأعلى جودة.
قال وي لي هوا ” أقترح إعطاء الأولوية لدعم العمال الفقراء في العمل والتوظيف، وتعزيز السياسات الداعمة لزيادة دخل المزارعين بشكل متواصل؛ وفي الوقت نفسه، إن الصعوبة في تمويل المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر والمؤسسات الخاصة مازالت قائمة، ولا تزال بحاجة إلى سياسات داعمة أكثر تفصيلا وأدق استهدافا”.
قال شيوي قوان جيو، نائب المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني ورئيس مجموعة تشوانهوا، إنه من منظور التنمية الاقتصادية عالية الجودة، ومقارنة مع الدول المتقدمة الرئيسية، فإن تنمية خدمات المنتجين في الصين ما تزال متخلفة بشكل عام. في مخطط هذا العام للتنمية الصناعية المتمثل بالبنية التحتية الجديدة، ينبغي إيلاء المزيد من الاهتمام لأنواع جديدة من البنية التحتية مثل اللوجستيات الذكية لتعزيز سلاسة تداول البضائع وكفاءة خدمات الإنتاج.
يعتقد تشاو وان ينغ، نائب المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني ونائب رئيس أكاديمية أنهوي للعلوم الزراعية، أنه بعد استكمال بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل في الموعد المحدد، يجب التركيز على “حقبة ما بعد التخلص من الفقر” والاهتمام بكيفية مواصلة التنمية في المناطق التي تم انتشالها من براثن الفقر وربطها مع إستراتيجية النهوض الريفي.