ثم توجه شي جين بينغ بالسيارة إلى فرع جيوجيانغ للشركة الصينية للبتروكيماويات (سينوبك). ودخل قاعة التحكم لمركز تحكم الإنتاج بالشركة ومختبر مركز الفحص والقياس لمعرفة التفاصيل حول تحويل وترقية الشركة لبناء مصانع خضراء وذكية ودفع توفير الطاقة وتخفيض التلوث وانبعاثات الكربون، وأعرب عن تقديره لتنفيذ الاختبار بالطريقة العلمية ومعايير الانبعاثات الصارمة للشركة. وشدد شي جين بينغ على أن معالجة مشكلة “تطويق الشركات الكيميائية لنهر اليانغتسي” هو نقطة محورية لدفع حوكمة البيئة الإيكولوجية لنهر اليانغتسي. إذ يجب مواصلة بذل الجهود، والالتزام بالتحكم في مصدر التلوث، والحد من التلوث وانبعاثات الكربون في العملية برمتها، ودفع التحول الذكي الرقمي والتحول الأخضر بقوة، وبناء شركة تكرير خضراء وذكية رائدة عالميا.

في خارج المختبر، تجمع موظفو الشركة لتحية الأمين العام. وردَّ شي جين بينغ بمودة على الجماهير وقال إن صناعة البتروكيماويات هي صناعة ركيزية مهمة للاقتصاد الوطني، آملا في أن تلتزم بالاتجاه الأخضر والذكي وفقا لمتطلبات وترتيب اللجنة المركزية للحزب بشأن التصنيع الجديد، وتعمل بثبات وجدية وتكافح وتمضي قدما، مما يقدم مساهمات جديدة لضمان أمن الطاقة الوطني ودفع التنمية العالية الجودة لصناعة البتروكيماويات.

في صباح يوم 11 أكتوبر، وصل شي جين بينغ إلى مدينة جينغدتشن في زيارة تفقدية. وفي مجمع تاويانغلي التاريخي والثقافي، زار شي جين بينغ على التوالي أطلال “نانلو” ومتحف الخزف ومجموعات أفران أسرتي مينغ وتشينغ، وتعرف باهتمام كبير على عملية صنع الخزف والفن الخاص به وأحوال وتوارث وابتكار ثقافة الخزف والتبادلات الخارجية، وتواصل بود مع ورثة التراث الثقافي غير المادي، وأشاد بعملهم اليدوي وروح الإتقان والدقة للعامل الحرفي من وقت لآخر، وشجعهم على دعم سيادة الفن والتركيز على الميراث والابتكار. وأشار شي جين بينغ إلى أن الثقافة الصينية التقليدية الممتازة لم تتوقف أبدا عن التدفق منذ العصور القديمة، وأن الخزف كنوز صينية وبطاقات تعريف مهمة للحضارة الصينية. وتبع مجمع تاويانغلي التاريخي والثقافي بدقة متطلبات “الحماية أولا وإصلاح القديم للحفاظ على المظهر الأصلي”، وحققت التفاعل الحميد بين حماية ثقافة الخزف وتطوير صناعة السياحة الثقافية. ومن الضروري جمع المواهب من جميع مناحي الحياة، وتعزيز التصميم الإبداعي والابتكار في البحث والتطوير، وزيادة تكبير وتقوية صناعة الخزف، وصقل بطاقة التعريف الجميلة لـ”عاصمة الخزف الألفية” لتصبح أكثر إشراقا.

بعد ذلك، ذهب شي جين بينغ إلى شركة مجموعة “تشانغخه” المحدودة لصناعة الطائرات لتفقد ورشة لتجميع المروحيات ومحطة اختبار الطيران، وتعرف بالتفاصيل على أحوال دفع الشركة للابتكار التكنولوجي والترقية المستمرة للمنتجات. وأشار إلى أن معدات الطيران هي نقطة رئيسية لتطوير الصناعة التحويلية في الصين. ويجب الالتزام بالابتكار كمحرك، وبذل جهود أكبر في البحث والتطوير المستقلين للتقنيات الأساسية الرئيسية، وإنتاج منتجات جديدة لتلبية الاحتياجات المستقبلية، والسعي لبناء نظام تصنيع متقدم وشركة عالمية المستوى للمروحيات.

بعد ظهر يوم 11 أكتوبر، زار شي جين بينغ قرية شيمن الطبيعية لقرية وانغتسون ببلدة تشيوكو بمحافظة وويوان بمدينة شانغراو. وتقع هذه القرية في المنطقة المركزية لحديقة راوخهيوان الوطنية للأراضي الرطبة، وهي أيضا منطقة محمية طبيعية لطيور اللقالق ذات التاج الأزرق التي تعد من الأنواع المهددة بالانقراض بشدة، وتنمو فيها نباتات متنوعة ولها بيئة جيدة. وألم شي جين بينغ إلماما دقيقا بوضع حماية الحديقة وطير اللقالق. لقد حل الخريف فيقوم القرويون بتجفيف محاصيلهم مثل الفاصوليا الحمراء والذرة والفلفل الحار ويصفونها تحت أشعة الشمس الخريفية في السلال الخيزرانية على ساحة القرية، مما يعرض منظرا شديد الجمال. وكان هناك معلمو وطلاب أكاديمية الفنون يرسمون المناظر الطبيعية، فتوقف شي جين بينغ للمشاهدة وتحدث معهم بود، وشجعهم على تقوية مهاراتهم الأساسية في الرسم. وأعرب شي جين بينغ عن سعادته البالغة عندما علم أن التنمية المحلية للسياحة المتميزة وصناعة الشاي وعملية دفع النهوض الريفي في المنطقة قد حققت نتائج ملحوظة. وأشار إلى أن البيئة الطبيعية الجميلة نفسها هي مورد عالي الجودة للنهوض الريفي، ومن الضروري إيجاد طريقة فعالة لتحقيق تحول القيمة الإيكولوجية حتى تتمكن الجماهير من الحصول على مصالح ملموسة. ويكمن مفتاح النهوض الريفي في بناء وتقوية المنظمات الحزبية القاعدية التي من واجبها أن تقود الجماهير في سبيل تحقيق الثراء، وتعمل لضمان تنفيذ سياسات الحزب لصالح الشعب وفعاليتها، وأن تصبح حقا قلاعا للنضال.

