تستعد العاصمة الصينية بكين لاحتضان القمّة الثالثة لمنتدى “الحزام والطريق” للتعاون الدولي التي طال انتظارها. وتعد هذه القمّة الحدث الأكثر أهمية لإحياء الذكرى العاشرة للمبادرة، وستكون فرصة مواتية لجميع الأطراف المشاركة لتلخيص الخبرات، ووضع المخططات، وقيادة البناء المشترك عالي الجودة لمبادرة “الحزام والطريق”.
وكان الرئيس شي جين بينغ قد قدّم دعوة صادقة للقادة المشاركين في الاجتماع الثالث والعشرين لمنظمة شنغهاي للتعاون في يوليو هذا العام. حيث قال: “يصادف هذا العام الذكرى السنوية العاشرة لطرحي مبادرة الحزام والطريق. وستستضيف بهذه المناسبة القمّة الثالثة لمنتدى “الحزام والطريق” للتعاون الدولي. ونحن نرحّب بجميع الأطراف للمشاركة في أنشطة المنتدى، والتمهيد بشكل مشترك لطريق السعادة الذي يعود بالنفع على جميع دول العالم.”
وقد وجدت دعوة الرئيس الصيني، تفاعلا إيجابيا. حيث عبّر الجانب الروسي عن تطلعاته الكبيرة لانعقاد القمة الثالثة من المنتدى. وأعربت فيتنام عن دعمها للمبادرة الدولية التي طرحها الرئيس شي جين بينغ، وعن ترحيبها بتنظيم قمة منتدى “الحزام والطريق” للتعاون الدولي ببكين. كما أكدت دولة المجر مشاركتها في القمّة. وإلى غاية أواخر شهر سبتمبر، أكد ممثلو أكثر من 130 دولة ومنظمة دولية مشاركتهم في المنتدى.
على مدى السنوات العشر الماضية، تطورت مبادرة “الحزام والطريق” من مستوى الخطة إلى مستوى التنفيذ، وأصبحت المنتج العام الدولي الأكثر شعبية، وأكبر منصة للتعاون الدولي. وحتى يوليو من العام الحالي، وقعت أكثر من ثلاثة أرباع دول العالم وأكثر من 30 منظمة دولية وثائق تعاون مع الصين بشأن البناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق”. وتم تنفيذ قرابة 3000 مشروع تعاون، باستثمارات تقارب تريليون دولار أمريكي. وعلى مدار السنوات العشر الماضية، عملت جميع الأطراف معًا على زرع بذور التعاون وجني ثمار التنمية. حيث قدم البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وصندوق طريق الحرير، وغيرهما من المؤسسات، دعمًا استثماريًا وتمويليًا لمئات المشاريع. على غرار سكة حديد الصين – لاوس، وقطار جاكرتا-باندونغ فائق السرعة، وهو أول خط سكة حديد في جنوب شرق آسيا يحقق سرعة 350 كيلومترًا في الساعة، إلى جانب سكة حديد مومباسا-نيروبي”، والتي أسهمت في تعزيز النمو الاقتصادي المحلي لكينيا بأكثر من نقطتين مئويتين.
تظهر هذه النتائج المثمرة أن مبادرة الحزام والطريق تلتزم بمبدأ التشاور المكثف والمساهمة المشتركة والمنافع المشتركة، وتتمسك بمفهوم الانفتاح والنزاهة والأخضر بهدف تحقيق المعايير العالية والاستدامة وإفادة معيشة الناس، والمضي قدمًا بشكل مستمر في اتجاه التنمية عالية الجودة.
ويتوقع الخبراء بأن تكون قمة المنتدى هذا العام، مناسبة جديدة لتعزيز التعاون الدولي في إطار مبادرة “الحزام والطريق”. وفي ظل ما يشهده العالم من اضطرابات وتغيير وانقسامات وإعادة تنظيم، تتزايد حالة عدم اليقين وعدم الاستقرار والعوامل التي لا يمكن التنبؤ بها، ويغدو تعافي الاقتصاد العالمي مهمّة طويلة وشاقة، وتأخذ النزعة الأحادية والحمائية اتجاها أكثر عمقا. وتشكل بعض البلدان تهديدات لأمن واستقرار سلاسل الصناعة والإمداد الدولية تحت مسمّيات وطنية. وفي مواجهة التحديات المشتركة، تحتاج جميع الأطراف إلى تعميق الثقة السياسية المتبادلة، وتعميق الترابط، وإزالة عوائق التجارة، وتعميق التكامل المالي، ودفع التبادلات الشعبية والثقافية، وتنفيذ التعاون بنشاط في مجالات جديدة مثل الصحة وحماية البيئة والتنمية الرقمية والابتكار.
وسيتضمن منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي هذا العام، حفل الافتتاح وثلاثة منتديات رفيعة المستوى حول الاتصال والتنمية الخضراء والاقتصاد الرقمي. إلى جانب ستة منتديات خاصة حول التجارة دون عوائق، والتواصل البشري، والتبادل بين مراكز الفكر، وطريق الحرير النظيف، والتعاون المحلي، والتعاون البحري، كما سيتم عقد مؤتمر رواد الأعمال، والذي من المتوقع أن يمثّل علامة فارقة جديدة على صعيد التعاون في إطار مبادرة “الحزام والطريق” ويضخ الثقة في الاستجابة لتحديات العصر وتحقيق التنمية العالمية المستدامة.