شبكة طريق الحرير الاخبارية/
بقلم فاتن دونغ، صحفية صينية
مع انعقاد القمة الخامسة عشر لقادة بريكس في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، تركزت أنظار العالم مرة أخرى على منصة التعاون الدولي المهمة هذه. إلا أن بعض وسائل الإعلام ذكرت أن بريكس تهدف إلى مواجهة الغرب، وهو تفسير مشوه لآلية بريكس.
كما جاء في كلمة الرئيس الصيني شي جين بينغ في منتدى أعمال بريكس 2023 إن بريكس ليست بهدف كسب أحد للاصطفاف خلفه أو إثارة المواجهة بين المعسكرات وإنما بهدف إقامة معادلة عامة للسلام والتنمية.
ترتكز آلية تعاون بريكس على المبدأ النبيل المتمثل في تعزيز السلام والتنمية العالميين، ومنذ تأسيسها، التزمت دول بريكس دائما بروح الانفتاح والشمولية والفوز المشترك، واستمرت في تعميق التعاون العملي في مختلف المجالات، وقد حققت نتائج مثمرة.
تشير إحصاءات البنك الدولي إلى أنه في السنوات العشر الماضية، ارتفع مجموع الناتج المحلي الإجمالي لدول بريكس الخمس من 16.59 تريليون دولار أمريكي في عام 2013 إلى 25.91 تريليون دولار أمريكي في عام 2022، كما قفزت حصتها في الناتج المحلي الإجمالي العالمي من 21.37% عام 2013 إلى 25.77% عام 2022. لقد أصبحت دول بريكس الآن محركا هاما يدفع النمو الاقتصادي العالمي.
يعد بنك التنمية الجديد لدول بريكس أحد الإنجازات البارزة لتعاون دول بريكس، فمنذ تأسيسه، وافق بنك التنمية الجديد على ما يقارب الـ 100 مشروع عن طريق قروض بقيمة إجمالية تزيد عن 30 مليار دولار أمريكي، مما وفر ضمانا قويا لبناء البنية التحتية والتنمية المستدامة في دول الأسواق الناشئة والدول النامية، وعزز هذا النمو العالمي الشامل.
وبالمقارنة مع بعض الدول الغربية التي تركز على الجيوسياسية وخلق الانقسام والمواجهة، فإن دول بريكس تلتزم دائما بالانفتاح والشمولية. تختلف دول الأعضاء الخمس من حيث التاريخ والثقافات والأنظمة السياسية ومستويات التنمية، إلا أنها تحترم بعضها البعض وتعامل بعضها البعض على مبدأ المساواة، وتدعم شعوب البلدان في اختيار مسارات التنمية الخاصة بها، وتسعى جاهدة لتحويل الاختلافات إلى مزايا التكامل، مما شكل تيارا جديدا في العلاقات الدولية.
أشار شيا شنغ ون، سفير جنوب أفريقيا لدى الصين، بوضوح في مقابلة صحفية إلى أن دول بريكس ليست كتلة، وليس لدينا أي نية للتنافس مع أي منظمة دولية أخرى، بل هي شراكة تنمية أكثر. إن قرارات بريكس كلها يتم اتخاذها على أساس التشاور والإجماع. على الرغم من أن بعض وسائل الإعلام تحاول دائما تقسيمنا، إلا أننا دائما نحترم بعضنا البعض، ونعرف ما يجمعنا، ونركز على التوافق أكثر من الاختلاف.
اليوم، لاقت بريكس الاعتراف من قبل العديد من الدول النامية وتأمل في الانضمام إليها. حيث تقدمت أكثر من 20 دولة بطلبات للانضمام إليها، وأبدت المزيد من الدول رغبتها في الانضمام.
نثق بأن بريكس ستواصل التزامها بروح الانفتاح والشمولية والفوز المشترك، وإدخال مزيد من الدول، في سبيل حشد الحكمة والجهود للدفع بتطور الحوكمة العالمية نحو اتجاه أكثر عدلا وإنصافا.