CGTN العربية/
في الآونة الأخيرة، شهد الوضع المتعلق بوباء فيروس كورونا الجديد استقرارا في أوروبا وأماكن أخرى من العالم، وقد تم رفع القيود بطريقة منظمة وإعادة فتح الأنشطة الاقتصادية. بعد استئناف العمل، تتطلع الشركات متعددة الجنسيات بفارغ الصبر إلى انتعاش طلب السوق. الصين، هي الدولة الأولى التي بدأت تتعافى من الوباء العالمي، وتحظى سوقها وتصنيعها بشعبية كبيرة، والاقتصاد الصيني مثل “رياح دافئة” تبدد البرد الاقتصادي العالمي وتشجع الاقتصاد العالمي للمضي قدما.
جر وباء فيروس كورونا الجديد الاقتصاد العالمي إلى أسوأ ركود بعد الحرب العالمية الثانية، وقد تم إعاقة تشغيل السلاسل الصناعية وسلاسل التوريد، وتقلصت التجارة الدولية والاستثمار. وفي مواجهة التحديات المشتركة للبشرية جمعاء، عملت الصين بنشاط على تعزيز الوقاية من الأوبئة ومكافحتها، وقد حققت نتائج استراتيجية رئيسية. وفي الوقت نفسه، كثفت الصين جهودها لاستئناف العمل والإنتاج، وأخذت زمام المبادرة في إعادة تنشيط الاقتصاد، الذي لا يوفر تجربة قيمة للعالم فحسب، بل يضع أساسا مهما لانتعاش الاقتصاد العالمي أيضا.
نقل مقال حديث في موقع شبكة CNBC (أخبار المستهلك وقناة الأعمال) عن نتائج بحث البنك الألماني إن الانتعاش الاقتصادي الصيني بعد الوباء “سيكون مثيرا للإعجاب للغاية”، بعد الانكماش في الربع الأول، سيصل معدل النمو في الربع الثاني إلى 5% – 6%.
في رأي خبير البنك الألماني، إن الطلب المحلي على الاقتصاد الصيني قد انتعش بشكل جيد، وكانت الصادرات الصينية أفضل مما كان متوقعا. وقالت وسائل الإعلام الألمانية في تحليل صناعة السيارات: “السوق الصينية: المشهد هنا فريد”. جدد الانتعاش السريع لاستهلاك السيارات في الصين الأمل في صناعة الركائز الأكبر في ألمانيا. وأشار هربرت ديس، الرئيس التنفيذي لمجموعة فولكس فاجن الألمانية للسيارات إلى أنه بدون الدعم القوي من السوق الصينية في ظل هذا الوباء، ستتأثر أعمال المجموعة بشكل لا يمكن تصوره.
لم ينتعش الاقتصاد الصيني أولا في الوباء العالمي فحسب، بل إن السوق الصينية التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة وأكبر مجموعة متوسطة الدخل في العالم لديها إمكانات نمو وجاذبية ضخمة على المدى الطويل. بسبب التفاؤل بشأن السوق الصينية، أعلنت شركتا بي أم دبليو وفولكس فاجن اللتان واجهتا ضغوطا مزدوجة بسبب الوضع الوبائي وتحول الصناعة مؤخرا أنها ستوسع استثماراتهما في الصين وتبذلان جهودا لتخطيط سوق سيارات الطاقة الجديدة في الصين.
من ناحية أخرى، من تصدير المواد المضادة للوباء مثل الكمامات وأجهزة التنفس الصناعي إلى استعادة تصدير المنتجات الوسيطة والمنتجات الاستهلاكية النهائية، يستمر تصدير “صنع في الصين” إلى البلدان الخارجية لزيادة الإمداد الفعال للسوق المحلية وتلبية احتياجات الناس في فترة الوقاية من الوباء، وفي الوقت نفسه، تدعم الصين استئناف العمل والإنتاج في مختلف البلدان وتلعب دورا مهما في إصلاح السلسلة الصناعية العالمية.
في مايو، تجاوز عدد قطارات الشحن الصينية – الأوروبية 1000 قطار لأول مرة خلال شهر واحد، ووصل حجم الشحنات إلى مستوى قياسي، مما وفر دعما قويا للمعركة ضد كوفيد – 19 واستقرار سلسلة التوريد الدولية. وفي الوقت نفسه، تم بيع الدراجات الصينية مؤخرا إلى أوروبا والولايات المتحدة، بفضل أدائها عالي التكلفة وقدرتها التوريدية الفعالة، لتلبي بشكل فعال احتياجات التنقل واللياقة البدنية للسكان المحليين أثناء الوقاية من الأوبئة ومكافحتها.
في الوقت الحاضر، لا يزال الوباء العالمي الحالي خطيرا وغير مؤكد. يحتاج انتعاش الاقتصاد العالمي إلى التضامن والتعاون بين جميع الأطراف والانفتاح والتسامح والالتزام بالتعددية وتعزيز الحوكمة العالمية، حتى يتمكن الاقتصاد العالمي من “استعادة الازدهار” في وقت مبكر.