ظلت دول الشرق الأوسط تحافظ على الصداقة العميقة والتواصل الوثيق مع الصين عبر طريق الحرير، وهي شريك التعاون الطبيعي في بناء “الحزام والطريق”، وكذلك من الدفعة الأولى من الدول التي استجابت وشاركت في بناء “الحزام والطريق.” كانت السنوات العشر الماضية حافلة بالإنجازات والنتائج المثمرة بعد تجاوز التحديات والصعوبات. ونبتت بذور “الحزام والطريق” في الشرق الأوسط ونشأت بسرعة، حتى أصبحت بشكل تدريجي شجرة مورقة كبيرة، وتلعب دورا مهما في الحفاظ على السلام والاستقرار وتعزيز التنمية والازدهار في المنطقة.
أتى التعاون في بناء “الحزام والطريق” بفرص السلام والاستقرار للشرق الأوسط. عانت الشرق الأوسط منذ فترة طويلة من الاضطرابات والنزاعات، فتكون تطلعات شعوبها إلى السلام والاستقرار صادقة وملحة للغاية. خلال السنوات العشر الماضية، ظلت الصين تلتزم بمفهوم “الشفافية والعملية والحميمية والصدق” في التعامل مع دول الشرق الأوسط، وتدعو إلى التنمية المشتركة والتعاون والكسب المشترك، وتدعو دول الشرق الأوسط إلى حل الخلافات عبر الحوار والتشاور وحل قضايا المنطقة عبر التضامن والتعاون. في مارس الماضي، نجحت الصين في دفع السعودية وإيران لاستئناف العلاقة الدبلوماسية وتطوير العلاقات البينية، الأمر الذي شكل “موجة المصالحة” في منطقة الشرق الأوسط، وضخ عناصر الاستقرار واليقين في الشرق الأوسط المضطربة منذ فترة طويلة، وحظي بالترحيب واسع النطاق لدى شعوب المنطقة.
في الفترة الأخيرة، شهد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تصعيدا مفاجئا، مما زاد التوتر في الشرق الأوسط بشكل حاد. على هذه الخلفية، سارعت الصين في بذل الجهود السلمية، حيث أجرى عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية وانغ يي مكالمات هاتفية مع وزراء الخارجية لدول عديدة، ودعا إلى وقف إطلاق النار وحماية المدنيين وتجنب توسيع رقعة النزاعات. وقام مبعوث الحكومة الصينية الخاص لقضية الشرق الأوسط تشاي جيون بزيارة إلى دول الشرق الأوسط، لبذل جهود إيجابية من أجل تهدئة الأوضع وتخفيف التوتر وتجنب الأزمة الإنسانية. رغم هذا التوتر، حضر المنتدى رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي وحاكم رأس الخيمة الشيخ سعود بن صقر القاسمي وغيرهما من عشرات المسؤولين العرب برتبة الوزير، الأمر الذي يعكس ثقة دول الشرق الأوسط بالصين وعزيمتها الثابتة للمشاركة في بناء “الحزام والطريق”، واتفاقها مع روح السلام والتعاون والانفتاح والشمول والتعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك التي تتجسد في بناء “الحزام والطريق”.
أتى التعاون في بناء “الحزام والطريق” فرص التنمية والازدهار لمنطقة الشرق الأوسط. تمتلك دول الشرق الأوسط موارد طبيعية وافرة، وكذلك الإمكانية الكامنة اللامحدودة في موجة النهضة الجماعية للدول النامية والناشئة. في السنوات العشر الماضية، ظلت الصين تعمل على دفع التنمية والازدهار في الشرق الأوسط، وتحافظ على مكانتها كأكبر شريك تجاري لدول الشرق الأوسط. في عام 2022، تجاوز حجم التجارة بين الصين ودول الشرق الأوسط 500 مليار دولار، بزيادة 27% على أساس سنوي. وتم إنجاز دفعة من مشاريع التعاون في مجال القوة الإنتاجية، مثل المنطقة النموذجية للتعاون الصيني الإماراتي في مجال القوة الإنتاجية، وتم التنفيذ السلس لدفعة من مشاريع التواصل والترابط، مثل ميناء جازان التجاري بالسعودية والمرحلة الثانية للسكة الحديدية الاتحادية بالإمارات والميناء الذكي بتقنية 5G بصحار العمانية، الأمر الذي يساعد دول الشرق الأوسط في تحقيق التنمية.