وعند مغادرته القرية، ودع القرويون الأمين العام بحماسة. وقال شي جين بينغ بلطف إن معنى التحديث الصيني النمط لا يشمل تحديثا حضريا فحسب، بل يشمل تحديثا زراعيا وريفيا أيضا، وإني دائما مهتم بشأن النهوض الريفي. آمل أن تسعوا لحماية البيئة الطبيعية وإدخال العناصر الحديثة في ملامح القرية التقليدية، والالتزام بالذوق الجمالي للأمة الصينية، وبناء ريف أكثر جمالا لجذب المزيد من السعادة والسرور في الحياة.

وفي صباح يوم 13 أكتوبر، استمع شي جين بينغ إلى تقارير عمل لجنة الحزب والحكومة بمقاطعة جيانغشي، وأعرب عن تقديره للمنجزات التي حققتها المقاطعة في شتى الأعمال.

وأشار شي جين بينغ إلى أنه في سبيل بناء نظام صناعي حديث، يجب التحلي بطموح كبير لاغتنام الفرصة للتنمية بنشاط، فضلا عن الانطلاق من الواقع وإتقان مهارة التنمية المعتمدة على المزايا المحلية. ومن الضروري تحديد الموقع بدقة وتوضيح الاتجاه، والعمل لجمع الموارد وبذل جهود مستهدفة، وتسريع إصلاح الصناعات التقليدية والارتقاء بها وتطوير الصناعات الناشئة الإستراتيجية، وتخطيط الصناعات المستقبلية بنشاط، والسعي لبناء نظام صناعي حديث يظهر خصائص مقاطعة جيانغشي ومزاياها. وينغبي تخطيط سلسلة الابتكار بطريقة مستهدفة، واستغلال الموارد العلمية والتكنولوجية الاستراتيجية الوطنية بنشاط، وتحقيق اختراقات في دفعة من التقنيات الأساسية الحاسمة، وإنشاء عدد من صناعات التكنولوجيا الفائقة، وتشكيل مجموعة صناعية ذات تأثيرات في البلاد. ويجب العمل بنشاط على تعزيز التكامل للاقتصاد الرقمي والاقتصاد الحقيقي، وتطوير الاقتصاد الرقمي وتوسيعه. ودعا أيضا إلى السير بثبات على طريق الأولوية الإيكولوجية والتنمية الخضراء، وتعزيز التحول الأخضر الشامل، والإنشاء عالي المستوى لبناء الحضارة الإيكولوجية.

وأكد شي جين بينغ على أن مقاطعة جيانغشي تصل بين الشرق والغرب، وبين الشمال والجنوب وتربط النهر بالبحر، حيث يوجد فيها العديد من الاستراتيجيات الوطنية الرئيسية. ومن الضروري تعميق الانفتاح في الداخل والخارج، وتعزيز التنمية من خلال الانفتاح، وبناء مركز مرموق للإصلاح والانفتاح في المناطق الداخلية، وأخذ زمام المبادرة لخدمة النمط التنموي الجديد والاندماج فيه. ويتعين تطوير اقتصاد الموانئ بقوة، وبناء مدن مهمة على طول الحزام الاقتصادي لنهر اليانغتسي، وإنشاء مركز لوجستي ومركز تجاري إقليميين. ومن الضروري بذل الجهود في توسيع وتقوية المنطقة الحضرية، وأخذ زمام المبادرة لدمج وخدمة التنمية المتكاملة في منطقة دلتا نهر اليانغتسي وبناء منطقة خليج قوانغدونغ -هونغ كونغ -ماكاو الكبرى، وتعزيز جاذبيتها أمام رأس المال والتكنولوجيا والمواهب. ويجب إظهار التفوق الإيكولوجي والزراعة التقليدية للمقاطعة، وبناء قاعدة إنتاج وتوريد إقليمية عالية الجودة للمنتجات الزراعية والجانبية. ومن اللازم توطيد طرق التجارة التقليدية، واستكشاف طرق جديدة بنشاط، والاندماج بعمق في البناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق”. ومن الضروري تعميق الإصلاحات في المجالات الرئيسية، وتعزيز بناء بيئة الأعمال، وتوسع الانفتاح المؤسسي في القواعد واللوائح والإدارات والمعايير بشكل مطرد. وتوسيع وصول الاستثمارات الخاصة إلى الأسواق بشكل منظم، ودفع تنفيذ السياسات التي تعزز المنافسة العادلة، وتشكيل علاقة جديدة ووثيقة ونزيهة وموحدة بين الحكومة ورجال الأعمال، ودفع التنمية السليمة للاقتصاد غير الحكومي.