عن/صحيفة الدستور الأردنية ..
في مطلع كانون الثاني من عام 2000، شهد موقع عُمّاد
السيد المسيح، الذي يَشتهر أردنياً وعالمياً باسم «المغطس»، زيارة أول مجموعة حجيج
مسيحي، بعد أن كان يتعذّر الوصول إليه لأسباب أمنية، لكن سرعان ما صَارَ هذا
المَعْلم الديني المُقدّس والتاريخي شهيراً في العالم أجمع، وغدا بالتالي قِبلة
المسيحيين والمسلمين من كل البلدان على حد سواء، فأقيمت من حوله كنائس كثيرة، بالإضافة
إلى «مسجد ومقام النبي عيسى عليه السلام»، المُقام في سنة 2009 والذي يُجاور هذه
الكنائس ويَغمرها بحدبِه ومحبتهِ، مُجسّداً تجسيداً باهراً وحيّاً التآخي والتعايش
الدِّيني والمَدني الإسلامي – المسيحي، في ظل القيادة الهاشمية لجلالة الملك
عبدالله الثاني المعظم.
يُفاخر الأردن
بكل شِبرٍ من أرضه الطهور المقدّسة التي آزرت وحَمَت الأنبياء والمُرسلين، وهو
الوطن الإيماني لمسيحيي ومسلمي العالم والذي يَعني الكثير لهم أجمعين، لذا سارعت
رئاساتهم الروحية لتوقيع وثائق عديدة والإعلان عن اعترافها بقدسية هذا الموقع
المسيحي وتميّزه، وباعتباره رئيسياً للمسيحيين أجمعين، ومن هذه الرئاسات
الفاتيكان، وبطريركية موسكو وسائر الروسيا، والإدارات المَعنية في أثينا، لندن
وبرلين الخ (الكاثوليكية، الاورثوذكسية، البروتستانتية، الانجيلية وغيرها)،
بالإضافة إلى قيادات الجماعات المسيحية ذات التسميات المختلفة، والتي تلاقت على أن
«المَغطس واحد»، ومكانه أُردني وسيادة الأردن عليه واقع مُعاش وقانوني، ومقدمين الشكر
للقيادة الهاشمية التي تصون هذا المكان الذي ترنو إليه أفئدة مليارات البشر.
واستند المسيحيون في تأكيد مكان ومكانة قدسية المغطس، ومِن قَبلهم المسلمون
وعلماؤهم، إلى تنقيبات البحّاثة في التاريخ والجغرافيا والدراسات اللاهوتية
والكتابية، وخلصوا إلى أن الأُردن نجح في فترة زمنية قصيرة جداً بإشهار الموقع
عالمياً، حين كشف علماء المملكة وفي مقدمتهم المرحوم الدكتور محمد وهيب، عن آثار
مسيحية عديدة في الموقع كانت بُنيت في سالف الأزمان وتتطابق مع النصوص الإنجيلية
الموروثة، وها هو العهد الهاشمي يَشهد على تشييد مسجد وكنائس مسيحية بالموقع، وإلى
جانبها روسية، وبيت للحجيج الروسي (للزوار)، ومَعَالِم أخرى.
للمغطس قيمة
روحية وتاريخية كبرى لدى الاردن والاردنيين ولأصحاب الديانتين المسيحية
والاسلامية؛ فالاردن يشهد على رسالات الخلاص وكلمة الله للانسان، وهو قلعة الأيمان
وترسِهِ، ولهذا ولغيره الكثير من الأسباب، تولي منظمة اليونسكو الدولية أهمية
كبيرة للرعاية الاردنية للمغطس والمواقع الاثرية الاخرى بالمملكة، وما محاولات
الكيان الاستعماري خلق مواقع أخرى في فلسطين يَدّعي بأنها «المغطس!»، ويَجر السياح
والمؤمنين المسيحيين إليها، إلا تشويه واضح ومَستنكَر للتاريخ المسيحي والمدني،
ويقينًا أن قيادات الصهيونية لا تهتم بالمسيحية والمسيحيين ولا بالإسلام والمسلمين
الذين عانوا ويُعَانُون من اضطهادها، ذلك أن صهيونيتهم تهتم بالتحصيلات المالية من
السيّاح وبتشويه المسيحية والإسلام الذي رفع رسالة السيد المسيح إلى الأعالي،
بينما ينفي الصهاينة شخص السيد المسيح ووجوده التاريخي ورسالته، ولا يعترفون به لا
في كُتبهم ولا في فلسفتهم، ويتفاخرون على الملأ بالعداء له في أدبياتهم ومؤسساتهم
التعليمية التي تنضح بالعداء لـ«الغويم» – لكل ما هو غير «يهودي»
*كاتبة وإعلامية روسية متخصصة بالتاريخ الأردني ورئيسة تحرير «الملحق الروسي» في «ذا ستار» سابقاً.
بالنيابة عن زوجتي يلينا اشكركم جزيل الشكر لنشر مقالتها عندكم وهو ما يؤكد اهتمامكم بمتابعة أخبار نا والاهتمام بالقراء وسمعة الموقع ىبنشر مواد إعلامية قوية..