الجزائر (شينخوا)/- أكد رئيس جمعية الصداقة الجزائرية الصينية إسماعيل دبش أن مبادرة الحزام والطريق الصينية تنسجم تماما مع أهداف الجزائر في التنمية المستدامة.
وقال دبش، وهو أيضا عضو اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة الجزائر 3، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، إن المبادرة التي اقترحتها الصين تقوم على المنفعة المتبادلة والشراكات الرابحة واكتساب التجارب.
وأكد أن الصين تدعم مشاريع البنية التحتية مثل السكة الحديدية والموانئ في الجزائر لتعزيز اقتصاد الدولة في إطار التنمية المستدامة، كما تساعد في تعزيز القدرة الانتاجية للدولة وكذا الدول الشريكة في المبادرة.
من المقرر أن يشارك دبش في الدورة الثالثة لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في بكين، مشيرا إلى أن العلاقات الجزائريةــ الصينية ستسير مستقبلا إلى أعمق مما عليها سواء في الجانب الثقافي أو الاقتصادي أو السياسي.
وحول حجم التبادل التجاري بين الصين والجزائر والذى يتراوح في الوقت الحالي ما بين 8 و9 مليارات دولار سنويا، توقع دبش أن يتضاعف إلى مرتين أو ثلاثة في المستقبل بحكم 19 اتفاقية وقعتها الجزائر مع الصين مؤخرا.
وقال دبش إن الجزائر ستنخرط كليا في مبادرة الحزام والطريق التي ترتكز على المنفعة المتبادلة ودعم البنية التحتية واكتساب التكنولوجيا. وبالتالي فإن الجزائر وجدت في المبادرة فرصة لتعزيز العلاقات الجزائريةــ الصينية أكثر مما عليه الآن.
وأوضح أن مبادرة الحزام والطريق فتحت آفاقا للجميع بما فيها الغرب، ولهذا نجد أن الاقتصاد الصيني مطلوب حتى من الشعوب الغربية سواء الولايات المتحدة أو أوروبا، بحيث مهما حاول الغرب أن يحتوي الوجود الاقتصادي الصيني في العالم فإنه لن يستطيع، لأن الشعوب في الأخير هي التي تشتري وتدفع الثمن.
واعتبر دبش أن مبادرة الحزام والطريق تنسجم بالضبط مع أهداف الجزائر الأساسية في التنمية المستدامة سواء في مد الطرقات، بما فيها الطرق السيارة والسكة الحديدية والموانئ واستغلال الموارد المنجمية ليس فقط للحصول على المال، بل لتحويل هذه الموارد إلى تكنولوجيا وصناعة. وبالتالي الصين ومبادرة الحزام والطريق وفرتا هذه الآليات حتى تستطيع الدولة إدارة هذه الآليات ضمن المنفعة المشتركة والمتبادلة بين الدولتين.
وأكد أن هذه المبادرة ستشجع الجزائر وتدفعها لأن يكون لها امتداد إقليمي في إفريقيا بحكم أن للجزائر بنية تحتية، وهذا سيمكنها من تسويق المنتجات واستثمار القدرات الاقتصادية في الدول المحيطة على الأقل ودول الساحل ووسط إفريقيا وغربها. وعلى هذا الأساس، فإن التعاون الصيني ــ الجزائري ضمن مبادرة الحزام والطريق وضمن المنفعة المتبادلة سيتعزز أكثر مستقبلا.
واعتبر دبش أن مبادرة الحزام والطريق ليست مبادرة اقتصادية فقط، بل هي مبادرة حضارية وإنسانية، لأنها لا تعتمد على تحقيق الربح بالدرجة الأولى، بل تعتمد على التكامل في التعامل.
ولفت إلى أن الجزائر لا تريد أن يبقى اقتصادها سجين التجارة فقط، بل تريد أن يتجه نحو الاستثمارات، مضيفا أن هذه السياسة تنسجم مطلقا مع مبادرة الحزام والطريق التي تريد أن تشجع البنية التحتية والتنمية المستدامة للدول التي تسعى لذلك.
وختم يقول إنه يتصور أن مبادرة الحزام والطريق تختلف نهائيا عن الدول الأخرى في التعامل معها سواء أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية، الذين يريدون أن يعتمدوا فقط على التبادل التجاري بمعنى شراء الجاهز، لكن الصين ليست لها هذه العقدة، بل بالعكس تشجع أن يكون هناك إنتاج محلي وصناعات محلية تتم وفق الشراكة والمنفعة المتبادلة بين الدولتين.
وعلى هذا الأساس فإن مبادرة الحزام والطريق مفيدة جدا للجزائر، على حد قوله.