اليوم، تعمل الصين على بناء دولة قوية وتحقيق نهضة الأمة عن طريق التحديث الصيني النمط، وتفرج عن إمكانيتها الكامنة باستمرار كأكبر سوق في العالم. قال الرئيس شي جينبينغ في الجلسة الافتتاحية للمنتدى إن “الصين لا تسعى إلى تحديث يخدمها وحدها، بل تتطلع إلى العمل مع الدول النامية وكافة دول العالم لتحقيق التحديث سويا. ينبغي أن يكون التحديث العالمي تحديثا يتميز بالتنمية السلمية والتعاون المتبادل المنفعة والازدهار المشترك.” نثق بأن هذه الأفكار ستحظى بالترحيب والاتفاق لدى دول الشرق الأوسط، وسيتلاحم ويتقدم سويا التحديث الصيني النمط والتحديث لدى مختلف دول الشرق الأوسط خلال التعاون في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية.
أتى التعاون في بناء “الحزام والطريق” فرص السعادة والتناغم. تعد مبادرة “الحزام والطريق” جزءا مهما لما طرحه الرئيس شي جينبينغ من مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، ومن المطلوب أن يساهم التعاون في بناء “الحزام والطريق” في تمكين شعوب كافة الدول من عيش حياة سعيدة. في السنوات العشر الماضية، ظلت الصين تساهم في تحقيق السعادة والتناغم في الشرق الأوسط، حيث عملت الفرق الطبية الصينية في الجزائر وتونس والسودان وغيرها من دول الشرق الأوسط، وسجلت العديد من القصص المؤثرة. في هذا السياق، قامت الشركات الصينية بتنفيذ دفعة من المشاريع المعيشية مثل مستشفى صفاقس بتونس ومشروع شرق سترة للإسكان الاجتماعي بالبحرين، مما قدم مساهمة إيجابية في تحسين الظروف الطبية والمعيشية للسكان المحليين. بعد انتشار جائحة كورونا، أصبح “الحزام والطريق” طريق الحياة والصحة. خلال فترة الجائحة، قدمت الصين أكثر من 500 مليون جرعة لقاح لدول الشرق الأوسط، وتعاونت مع الإمارات ومصر في الإنتاج المحلي للقاحات والتطوير المشترك للأدوية، مما قدم مساهمة مهمة في جهود دول الشرق الأوسط في مكافحة الجائحة.
يقول المثل العربي “إن الأقوال ورقة والأفعال ثمرة.” طرح الرئيس شي جينبينغ الأعمال الثمانية المشتركة لدعم التعاون في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية في الجلسة الافتتاحية للمنتدى، التي تتمثل في بناء شبكة “الحزام والطريق” الشاملة الأبعاد للتواصل والترابط، ودعم بناء الاقتصاد العالمي المنفتح، وإجراء التعاون العملي، وتدعيم التنمية الخضراء، والدفع بالابتكار التكنولوجي، ودعم التواصل الشعبي، وبناء طريق النزاهة، واستكمال آليات التعاون الدولي بشأن “الحزام والطريق.” يتفق كل هذه الأعمال مع تطلعات دول الشرق الأوسط للسلام والتنمية والازدهار، ونثق بأن الصين ودول الشرق الأوسط ستمضي قدما على أساس المنجزات القائمة في بناء “الحزام والطريق”، وتسعى إلى خلق عقد ذهبي آخر في المستقبل.