صحيفة الشعب اليومية أونلاين/
حوالي منتصف نهار يوم 30 مايو، بدأ شارع كويشينغلوه في تشغندو حاضرة مقاطعة سيتشوان يعج برواده المعتادين شيئا فشيئا، حيث تراهم هم والسياح الذين يحملون حقائبهم معهم على نحو شخصين أو ثلاثة، أمام المطاعم والمحلات التجارية يبحثون عما لذّ وطاب. إن أصوات الضحك والقهقهة والبهجة على وجوه الناس هنا وهناك وتجمعهم مع بعضهم البعض والفرحة التي تراها مرسومة على محياهم قد أعادت الحياة الجميلة وأجواء ما قبل تفشي فيروس كوفيد-١٩ في هذا الشارع.
يقف السيد خشي أمام باب مطعمه وهو يرتدي كمامته ويمسك في يده قائمة الطعام ويرحب بالمارة. وعندما يشاهد أحدهم يتوقف أمام المطعم ويسارع إليه مُرحّبا قائلا “تريد الجلوس في الداخل أم في الخارج؟”
توجد على الرصيف أمام المطعم ست طاولات صغيرة، حيث قال: “من أجل استعادة الحياة إلى سابق عهدها وكإجراءات لمكافحة المرض، ساعدتنا الحكومة على اتخاذ هذه الاجراءات الجديدة وسمحت لنا بوضع الطاولات أمام محلاتنا التجارية”. وفقا للوائح مكافحة فيروس كورونا المستجد، يجب على المطاعم أن تحافظ على مسافة آمنة بين الطاولات، لذلك هي تتسع فقط لنصف زبائنها. وأضاف قائلا: “لقد فتحنا أبواب المطعم يوم 9 مارس، وخلال الأيام الأولى كان دخلنا اليومي حوالي ألفين أو ثلاثة آلاف يوان فقط، وهو رقم لا يساوي حتى العُشر عما كان عليه من قبل، أما الآن فقد عاد الدخل تقريبا إلى حوالي ثلثي دخل العام الماضي.
لقد سمحت السلطات في مدينة تشنغدو الآن بوضع أكشاك مؤقتة في الشوارع السياحية الكبيرة، كما سمحت أيضا للمحلات التجارية بوضع أكشاك أمام أبوابها، وسمحت للباعة المتجولين بتقديم خدماتهم على الأرصفة وعملت على توسيع أماكن وقوف السيارات والدراجات المستأجرة عن طريق الانترنت، ولكن كل هذا على شرط عدم الايذاء بمصالح الآخرين والسماح بمرور سيارات الاطفاء والحرائق. وقد التزمت السلطات في المدينة بالمرونة في تطبيق القوانين والاشراف الحصيف والشامل والاستناد على مبدأ التعليم والإرشاد لكل من يقوم بمخالفات بسيطة. ولهذه السياسة تأثير واضح على زيادة الاستهلاك كما أنها موضع ترحيب عام.
في منطقة تسوجين بمدينة تشنغدو، وبعد تطبيع إجراءات مكافحة المرض، أنشأت الادارة الحضرية لإنفاذ القانون 20 كشكا مشتركا بين مداخل مترو الأنفاق والمناطق التجارية، والتي تم توزيعها على المواطنين المحتاجين لها للعمل فيها في فترات متفرقة.
وقد حددت هذه الإدارة آليات الدخول والخروج بالنسبة للتجار، واعتماد سياسة تفضيل الأسر المحتاجة، وتطبيق نظام “البطاقة الحمراء والصفراء” بالنسبة للتجار الذين لا يطيعون أومر هذه الإدارة. كما يحتاج هؤلاء التجار إلى إحضار سلة القمامة الخاصة بهم، والقيام بعمليات التعقيم والتنظيف بعد انتهاء أعمالهم اليومية في الأكشاك ومنع استخدام مكبرات الصوت وغيرها من وسائل الضوضاء التي تزعج الناس.
يتشارك كل من ران إيفو ولي جيان في كشك واحد، حيث يعمل فيه الأول يوميا ويبيع فطور الصباح من الساعة السابعة صباحا إلى الساعة الحادية عشر بينما يبيع فيه الثاني الوجبات الخفيفة بعد انتهاء الفترة الصباحية لران إيفو. وفي تمام الساعة الـ 11 يقوم هذا الأخير بلف القمامة ويسمح لزميله بأخذ مكانه، وقال: “أبيع يوميا أكثر من مائة سندويتش بالإضافة إلى خبز البخار، وأحصل على مئات اليوانات يوميا”.
أما لي جيان، فقد كان يعمل حارس أمن في منطقة تشنغدو الجديدة للتكنولوجية فائقة التطور، ولكن بسبب الوباء، وجد نفسه عاطلا عن العمل. حيث قال وهو ينظم كشكه “عائلة تتكون من خمسة أفراد تحتاج إلى مصاريف شهرية كبيرة، وحين سمعت بأنه يسمح هنا بوضع أكشاك خارجية ذهبت إلى الإدارة على الفور وقمت بتسجيل اسمي لبيع الحبار المشوي. ما عليّ إلا أن أقوم بترتيب كشكي ووضعه جيدا وأبدأ في العمل، خلال الأسبوع الأول كنت أكسب يوميا 300 يوان وهذا شيء يجعلني أشعر بالرضاء التام”.
إلى غاية يوم 28 مايو، سمحت مدينة تشنغدو بإقامة 2230 كشكا مؤقتا، وسمحت لـ 17147 محلا بوضع طاولاتهم أمام أبوابهم على الأرصفة، وسمحت لـ 20130 بائعا متجولا بممارسة أعمالهم، مما سمح بزيادة أكثر من مائة ألف وظيفة.