شبكة طريق الحرير الاخبارية/
غصون سليمان
صحفية وكاتبة سورية . عضو في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب اصدقاء وحلفاء الصين.
متابعة وتحرير : رئيس الفرع السوري للإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب اصدقاء وحلفاء الصين ومستشار رئيس الاتحاد للشؤون الدولية الدكتور محمد سعيد طوغلي .
على خطا القوة تعبر جمهورية الصين الشعبية بحار العالم وتشد رحال الشعوب لبناء مساكن الأمان في العلاقات والمصالح المشتركة، فهي الأجدر بأن تتزعم العالم إلى جانب حلفائها الآخرين المؤمنين بلغة الحوار وسيادة الدول بما يحافظ على مصالحها وثرواتها الوطنية .
لقد شكل العملاق الصيني على مستوى الجغرافيا الكونية رعباً حقيقياً للولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية المهيمنة ، وكل من يحاول الإخلال بالتوازن العالمي عبر الخداع واختلاق المشاكل هنا وهناك تحت شعارات ومصطلحات زائفة ، الى جانب اختراق موجات الذكاء وتجييرها لاستغلال الوضع الاجتماعي والسياسي والثقافي والاقتصادي والعسكري وحتى الصحي من خلال السلاح البيولوجي عبر أساليب وبدع استخباراتية لا تخلو من الخبث والتجبر ،
ولعل جميعنا يدرك ويلمس عن قرب كيف يرصد المتابعون و المهتمون عن كثب تأثير السياسة الناعمة والدبلوماسية الرشيقة التي تلعبها جمهورية الصين الشعبية بعيداً عن الضجيج والاستهلاك الإعلامي لتقدم نفسها كمحكم عالي الجودة لبناء علاقات جادة ومسؤولة بين الشعوب ، جوهرها المصالح المشتركة في السياسية والاقتصاد والثقافة وغيرها بين دول القارات .
وكما فاجأت السياسة الصينية العالم بطريقة كسر الجليد في العلاقات المقطوعة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية لسنوات طويلة ، ماشكل صدمة عالية الخطورة من الناحية النفسية للولايات المتحدة الأمريكية والكيان الإسرائيلي بالدرجة الأولى وغيرها من دول الغرب.
وانطلاقاً من هذه الرؤية نلحظ اليوم أهمية الزيارة التي يقوم بها السيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية والسيدة عقيلته بدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ بتوقيتها ودلالاتها حيث تاخذ العلاقات السورية الصينية أبعادها الاستراتيجية وفق مسارات عدة على مدى سنوات طويلة مجددة معابر وشرايين طريق الحرير الذي يبدأ في الصين ويتوهج في سورية بلاد الشام .
لن نذكر في هذا السياق ما قدمته الصين لسورية من دعم ومساندة خلال سنوات الحرب العدوانية على بلدنا سواء على الصعيد السياسي والاقتصادي والإنساني والتي سنتعرض لها لاحقا في مقال آخر .
فيكفي أن نرى اليوم حافلات النقل الجماعي “باصات النقل الداخلي ” تملئ شوارع المدن السورية مقدمة مجاناً من حكومة وشعب الصين الشقيق والصديق . بعد أن دمر الإرهابيون والدول والحكومات الداعمة لهم البنى التحتية لقطاع النقل وتخريب معظم مستلزماته .
لاشك أن شعوب الأرض تطمح لتحقيق لغة المصالح المشتركة واحترام السيادة بعدما انتهكتا بأساليب مختلفة من قبل بعض الدول والحكومات المغمورة بالعدوان والاستغلال وعل رأسها الولايات المتحدة ومن يتبعها ، وبالتالي من هنا تأتي أهمية مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها جمهورية الصين الشعبية كخطط استراتيجية بعيدة المدى من شأنها أن تحقق التوازن والتكامل والاستفادة القصوى لجميع الشعوب المتآلفة والمتحابة من مناخ الاستقرار والسلام بعيداعن الحروب والعدوان .