CGTN العربية/
أجرى الوفد الطبي الصيني الذي يزور فلسطين منذ أيام اليوم (السبت)، جولة تفقدية في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية التي سجلت أول ظهور لمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في الأراضي الفلسطينية.
واجتمع الوفد الصيني مع الأطباء والعاملين في مستشفى كاريتاس للأطفال التابع للأمم المتحدة في مدينة بيت لحم وتفقد مختبر فحص مرض فيروس كورونا الجديد الذي اقيم داخل المستشفى.
ولاحقا تفقد الوفد مركز الحجر الصحي الذي استخدم في مدينة بيت لحم منذ بداية ظهور المرض واجتماع مع العاملين الفلسطينيين في المركز واطلع على آليات عملهم.
كما التقي الوفد مع محافظ بيت لحم في السلطة الفلسطينية كامل حميد الذي عرض كيفية عمل اللجان والمؤسسات في المحافظة في مكافحة المرض وكيف استفادت المحافظة من التجربة الصينية في التعامل مع الحلات وحجرها.
وقال حميد لوكالة أنباء ((شينخوا)) عقب اللقاء إن محافظة بيت لحم تمكنت من التحرك على الفور بعد اكتشاف الحالات الأولى للمرض حيث حددت السلطات المحلية الحالات الأولى، واحتفظت بها في فنادقها، والتي تم تحويلها إلى الحجر الصحي.
وأضاف حميد أن الخطوة الثانية التي تم اتخاذها هي إنشاء مركز معالجة وطني جاهز في غضون فترة زمنية قصيرة للغاية.
وذكر أن التحديات الرئيسية تتمثل في أن المدينة تعتمد بشكل كبير على السياحة وتستقبل العديد من السياح شهريا وتحيط بها نقاط التفتيش والمستوطنات الإسرائيلية.
من جانبه، أشار رئيس الفريق الطبي الصيني الدكتور هو بنغ إلى تقديره للنهج الذي اتبعته السلطات الفلسطينية والذي نجح في الحد من عدد حالات الإصابة بمرض فيروس كورونا الجديد دون السماح بتصديره خارج المدينة، على الرغم من التحديات.
وقال “لقد لاحظنا إنه تم تشكيل فريق طوارئ تحت قيادة الحكومة، وهو مشابه جدا للنظام الذي يتم تشغيله في الصين، لدينا نفس الآلية، حيث كان لدينا فرق متعددة التخصصات لقطاع الصحة والأمن والخدمات اللوجستية”.
بدورها، قالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة إن الوفد الصحي الصيني القادم إلى فلسطين يؤكد على متانة العلاقة بين البلدين، وإن الصين هي داعم وسندٌ للقضية الفلسطينية في مختلف المجالات لا سيما الصحية.
وأشارت الكيلة في تصريحات للصحفيين خلال الزيارة، إلى أن زيارة الوفد تعبر عن نجاح التجربة الفلسطينية في مواجهة المرض والحد من انتشاره.
ونقل البيان عن الوفد الصيني تأكيده أن بيت لحم تعتبر نموذجا إيجابيا في مكافحة مرض فيروس كورونا الجديد، لاسيما أنها مدينة مهمة ومشهورة في مجال السياحة، وعدد السياح يشكل تحدياً في مواجهة المرض.
وأشار إلى أن نسبة الإصابات المنخفضة ببيت لحم، والنسب المرتفعة في محيطها، والحفاظ على نسبة الانخفاض وعدم وجود إصابات، هو أمر جيد، ويعتبر انجاز للخطة التي نفذتها الجهات المسؤولة في بيت لحم.
وتناول الوفد الإجراءات الأمنية والصحية وحملات التوعية العامة للمواطنين وحملات التوعية الخاصة لرجال الأمن والأطباء العاملين في المشافي والمؤسسات العامة الذين يعملون في الميدان، مشيرا إلى أن الرؤية الصينية تقوم على دراسة أوضاع إجراءات دول العالم من خلال الاعتماد وضع الآليات وفق ظروف ووضع كل بلد.
من جهته، قال مسؤول ملف مرض فيروس كورونا في فلسطين كمال الشخرة، إن شهادة الوفد الصيني الخبير في مجال الأوبئة بنجاعة التجربة الفلسطينية في مواجهة المرض يظهر لأول مرة في العالم، تؤكد على النهضة الصحية التي تشهدها فلسطين، ويدفعنا لبذل المزيد من الجهد.
فيما أكد مدير الطب الوقائي في وزارة الصحة الفلسطينية علي عبد ربه لوكالة أنباء ((شينخوا))، نجاح الجهود الفلسطينية في التعلم من التجربة الصينية الكبيرة في مكافحة مرض فيروس كورونا الجديد.
وقال عبد ربه إن الوفد الصيني أثنى على الجهود الفلسطينية في مواجهة المرض، مشيرا إلى أن الوفد أطلع على المركز العلاجي لمصابي مرض فيروس كورونا في بيت لحم ولمس الجهود الفلسطينية في تجهيز المركز بوقت قياسي بعد ظهور أولى الحالات بالمرض في المحافظة في الخامس من مارس الماضي.
وأضاف أن الوفد الصيني قدم خبرة عالية من حيث التجربة الصينية سواء في الوقاية أو تقديم العلاج وخاصة من بروتوكولات استخدام مضادات الفيروسات أو استخدام الطب الصيني في تقديم العلاج للحالات المصابة.
وأشار عبد ربه إلى أن الوفد الصيني قدم خبرة لكوادر من وزارة الصحة الفلسطينية من مختلف المحافظات، مؤكدا أن زيارة الوفد التي تنتهي في 17 من هذا الشهر سوف تفتح المجال أمام تعاون اوسع ما بين الجانبين.
يأتي ذلك فيما ارتفع عدد المصابين بمرض فيروس كورونا الجديد في الأراضي الفلسطينية اليوم إلى 673 حالة، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
وأفادت الوزارة في بيان صحفي تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، بتسجيل 6 إصابات جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وذكرت أن حصيلة الحالات النشطة المصابة بمرض فيروس كورونا الجديد ارتفعت إلى 98 حالة، فيما بلغ عدد حالات التعافي من المرض 570 بنسبة 84.9 في المائة من مجمل الإصابات المسجلة في فلسطين.