إذاعة الصين الدولية أونلاين/
كشف سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيقولاي بلاتونوفيتشي باتروشيف مؤخرًا عن أن الولايات المتحدة لديها حاليًا أكثر من 200 مختبر بيولوجي تم إنشاؤها في العالم. ما هي التهديدات التي تشكلها المختبرات البيولوجية الأمريكية حول العالم لأمن الصحة العامة العالمي؟
يعد مختبر فورت ديتريك البيولوجي في ولاية ماريلاند أكبر قاعدة للأسلحة البيولوجية والكيميائية في الولايات المتحدة. وفي يوليو العام الماضي ، أغلقت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض فجأة البحوث ذات الصلة في المختبر، ورفضت الإعلان عنها “لأسباب تتعلق بالأمن الوطني”.
وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، تضمنت الأبحاث المعملية المعلقة بعض السموم التي حددتها حكومة الولايات المتحدة بأنها “تهديد خطير للجمهور، وصحة الحيوان والنبات أو المنتجات الحيوانية والنباتية”. بعد فترة وجيزة من الإغلاق المؤقت لمختبر فورت ديتريك البيولوجي، اندلع مرض مشابه لفايروس كورونا في ولاية فيرجينيا، على بعد ساعة واحدة بالسيارة من المختبر، وظهرت الأعراض السريرية للمرضى المصابين المشابهة جدا للالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد !
جدير بالذكر أن السجائر الإلكترونية قد بدأ بيعها في الولايات المتحدة منذ عام 2007، إلا أن “مرض السجائر الإلكترونية” اندلع فيها في أغسطس من العام الماضي. وأجرت عيادات مايو كلينيك الأمريكية (Mayo Clinic) دراسات لعينات من أنسجة الرئة لـ 17 مريضًا يعانون من “مرض السجائر الإلكترونية” في شهر أكتوبر 2019، حيث وجدت أن أعراضا لعينات كانت مشابهًة لنتيجة التعرض للمواد الكيميائية السامة.
وبينما أصدرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض المعدية والوقاية منها، أمرا لمختبر فورت ديتريك الأحيائي باستئناف العمل في مارس هذا العام، تقدم الكثير من مستخدمي الإنترنت في الولايات المتحدة بعريضة على موقع البيت الأبيض مطالبين السلطات الإعلان عن الأسباب الحقيقية وراء إغلاق المختبر في العام الماضي وتوضيح ما إذا كان المختبر يبحث فيروس كورونا الجديد أم لا ، وما إذا كان هناك تسرب للفيروسات. ولكن حتى اليوم، أصاب الساسة الأمريكيين المدمنين على الظهور أمام الكاميرا صمت جماعي أمام المواضيع المتعلقة بمختبر فورت ديتريك الأحيائي.
وأثارت المشكلات القائمة في المختبرات البيولوجية الأمريكية قلق شعوب مختلف دول العالم، وتساءلوا: ما مدى الضرر الذي تلحقه المختبرات البيولوجية الأمريكية في أنحاء العالم بأمن الصحة العامة العالمي؟ وفقًا لتقارير وسائل الإعلام، تقع بعض المختبرات البيولوجية للولايات المتحدة في العديد من البلدان السوفيتية السابقة، وبعضها يقع في جنوب شرق آسيا وأفريقيا وأماكن أخرى. ولكنّ الولايات المتحدة لا تكشف أبدًا عن وظائف واستخدامات وعوامل السلامة لهذه المختبرات. لذلك ، لدى المجتمع الدولي سبب للشك في أنهكما أغلق مختبر فورت ديتريك البيولوجي، هل حدث ذلك عدة مرات.
ووفقا لتقرير صحيفة ((يو إس إيه توداي))، منذ عام 2003، وقعت في المختبرات الأمريكية مئات الحوادث التي تورط فيها بشر في تعرض غير مقصود للكائنات الحية الدقيقة الفتاكة. أشارت آنا بوبوفا، رئيسة مكتب مراقبة حماية المستهلك والرفاه العام لفيديرالية لروسيا، في نوفمبر من العام الماضي إلى أنه في عام 2003 سحبت جورجيا وكالة الصحة والوقاية من الأوبئة واستبدلتها بمختبر أنشأته الولايات المتحدة. ونتيجة لذلك، اندلعت حمى القرم والكونغو النزفية والجمرة الخبيثة في جورجيا، كما بدأ في أوكرانيا أيضًا تفشي مرض الحصبة والدفتيريا.
في الآونة الأخيرة، قال ميدفيتشوك، رئيس حزب “منصة المعارضة من أجل الحياة” الأوكراني، ان لديه كل الأسباب للاعتقاد بأن الانتشار المستمر لمختلف الأمراض المعدية في أوكرانيا له علاقة كبيرة بالأنشطة “السرية” و”المبهمة” التي تقوم بها الولايات المتحدة في أوكرانيا. والولايات المتحدة تحاول وحدها منع استئناف المفاوضات بشأن بروتوكول التحقق لـ” اتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية” في العشرين سنة الماضية. تم تبني الاتفاقية من قبل الجمعية العامة الـ26 للأمم المتحدة في 16 ديسمبر 1971، حيث تدعو الغالبية العظمى من الدول الموقعة ، بما في ذلك الصين ، إلى التفاوض على بروتوكول لتعزيز الاتفاقية بشكل شامل وتشمل آلية للتحقق، لكن الجانب الأمريكي يمنع ذلك مرارا وتكرارا، قائلا إنه لا يمكن التحقق منه في المجال البيولوجي لأنه “قد يهدد المصالح الوطنية الأمريكية والأسرار التجارية” ويؤدي إلى “التجسس الصناعي”.
يبدو أن الممارسات غير الطبيعية لبعض الساسة الأمريكيين تدل على ما أشارت إليه المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية آنا بوبوفا مؤخرا، حيث قالت هل المختبرات البيولوجية التي أنشأتها الولايات المتحدة خارج حدودها تزرع مسببات الأمراض للأمراض عالية الخطورة؟ إذا كان هذا حقيقا ، فإن السلوكيات الغريبة الأخيرة للسياسيين الأمريكيين ، بما في ذلك وصم معهد أبحاث الفيروسات في ووهان بالصين لارباك الرأي العام، ليست صعبة الفهم.
إن المختبرات البيولوجية الأمريكية هي بالفعل تهديد مشترك للبشرية. في الوقت الذي يواجه فيه العالم أزمة كبيرة للسلامة العامة ، ندعو السياسيين الأمريكيين لإبعاد خدعهم وكذبهم واحترام أرواح البشرية وتفسير الحقيقة.