CGTN العربية/
اعتمدت الصين على التصنيع والصناعات منخفضة المستوى لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم. ولكن من الآن فصاعدا سيأخذ الابتكار زمام المبادرة في التنمية.
وفقا لدراسة أجراها معهد “إيفرغراند” للأبحاث بجامعة تسينغهوا، أدرجت أغلبية “أفضل 10 مدن صينية ذات إمكانات تنموية أكبر” الابتكار إما كأساس للتنمية أو كهدف للتنمية.
بدأت شنتشن، ثالث أكبر مدينة صينية من حيث الناتج المحلي الإجمالي، عملية التحول في عام 2001. وعلى مدى السنوات الـ19 الماضية، أصبحت المدينة تربة خصبة لتطوير العديد من الشركات المبتكرة الرائدة، منها شركة هواوي والتي في تتربع على طليعة ثورة الجيل الخامس (5G).
وشركة تينسنت، إحدى أكبر شركات التكنولوجيا الرقمية في العالم، التي طورت تطبيق ويتشات الذي يضم 1.1 مليار مستخدم نشط شهريا.
سجلت القيمة المضافة للجيل الجديد من صناعة تكنولوجيا المعلومات في شنتشن 477 مليار يوان في عام 2018، وهو ما يمثل 20 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للمدينة.
في العام نفسه، بلغ عدد طلبات براءات الاختراع في إطار معاهدة التعاون بشأن البراءات من شنتشن 18 ألف طلب، ليحتل المرتبة الأولى على الصعيد الوطني. وتقيم 1400 شركة للتكنولوجيا الفائقة في شنتشن، وهي الثانية بعد بكين.
أما بكين، العاصمة الصينية، فتحتضن أكبر عدد من الجامعات الرئيسية من أي مدينة أخرى في البلاد، وهو ما يجعلها أرضا خصبة للابتكار. وشهدت المدينة صعود شركات مثل شياومي وديدي وميتوان.
ساهمت التكنولوجيا الفائقة بـ23 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للمدينة في عام 2018. وفي العام الماضي، تم تقديم أكثر من 200 ألف طلب براءة الاختراع في بكين، بزيادة 7.1 في المائة عن عام 2018.
لكن طلبات براءات الاختراع والناتج المحلي الإجمالي لا تمثل سوى جزء واحد من القصة. مثلما تستخدم بكين مواردها الأكاديمية الواسعة كأساس للابتكار، تحاول مدن صينية أخرى الآن أيضا الاستفادة من مزاياها المتوفرة.
على سبيل المثال، مدينة تشونغتشينغ الواقعة في جنوب غرب الصين، والتي تعد منتجا عملاقا للإلكترونيات والسيارات، حيث تشكل هاتان الصناعتان معا 42 في المائة من الناتج الصناعي المحلي.
اختارت المدينة تعزيز مكانتها الرائدة في هذه المجالات من خلال دمجها مع الذكاء الاصطناعي. وتعمل أربع من أكبر خمس شركات روبوتية في العالم في تشونغتشينغ، وتتطلع المدينة إلى توسيع ريادتها في مجالات مثل البيانات الضخمة والأجهزة الذكية والسيارات المتصلة بالإنترنت.
على الرغم من هذه النجاحات، لا تزال بعض المدن في الصين متخلفة في مجال الابتكار، وقوانغتشو هي واحدة منهم.
في السنوات الأخيرة، خصصت قوانغتشو أقل من 3 في المائة فقط من ناتجها المحلي الإجمالي للبحث والتطوير، وهو ما بالكاد يبلغ نصف حجم استثمارات المراكز المبتكرة الأخرى مثل بكين وشنتشن. كما لم تحصل إلا على 10 آلاف براءة اختراع فقط في عام 2018، وهو ما يضعها في نفس مستوى مدن الدرجة الثانية على الرغم من أنها مدينة من الدرجة الأولى.
لكن، قد يكون التغيير في طريقه لقوانغتشو، فقد قامت السلطات المحلية بصياغة خطط تنموية طويلة الأجل، وتحاول المدينة الاستفادة من موقعها الجغرافي في دلتا نهر اللؤلؤة وموقعها الجيواستراتيجي على طول الحزام والطريق للتحول إلى مدينة عالمية من الدرجة الأولى في الاقتصاد والتكنولوجيا والعيش.
تتجه المدن الصينية إلى الابتكار كمحرك للنمو، وبدأت الصين تتحول إلى أكثر من مجرد مركز تصنيع في العالم، بل هي آخذة في التطور لتصبح قائد المستقبل.