قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ يوم (الأحد) إن العلاقات بين الصين والآسيان أصبحت النموذج الأكثر نجاحا وديناميكية في التعاون الإقليمي لمنطقة آسيا-الباسيفيك، ومثالا واضحا على كيفية تعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للجميع.
أدلى لي بهذه التصريحات خلال مراسم افتتاح النسخة الـ20 من معرض الصين-الآسيان والنسخة الـ20 من قمة الصين-الآسيان للأعمال والاستثمار في ناننينغ، حاضرة منطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ جنوبي الصين.
وقال لي إن معرض الصين-الآسيان كان شاهدا على التنمية المستمرة للعلاقات الثنائية منذ إقامته قبل 20 عاما، وإن الجانبين ملتزمان بالتعزيز الذاتي من خلال الوحدة والتعاون المربح للجانبين ووضع العالم في الاعتبار.
وشدد على أن “الوضع السليم للعلاقات بين الصين والآسيان لم يتحقق بسهولة، بل هو نتيجة للجهود المشتركة لجميع الأطراف”، مشيرا إلى أن جوهر هذه العلاقات يكمن في الصداقة والإخلاص والشمول والالتزام بتحقيق المنافع المتبادلة.
وقال رئيس مجلس الدولة إن هذه الكلمات ليست مجرد التوجه الأساسي لدبلوماسية الجوار لدى الصين، ولكنها أيضا أساسية لخلق مستقبل أفضل.
ودعا إلى بذل جهود لخلق بيئة مواتية تفضي إلى التنمية والازدهار والسلام والهدوء، بحيث تتمكن تنمية دولة واحدة من إفادة دول الجوار وشعوب المنطقة بطريقة مُحسّنة.
وأعرب لي عن استعداد الصين لتوسيع التعاون مع الآسيان في مجالات مثل الثقافة والسياحة والتدريب والشباب لتعزيز التفاهم المتبادل والصداقة بين الشعوب، ما يؤدي بدوره إلى تعميق التكامل العاطفي.
وقال إنه من أجل ترسيخ أساس الثقة بشكل أكبر، ستتمسك الصين بسياستها الوطنية الأساسية المتمثلة في الانفتاح وستسعى جاهدة لخلق بيئة أعمال جيدة حتى يشعر المستثمرون من جميع أنحاء العالم بالسلاسة والراحة.
كما أعرب عن استعداد الصين لاستيراد المزيد من المنتجات التنافسية والمتميزة من دول الآسيان، وتعزيز الارتباطية الإقليمية، وبناء سلاسل إقليمية للصناعة والإمداد أكثر استقرارا وبدون عوائق على أساس المزايا النسبية.
وأضاف أن “الصين تدعم بقوة إطار التعاون الإقليمي المتمركز حول الآسيان. وستواصل تحقيق التضافر بين مبادرة الحزام والطريق واستراتيجيات التنمية لدى الدول الأخرى، وستواصل دفع التكامل الاقتصادي الإقليمي”.
وحضر مراسم الافتتاح نحو 1200 شخص، من بينهم رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيه، ورئيس وزراء لاوس سونيكساي سيفاندون، ورئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، ورئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه، ونائب الرئيس الإندونيسي معروف أمين، وفومتام ويتشاياتشاي، نائب رئيس الوزراء وزير التجارة التايلاندي، والأمين العام للآسيان كاو كيم هورن، بالإضافة إلى ممثلي أعمال من الصين والآسيان ودول ومناطق أخرى.
وقال قادة دول الآسيان في كلماتهم إن الدول الأعضاء في الآسيان تقدر بشدة المبادئ التي اقترحتها الصين والمتمثلة في الصداقة والإخلاص والمنفعة المتبادلة والشمول، كما تقدّر إسهامات الصين المهمة في تعزيز السلام والازدهار على الصعيد الإقليمي.
كما أعربوا عن استعدادهم لتعزيز التعاون مع الصين لفتح الأسواق بشكل أكبر، وتعزيز الارتباطية والاعتماد المتبادل، ودفع التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق، وتعزيز مرونة سلسلة الإمداد، ومعارضة الحمائية وتسييس التجارة والاستثمار، والتصدي بشكل مشترك للتحديات العالمية مثل الأمن الغذائي وتغير المناخ.