في كلمته خلال مؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية
نائب الأمين العام: جائحة كورونا أظهرت هشاشة وعجز النظام النيوليبرالي في العالم الرأسمالي
الاشتراكي نت / خاص
انعقد الاثنين الماضي الاجتماع الاستثنائي لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية عبر دائرة الفيديو تحت عنوان “بناء مجتمع مصير مشترك للصين والدول العربية في العصر الجديد”.
وفي افتتاح الاجتماع قرأ سونغ تاو رسالة التهنئة من الرئيس الصيني شي جين بينغ وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إلى هذا الاجتماع الاستثنائي، حيث أكد شي أن مؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية منصة مهمة للتبادلات والتعاون بين الطرفين، وإن الحزب الشيوعي الصيني على استعداد للعمل مع أحزاب الدول العربية لتحقيق دور أفضل لهذه المنصة.
وخلال الاجتماع الذي تحدث فيه أكثر من 60 من قادة الأحزاب السياسية من الدول العربية، القى نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور محمد المخلافي كلمة قال فيها: “لقد أظهر وباء كوفيد-19 هشاشة وضعف عالم الأغنياء قبل الفقراء، وإذا كان عجز البلدان الفقيرة والنامية مفهوم ومبرر بسبب شحة الإمكانيات وعدم كفاية الموارد، فإن عجز الدول المتقدمة كالولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الغربية، إنما يعبر عن عجز بنيوي للنظام النيوليبرالي في العالم الرأسمالي الذي حول الطب إلى سلعة وأخضعه للعرض والطلب، وحول السلعة إلى معبود والقيمة الأسمى للاقتصاد، وإن كان على حساب حياة الناس وهذا ما جعل أقوى وأغنى دول العالم فاشلة في مواجهة جائحة كورونا”.
مضيفاً: “كانت جمهورية الصين الشعبية أول من عرَّف العالم بوجود وباء غير معروف أسبابه، وذلك في شهر ديسمبر عام 2019م، وتقدمت بالمعلومات المتوفرة حين ظهور الفيروس إلى منظمة الصحة العالمية وتحركت باتخاذ كافة التدابير لمكافحته”.
ولفت نائب الأمين العام الى “إن الأنظمة الأقوى اقتصادياً وعسكرياً في العالم، تأخرت في اتخاذ ما يلزم إزاء هذه الجائحة، وتحركت ببطء وبطريقة فردية وغير مسؤولة، وكان همها الأول والأخير هو استمرار العجلة الاقتصادية والتجارية على حساب حياة الإنسان الذي تم الدوس عليه”.
وأضاف: “فيما يتعلق بالعالم العربي، فإن الملايين من سكانه يفرون بحياتهم من مناطق مدمرة؛ بسبب الحروب التي كانت بدايتها الحرب العنصرية الفاشية للدولة الدينية اليهودية ضد العرب الفلسطينيين، وهي حرب اتسعت إلى حروب بينية دينية طائفية في اليمن وسوريا والعراق وليبيا سبقتها أفغانستان ولبنان”.
وقال المخلافي: “بلادي اليمن اليوم تواجه حرباً أهلية وحروباً بالوكالة؛ أطرافها إيران وتركيا ودول الجوار، وتواجه لوحدها أوبئة متعددة ومنها فيروس كورونا ويتطلع اليمنيون الى اهتمام الدول الصديقة وعلى رأسها الصين بأوضاع اليمن وبذل ما يمكن من جهد لاستعادة الدولة وإنهاء الحرب ومساعدة الشعب اليمني للقضاء على الأوبئة القاتلة”.
واختتم كلمته بالقول: “لقد ترتب على جائحة فيروس كورونا مخاطر مستقبلية جمة على العالم والمتمثلة في العزلة والفقر وزيادة مخاطر الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى زيادة خطر تهديدات الحرب النووية، إلا إن هذه الجائحة قد أضعفت دور السلطة المركزية للنظام النيوليبرالي، ووفرت فرصة تاريخية لنقل القيادة من الولايات المتحدة وأوروبا إلى قوى جديدة، وعلى رأسها الصين، وبذلك تتوفر فرصة لبناء نظام عالمي جديد باقتصاد هجين أو مختلط تسيطر فيه الدولة على القطاعات الحيوية، وتوفير فرصة لاستعادة دور الدولة ومسؤوليتها تجاه المجتمع، وخلق تضامن جدي بين العالم العربي والصين وتعاونهما مع الشركاء المحتملين مثل روسيا والحركات الاجتماعية في العالم للعمل معاً من أجل عالم أكثر إنسانية وأفضل عدلاً وأوفر حقوقاً، وإحلال النظام العالمي الديمقراطي محل النظام العالمي المتوحش”.
من جانبه محمود عباس الرئيس الفلسطيني على التأثير العميق للاجتماع في مواجهة الوباء، كما أعرب عن معارضته الشديد لتسييس بعض الدول للوباء ومحاولة ربطه بدولة معينة.
كما أعرب المشاركون العرب عن رغبتهم في العمل مع الحزب الشيوعي الصيني لتعزيز التواصل الاستراتيجي والتعلم المتبادل، والعمل معا لبناء مجتمع مصير مشترك للدول العربية والصين في العصر الجديد.
الجمعة, 26 حزيران/يونيو 2020