بالإضافة إلى ترجمة الكتب، وسّعت بيت الحكمة الصينية مجال عملها خلال السنوات الأخيرة، نحو ترجمة الأعمال التلفزيونية وتدريس اللغة الصينية للأجانب، وقامت بتأسيس معاهد ومراكز تدريب في عدة دول عربية، على غرار السعودية والإمارات.
بتول نجاوي، هي خبيرة مغربية تعمل في مؤسسة بيت الحكمة الصينية بينتشوان، وتتحدث اللغة الصينية بطلاقة. وتقول بتول، بأنها بدأت الإهتمام بالصين في وقت مبكر من عمرها، من خلال مشاهدة أفلام جاكي شان والأفلام الوثائقية. وفي الجامعة، إختارت بتول دراسة اللغة الصينية بجامعة محمد الخامس، ولاحقا سافرت إلى الصين لإكمال دراسة الماجستير. وتقول بتول بأنها وجدت العديد من القواسم المشتركة بين الثقافة العربية والصينية خلالها عيشها في الصين، مما شجعها على العمل في مجال التبادلات الصينية العربية. وبعد إلتحاقها بشركة بيت الحكمة، شاركت بتول في ترجمة مسلسل “الهجرة إلى السعادة”، الذي يحكي قصص مكافحة الفقر في الصين. وتقول بأن المسلسل قد وجد ردود فعل إيجابية من المشاهد العربي، ولفت الإنتباه إلى تجربة الصين الناجحة في مجال مكافحة الفقر.
تأمل بتول في أن تصبح حلقة وصل في التبادل الثقافي بين الصين وبلدها المغرب، وتعتقد بأن اللغة تمثل جسرا بين الثقافات وأن اتقانها يمكن أن يعمق التبادل والتعارف بين الشعوب. “لن يكون هناك أي تحيز أو سوء فهم إذا ما فهم بعضنا البعض بشكل صحيح، وهذا هو العمل الذي أقوم به حاليا”، تقول بتول.
عصام ايدام آدم أحمد، من السودان، هو أيضا خبير في شركة بيت الحكمة، ويتحدث اللغة الصينية بشكل رائع. وقد عمل لسنوات طويلة في مجال ترجمة الأدب الصيني المعاصر إلى اللغة العربية. ويعتقد عصام أن التجربة الصينية، يمكن أن تفيد الدول العربية، في مجال التنمية الاقتصادية ومكافحة الفقر. ” تُقدّم الصين في وسائل الإعلام السودانية، على أنها دولة متقدمة ومتطورة. والكثيرون لا يعرفون بأن الصين قد واجهت في السابق نفس قضايا الفقر التي نواجهها الآن”، يقول عصام. مضيفا، “الإنجاز الصيني أعطانا الأمل، وجعلنا نعتقد أنه بإمكاننا فعل الشيء نفسه.”
تماما مثل زميلته بتول، أحب عصام الصين منذ طفولته، وأبدى منذ صغره اهتماما بالتاريخ والثقافة الصينية. وعلى الرغم من اقتراح والده عليه بتعلم اللغة الإنجليزية أو الفرنسية، إلا أن عصام إختار في النهاية دراسة اللغة الصينية.
يرى عصام بأن الصين تعد مثالا جيّدا للدول النامية، ويقول بأنه يرغب في التعلّم من الخبرات الصينية للإسهام في تطوير السودان. ويعتبر اللغة الصينية نافذة تمكنه من التعرف على الصين بشكل مباشر. ” من الخطأ التعرّف على الصين من خلال المصادر الغربية. ونحن بحاجة إلى تعلم اللغة الصينية لمعرفة الصين الحقيقية”، يقول عصام.
ويطمح عصام إلى ترجمة المزيد من أعمال الأدب الصيني للجمهور العربي، وتمكين القارئ العربي من تكوين آراء مستقلّة حول الصين بدلاً من الاعتماد على المعلومات الغربية. كما يأمل في أن يترجم المزيد من الكتب السودانية إلى اللغة الصينية حتى يتمكن القراء الصينيون من معرفة المزيد عن بلاده.