شبكة طريق الحرير الاخبارية/
صحيفة الشعب اليومية اون لاين/
على مسافة حوالي 40 كيلومترا، جنوب غربي مدينة شاوشينغ من مقاطعة تشجيانغ، تقع بلدة شانشياهو التابعة لمدينة جوجي، التي تعد أكبر مركز عالمي لإنتاج لؤلؤ المياه العذبة. وتنتج هذه البلدة الصغيرة التي لا تتعدّى مساحتها 50 كيلومترًا مربعًا، 80٪ من إجمالي إنتاج لؤلؤ المياه العذبة في الصين و70٪ من الإنتاج العالمي. وفي العام الماضي، تجاوزت مبيعات من منتجات اللؤلؤ 40 مليار يوان.
تحتوي البلدة على مدينة لؤلؤ هوادونغ الدولية، والتي تأسست في عام 2008، وهي حاليًا أكبر مركز تجاري للؤلؤ المياه العذبة في العالم. وتعتمد البلدة سلسلة صناعة متكاملة تدمج صفقات اللؤلؤ والتسويق للعلامات التجارية وتصنيف المجوهرات وغيرها من الخدمات. كما تعتمد شركات اللؤلؤ هنا على البث عبر الإنترنت لتسويق لمنتجاتها.
زان تشاتشي، هو صاحب شركة لإنتاج اللؤلؤ، تتمركز بالبلدة. وقد ورث هذا العمل عن أبيه الذي اشتغل في زراعة اللؤلؤ قبل أكثر من 30 عاما. وفي سبعينيات القرن الماضي، بدأ مزارعو اللؤلؤ في تأسيس محلّات لبيع اللؤلؤ الخام. لكنّم واجهوا صعوبات في التسويق بسبب موقع البلدة النائي. ولكن الآن، بات منتجو اللؤلؤ بإمكانهم بيع منتجاتهم إلى مختلف أنحاء العالم عبر الهاتف المحمول.
ويقول تشيان شاو تسونغ، وهو صاحب شركة لإنتاج اللؤلؤ، بأن اللآلئ الملونة ومختلفة الأشكال تجد رواجا كبيرا عند المشترين الأجانب. وبدأ تشيان في تسويق منتجاته إلى الأسواق الأجنبية عبر الإنترنت في عام 2020، حينما قام بتشكيل فريق تسويق عبر البث الحيّ، يتكون من أكثر من 10 أشخاص. وتمكن من بيع لؤلؤه في الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وعدة أسواق أخرى.
وتسرّع بلدة شانشياهو في الوقت الحالي عملية بناء قاعدة التجارة الإلكترونية العابرة للحدود، وجذب منصات التجارة الإلكترونية الدولية والشركات اللوجيستية، على غرار تيك توك وأمازون ودي أش أل. في هذا الصدد، يقول يولينغ جون، المسؤول الحكومي بالبلدة، إن شانشياهو قد ضاعفت جهودها خلال السنوات الأخيرة في جذب الكفاءات، وتعزيز البنية التحتية للتجارة الإلكترونية وتحسني جودة الخدمات. مما خلق قرابة 25 ألف فرصة عمل في مجال ريادة الأعمال، بينها أكثر من 3000 وظيفة في مجال التسويق عبر الإنترنت.
تطور صناعة اللؤلؤ في شانشياهو، سبقته مرحلة من العشوائية قبل مايزيد عن الـ 10 سنوات. حيث كان المزارعون في ذلك الوقت يعمدون إلى صبّ سماد الدجاج والبط في البحيرة، من أجل تقصير دورة التكاثر وزيادة حجم إنتاج اللؤلؤ. مما تسبّب في تلوث مياه البحيرة، وانبعاث روائح كريهة.
ومن أجل حماية المياه، أصدرت البلدة في 2017، قرارا لتنظيم زراعة اللؤلؤ في المياه العذبة، وبمقتضاه سيتم غلق أحواض التربية لدى المزارعين الذين لا تتطابق جودة مياههم مع المعايير المحدّدة. وبذلك، تراجعت مساحات تربية اللؤلؤ في البلدة من 533 هكتارا إلى 280 هكتارا.
في هذا الصدد، يقول وي قوسونغ، وهو مزارع لؤلؤ، بأن هذه الإجراءات قد أثرت بشكل خطير على عمل مزارعي البلدة. مما إضطرّهم إلى تغيير طرق الإنتاج. من خلال القيام بمعالجة بيئية صارمة للمياه وزرع النباتات المنقية للماء، وغيرها من الأفكار التي أسهمت في النهاية في دفع زراعة اللؤلؤ نحو التحوّل الأخضر تدريجيا.
علاوة على ذلك، تعتمد العديد من الأحواض المائية أنظمة أوتوماتيكية تقوم بنقل الطحالب مباشرة إلى المحّار.
ويقول رين كيتجوان، المدير العام لشركة تشينغهو بتشجيانغ، إن هذا النظام الذي تم تطويره في عام 2018، قد حل التناقض بين زراعة اللؤلؤ وتلوث المياه. ليس ذلك فحسب، بل أدى أيضا إلى تحسين فوائد زراعة اللؤلؤ بشكل كبير أيضًا.
وأضاف رين كيتجوان، إن طريقة التربية التقليدية تنتج ألف لؤلؤة فقط لكل مو(حوالي 0.067 هكتار)، بينما بات المزارعون الآن يحصلون على 10 آلاف لؤلؤة في المو الواحد، بقيمة إنتاج تقدّر بـ 200 ألف يوان لكل مو. وعلى الرغم من انخفاض مساحة زراعة المحّار قد تراجعت بشكل ملحوظ، إلا أن جودة اللؤلؤ وقيمته المضافة قد زادت بشكل واضح أيضا. حيث قفزت مبيعات اللؤلؤ في البلدة من أقل من 10 مليارات يوان في عام 2017 إلى أكثر من 40 مليار يوان في عام 2022.
#تجربة_الصين